نجح فريق طبي في مجمع ناصر الطبي ومجمع الشفاء، في قطاع غزة، من إجراء عملية جراحية غاية في الخطورة لمواطن يعاني من "داء الفيل" وهو مرض ناتج عن خلل في الجهاز الليمفاوي لدى الإنسان، ضمن حالة مرضية تعدادها نادر في القطاع.
وأوضح الدكتور أحمد المغربي أخصائي جراحة التجميل، أن المريض يعاني من تضخم شديد في الأنسجة داخل الجسم مما جعله غير قادر على الحركة وممارسة حياته بشكل طبيعي ويظل نائمًا على ظهره باستمرار، مشيرًا إلى أنه كان لابد من التدخل الجراحي لاستئصال كتل من الخلايا الدهنية والجلد للوصول إلى العضلات داخل الجسم حتى يستطيع المريض الوقوف على قدميه والمشي من جديد.
وأشار المغربي إلى أنه أثناء زيارة أحد الوفود الأجنبية إلى قطاع غزة تم عرض المريض عليهم، وبالفعل تم جدولته لإجراء جراحة يتم من خلالها استئصال هذه الخلايا التي تصل إلى عشرات الكيلوا جرامات في أرجل المريض بدءًا من أصبع القدم إلى أعلى الفخذ، ولكن نظرًا لخطورة العملية تراجعت الوفود عن إجرائها.
وقال المغربي "إن المريض يعاني من أمراض مزمنة، مما زاد في تعقيد الحالة، إضافة إلى أنه مريض قلب، وهذا أثر على توقيت خضوع المريض للعملية الجراحية، فكان لابد من اتخاذ قرار لمساعدة المريض ومنع تفاقم الحالة، فقمنا بإقرار سلسلة عمليات لتخليصه من هذه الزوائد على مراحل رغم خطورتها على حياة المريض، وأهم تحدي أثناء العملية هو السيطرة على موضوع النزيف لأن الأوردة والشرايين الداخلة إلى هذه الأنسجة تكون متعددة وحجمها كبير، وأي قطع في هذه الأوردة أو الشرايين سيؤدي إلى فقدان دم وسوائل يترتب عليه هبوط سريع في الدورة الدموية".
وبين أنه تم تحضير المريض للعملية الأولى قبل إجرائها بعشرة أيام داخل القسم لتنظيم ضربات القلب وضبط ضغط الدم، مشيرًا إلى أنه أثناء العملية تم تخديره عن طريق وخزة في الظهر ومن ثم استهدفنا أكبر كتلة من هذه الأنسجة في الفخذ الأيسر للمريض وقمنا باستئصال كتلة تزن 25 كجم من الفخذ لوحده.
وأكد الدكتور الأخصائي أن المريض الآن بصحة جيدة وغادر المستشفى بعد استكمال العلاج والرعاية، وأصبح يستطيع المشي، ونمط الحركة لديه أفضل ومعنوياته تحسنت، ولكنه يحتاج إلى عمليات ممثالة لتخليصه من باقي الكتل في الفخذ اليمين وأجزاء أخرى من الرجلين.