تأتي ذكرى يوم الأرض وشعبنا يتعرض لجائحة فيروس كورونا وانشغاله بمختلف مكوناته السياسية والوطنية و الاجتماعية لمنع تفشيه ، لكن هذا لن يمنعه من إحياء هذه المناسبة بالسبل والوسائل المتاحة وبما لا يتعارض مع الإجراءات الوقائية السائدة في أراضينا الفلسطينية.
لقد شكل يوم الأرض هو يوماً مميزاً لتجسيد وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الوطن والشتات للتعبير عن إرادة النضال والكفاح لإنهاء منظومة الاحتلال والتمييز العنصري في كل فلسطين ، وهو يوم يجب الحفاظ فيه علي حق شعبنا في أرضه ووطنه ورفضه لكل المخططات العدوانية التي تستهدف الضم والاستيطان بكل أشكاله ، والتأكيد فيه أن شعبنا ماض ٍ بمسيرته الكفاحية والدفاع عنها في مواجهة الاحتلال وبطشه وعدوانه وعنصريته .
إن المضي قدماً علي عهد الوفاء لشهداء شعبنا وفي طليعتهم شهداء يوم الأرض ، للدفاع عن الأرض الفلسطينية والتصدي لممارسات الاحتلال الذي يمعن في نهب الأرض وسرقتها والاستيلاء عليها ، هو واجب وطني وديني وأخلاقي و علي أبناء شعبنا الصمود والثبات من أجله ، وأن أي محاولة للتفريط بالأرض أو التنازل عنها هو عنوان للتخاذل والذل والعار، لن يغفر الشعب الفلسطيني لمن يتساوق معه أو يساوم فيه أو عليه .
لذلك فإن ضرورة مواصلة المقاومة الشعبية الباسلة للتصدي للمشاريع التصفوية ولإسقاط محاولات فرض الضم والأسرلة والتهويد التي ما انفك غلاة المتطرفين في دولة الاحتلال الفاشية من محاولات تنفيذها وفق مخططاتهم العنصرية ، تستوجب من وسائل الاعلام الفلسطينية كافة ضرورة تسليط الضوء علي هذه الذكري الخالدة في الوجدان الفلسطيني وتعزيز الرواية الوطنية الهادفة لتمسك شعبنا بأرضه وانغراسه وتجذره بها ورفضه للتنازل عنها أو التقريط فيها .
وهنا لابد من توجيه التحية والاجلال للفلاحين والمزارعين البواسل الصامدين في أراضيهم رغم ما يتعرضون له من اعتداءات على يد جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين ، هؤلاء الجنود الكادحين الذين أثبتوا مدي عطائهم المتواصل خاصة في ظروف مواجهة وباء كورونا في حماية الأرض والحفاظ عليها ، مما يتطلب ذلك ضرورة توفير مقومات الدعم والإسناد لهم و تعزيز صمودهم ودعم منتجاتهم الوطنية ومقاطعة منتجات الاحتلال .
ختاماً لابد من القول أن الوفاء الجاد للأرض و للشهداء يتطلب تحقيق الوحدة الفلسطينية والالتفاف حول الإستراتيجية الوطنية الكفاحية الموحدة لإسقاط المخططات الرامية لطمس و شطب قضيتنا العادلة وفي مقدمتها الضم والتوسع الاستيطاني وسرقة الأرض الفلسطينية وكل محاولات التطهير العرقي التي يتعرض له شعبنا , وسيبقي يوم الأرض خالداً في وجدان الشعب الفلسطيني حتي تحقيق حلمه وتطلعه نحو الدولة والحرية والاستقلال والانعتاق من نير الاحتلال .
