اقترح رئيس تحالف "الصهيونية الدينية" والكاهانية، عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، تنحي زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، عن منصب رئاسة الحكومة، وإتاحة الفرصة لإقامة "حكومة يمينية واسعة ومستقرة".
في المقابل، يحاول رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، الذي يجتمع بنتنياهو، في مقر إقامة رئيس الحكومة الإسرائيلية، في القدس، المراوغة، وذلك عبر التأكيد لنتنياهو أنه يوافق على تشكيل "حكومة يمينية ضيقة" بدعم القائمة الموحدة برئاسة منصور عبّاس، من الخارج، غير أنه سيطالبه بإقناع سموتريتش بهذه خطوة.
وتهدف خطوة بينيت إلى التنصل من مسؤولية "إنهاء حكم اليمين" إذا ما فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، واختار بينيت الانضمام إلى حكومة بمشاركة "يش عتيد". علما بأن اللقاء الذي عقد مساء اليوم بين سموتريتش ونتنياهو، لم يؤد إلى تقدم بينهما، بعد فشل الأخير في إقناع سموتريتش بالموافقة على تشكيل حكومة بدعم خارجي من القائمة الموحدة.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام قبيل بدء اجتماعه بنتنياهو، قال بينيت: "لقد جئت إلى هنا ولدي الكثير من النوايا الحسنة، أتعهد ببذل كل ما في وسعي لإنقاذ إسرائيل من الفوضى، وتشكيل حكومة جيدة ومستقرة لدولة إسرائيل. هذا هو وقت إظهار المسؤولية الوطنية".
واستعرض سموتريتش مبادرته بـ"تنحية نتنياهو للحفاظ على حكم اليمين"، في حديثه لأحد قادة معسكر اليمين الذي حاول لعب دور الوساطة وإقناعه الموافقة على تشكيل حكومة يمين ضيقة تدعمها القائمة الموحدة من الخارج، ونقلتها صحيفة "همشبحا" (العائلة)، اليوم، الخميس.
ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله في حديثه للوسيط: "إذا كان نتنياهو قلق للغاية على مصير معسكر اليمين، فإنه مدعو لإنقاذ أرض إسرائيل".
وشرح سموتريتش مبادرته بالقول: "فليضع نتنياهو (رئيس الكنيست، ياريف) لفين في منصب رئاسة الحكومة، ويدير الأمور من خلاله، وفي هذه الأثناء، يترشح نتنياهو لمنصب رئيس الدولة، ويتم وقف الإجراءات القضائية ضده".
وأضاف أنه "وهكذا، وبعد سنوات طويلة، تُقام حكومة يمينية كاملة بمشاركة بينيت و(رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون) ساعر. تعمل الحكومة على سن تشريع شامل يتيج تجاوز المحكمة العليا".
وختم سموتريتش استعراض مبادرته بالقول: هكذا نخرج من الأزمة "دون إعطاء المجال لداعمي المخربين بأن يديروا لنا حياتنا".
ويواصل نتنياهو لقاءاته مع رؤساء أحزاب اليمين بعد أن كلّفه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتشكيل حكومة جديدة. إذ يلتقي، مساء اليوم، مع بينيت، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى حكومته.
وتبقى لنتنياهو 26 يوما في مهلة تشكيل الحكومة، وليس واضحا إذا كان سينجح أو يفشل في ذلك. وفي حال فشل في هذه المهمة، سيُنقل التكليف، بواسطة ريفلين أو الكنيست، إلى المعسكر الآخر. إلا أن كافة التقديرات تقريبا، تشير إلى أن الانتخابات القادمة للكنيست ستكون قريبة ولن يشكل أي معسكر حكومة مستقرة.
وذكرت القناة 12 التلفزيونية أن قادة الأحزاب الحريدية خرجوا من اللقاء مع نتنياهو بشعور أنه بعيد عن تشكيل حكومة. وأضافت القناة أن نتنياهو طلب من قادة الحريديين أن يقنعوا بينيت وسموتريتش بالمشاركة في حكومة يشكلها، وأن يسعوا إلى إحضاء منشقين عن المعسكر المناوئ.
ووفقا للقناة، فإن الحريديين نقلوا رسالة إلى نتنياهو قالوا فيها إنهم لن يتوجهوا هذه المرة إلى انتخابات خامسة، وطالبوه بأن يبذل كل ما باستطاعته من أجل منع بينيت ولبيد من تشكيل حكومة، ويقدرون إنه بالإمكان تشكيلها.
وفيما يتعلق بحزب "يمينا"، فإن لا أحد يعلم وجهة بينيت. وأشارت صحيفة "هآرتس"، اليوم، إلى أن بينيت يبث في الأيام الأخيرة رسائل متناقضة حول إمكانية انضمامه إلى حكومة برئاسة نتنياهو.
إلا أن الصحيفة نقلت عن أشخاص تحدثوا معه أمس، قولهم إن الانطباع لديهم هو أن بينيت "جدي بما يتعلق باستعداده لتشكيل ائتلاف مع ’معسكر التغيير’ (تغيير نتنياهو)"، وأنه مقتنع بعدم تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة.
وأشارت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") إلى أن الحريديين أعطوا بينيت إشارات إيجابية بإمكانية إنضمامهم إلى حكومة بمشاركة لبيد وساعر وأفيغدور ليبرمان، وطلبوا منه الحصول على ضمانات من ليبرمان ولبيد، بالمحافظة على الوضع الراهن في ما يتعلق بقضايا الدين والدولة، وعدم الخوض فيها خلال الفترة المقبلة.
في أعقاب الجلسة التي تواصلت لساعتين بين نتنياهو وسموتريتش، قال الأخير لوسائل الإعلام إنه ونتنياهو اتفقا على "يجب بذل كل جهد لإقناع بينيت بعدم تفكيك المعسكر القومي وعدم المشاركة في حكومة يسارية، وبالتالي جلب المزيد من الشركاء الطبيعيين للحكومة اليمينية".
وردا على سموتريتش، أصدر الليكود بيانا مقتضبا قال فيه: "إعلان بتسلئيل سموتريتش لا يتوافق مع الواقع. حان الوقت للعمل معًا وليس للبيانات التي لا تساهم في الجهود المشتركة التي نبذلها".