كلّف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، بالمهمة، تشكيل الحكومة المقبلة، في أعقاب حصوله على أكبر عدد من التوصيات.
وسيكون أمام نتنياهو 28 يومًا لتشكيل ائتلاف حكومي. وإذا لم ينجح، فمن المحتمل أن يحصل على تمديد لمدة أسبوعين تنتهي في 18 أيار/ مايو المقبل.
وشهدت المشاورات التي أجراها الرئيس الإسرائيلي مع الأحزاب السياسية الفائزة بالانتخابات، لتحديد شخصية المكلف بتشكيل الحكومة، تأزمًا واضحًا، إذ لم تتمكن أي من الأسماء الحصول على الأغلبية اللازمة.
وإذا فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، سيكون ريفلين أمام خيارين؛ بإمكانه منح التفويض لمرشح آخر والسماح له بالمحاولة لمدة 28 يومًا غير قابلة لتمديد تنتهي في 16 حزيران/ يونيو المقبل. والخيار الآخر، الذي يبدو أن ريفلين أقرب إليه وفقًا للتصريحات التي صدرت عنه الإثنين، هو إعادة التفويض إلى الكنيست.
بنقل التفويض لأعضاء الكنيست، سيكون أمامهم مهلة تصل إلى ثلاثة أسابيع لتوافق الأغلبية (61 عضو كنيست على الأقل) على مرشح من بينهم، وسيحصل هذا المرشح على أسبوعين آخرين في محاولة لتشكيل الحكومة.
وإذا فشل هذا المسار، فإن يوم الثلاثاء الموافق 14 أيلول/ سبتمبر المقبل، سيكون الموعد المقدر لإجراء الانتخابات الخامسة، لتتواصل الأزمة السياسية التي يواجهها النظام السياسي الإسرائيلي.
من السيناريوهات المطروحة لتشكيل الحكومة عقب تقديم جميع الأحزاب توصياتها للرئيس الإسرائيلي، أن يتم تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو مع بمشاركة حزب "يمينا" الذي يترأسه نفتالي بينيت.
وستشمل الحكومة في مثل هذه الحالة، كل من "الليكود" و"شاس" و"يهوديت هتوراه" و"الصهيونية الدينية" و"يمنينا" - بإجمالي 59 مقعدًا.
والسؤال الكبير الذي تطرحه وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو ما إذا ما كانت القائمة الموحدة، برئاسة منصور عباس، ستدعم مثل هذه الحكومة من الخارج.
وكان عبّاس صرّح خلال المشاورات التي عقدها مع ريفلين، الإثنين، إنه مستعد للتعاون مع أي مرشح منتخب، لكن المشكلة الرئيسية في عملية الولادة المتعسرة للحكومة الإسرائيلية، هو ما إذا كان تحالف الصهيونية الدينية والكاهانية سيوافق على دعم القائمة الموحدة لحكومة يشاركون فيها.
ويعتقد المسؤولون في الليكود أنه قد ينجحون في مثل هذا الوضع، في إقناع حزب "تيكفا خداشا" برئاسة الليكودي السابق وغريم نتنياهو، غدعون ساعر، بالانضمام إلى الحكومة. وفي جميع الأحوال، يشكل المقعدان الذين يحولان دون نتنياهو وحكومته السادسة، معضلة كبيرة.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في حكومة تكافؤ تقوم على توازنات بين معسكري اليمين وما يعرف بـ"اليسار وسط". والأرجح أن تقوم حكومة كهذه على اتفاق تناوب على منصب رئيس الحكومة بين لبيد وبينيت، على أن يتولى الأخير المهمة أولًا.
وكان لبيد قد أعلن أنه قدم لبينيت عرضًا كهذا. وفي هذه الحالة، ستشمل الحكومة كل من "يش عتيد" و"العمل" و"كاحول لافان" و"ميرتس" و"يسرائيل بيتينو" و"تيكفا حداشا" و"يمينا" - بإجمالي 57 عضو كنيست.
ولتشكل حكومة من هذا القبيل، سيتعين على ثلاثة أعضاء كنيست على الأقل دعمها من الخارج، وفي ظل التصريحات المتكررة لمنصور عبّاس، يبدو أن القائمة الموحدة هي الكتل الأقرب للعب هذا الدور.
وفي هذه الحالة، نعود إلى السؤال ذاته المطروح في السيناريو الأول؛ هل سيكون مقبولا على الجناح اليميني للحكومة تشكيلها بدعم نواب عرب.
وسيكون أمام الأحزاب الممتنعة عن التوصية ("تيكفا حداشا"، القائمة المشتركة، القائمة الموحدة)، حتى موعد إعلان الرئيس شخصية المكلف بتشكيل الحكومة، مهلة للتراجع والتوصية باسم بعينه.