يديعوت: الصمت الإسرائيلي حول أزمة الأردن كان صاخبا

الثلاثاء 06 أبريل 2021 06:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت: الصمت الإسرائيلي حول أزمة الأردن كان صاخبا



القدس المحتلة / سما /

يديعوت - سمدار بيري       "الدراما في الاردن وصلت إلى نهايتها. فكما نشر، جند الملك عبد الله، سرا الأمير الحسن الذي توجه إلى منزل الأمير حمزة، فاستوضحت الأمور وسويت. ومهما يكن من أمر، فإن القصة التي هزت هذا الأسبوع الشرق الأوسط تعلمنا أمورا غير قليلة.

حتى إيران، المعادية للمملكة الأردنية، سارعت لأن تصدر بيان تأييد للملك عبد الله وتدعو لاستقرار نظامه. وكما كان متوقعا، أول المتضامنين، كان أبو مازن، الذي تربطه علاقات جيدة للغاية مع الأسرة المالكة، وبعده مصر، الكويت، إمارات الخليج، العراق والأسرة المالكة السعودية. إسرائيل فقط تغيبت عن قائمة مؤيدي الملك عبد الله. رئيس الوزراء نتنياهو أغلق فمه، لا يقول كلمة مع أو ضد الأسرة المالكة التي تسكن على مسافة اثنتي عشرة دقيقة طيران من مكتبه في القدس.

نتنياهو، مثل كل المستويات السياسية والعسكرية – الأمنية عندنا، على علم بمصاعب الأردن: معدل البطالة المستشرية إلى جانب أعداد مفزعة من الموجة الثالثة من فيروس كورونا. عندما لا يكون ما يكفي من اللقاحات، كان يمكن لإسرائيل أن تقلق. إذا كانت ثمة فرص عمل، يشغلها اليوم سوريون وعراقيون من بين مئات آلاف اللاجئين الذين يعيشون اليوم في الأردن. فهم مستعدون لأن يقبلوا بنصف الأجر الذي يطلبه المواطنون. وخطوة الملك الأخيرة، خطوة يأس، تقوده لأن يبحث الآن عن التعاون في سوريا.

الأمير حمزة، لم يجلس بصمت في اليوم الأخير. حيث بث شريطا جديدا الإثنين يصر فيه على أن يخرج ويتحدث إلى الجمهور، مع العلم أن الدراما الجارية داخل الأسرة المالكة الأردنية قسمت الشارع إلى ثلاثة أقسام: الأغلبية، التي تؤيد استقرار نظام الملك، وقسم يوجه انتقاداته مثلما يفعل الأمير حمزة والقسم الثالث يكتفي بخوض أحاديث عابرة في الصالونات. والكل يتحدث عن إمكانية أن يكون الأمير العنيد مطالبا في نهاية الأمر بأن يصعد إلى طائرة ويبتعد إلى الولايات المتحدة.

لماذا لا تعقب إسرائيل؟ لو كانت العلاقات بين نتنياهو وعبد الله مرتاحة أكثر، لخرج تعقيب من خلف الكواليس. ولكن عندما لا يكون حوار – يكون الصمت الإسرائيلي صاخبا جدا. ومرة أخرى نكرر السؤال ما هو الأفضل لنا: أن ترتبط الضفتان الواحدة بالأخرى، تحت حكم فلسطيني، أم أن يجتاز الملك عبد الله الأزمة، يحظى بتأييد ضمني ويدير الحدود الأطول بين الدولتين. بيني غانتس وحده تكبد عناء التعقيب على الأحداث في الأردن حين قال إن هذه “أمور خاصة”.

“خط أحمر”

في وسائل الإعلام الأردنية يذكّرون بقواعد اللعب: مسموح انتقاد كل وزراء الحكومة، وحتى الملك عبد الله درج على أن يتخفّى ويجري زيارات مفاجئة في أماكن إشكالية. ولكن الملك عبد الله هو “الخط الأحمر” الذي لا يجب تجاوزه. محظور انتقاده، ومحظور محاولة توجيه الملك لما يجب أن يفعله. “سيدنا” هو المقرر الحصري.

من السهل أن نخمن بأن الدول العربية الغنية ستتجند لأن تعرض دعما اقتصاديا. السعودية وحكام الإمارات سيدخلون يدا طويلة إلى الجيب، فيخرجون حفنات من الدولارات وخطط الاستثمار. الملك لن يضطر لأن يطلب. وكذا إدارة بايدن التي أعربت عن تأييد لا لبس فيه لـ “شريكنا القديم”، ستعزز المساعدة. ننتظر ونرى ما ستفعله إسرائيل. هذه بالضبط الفرصة لتوسيع العلاقات التي تقتصر الآن فقط على التعاون الأمني. هاتف واحد من مقرب إسرائيلي (ويوجد عدد غير قليل منهم) للطرف الأردني يمكنه أن يعيد، بالتدريج، العلاقات بين الديوانين، كائنا من كان رئيس الوزراء عندنا.