هنية ينعى الدكتور يوسف فرحات

الأحد 28 مارس 2021 03:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
هنية ينعى الدكتور يوسف فرحات



غزة/سما/

نعى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشيخ القائد المجاهد د. يوسف علي فرحات "أبو الحسن" أحد قادة الحركة، الذي وافته المنية اليوم الأحد، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقال هنية في بيان : "ودعت اليوم فلسطين وغزة العزة علمًا من الأعلام ورجلًا من الذين صدقوا وما بدلوا تبديلًا، الأخ الدكتور يوسف فرحات أبو الحسن، العالم المجاهد صاحب الهمة العالية والوثبة المتقدمة في سبيل الله والاستقامة الفكرية والسياسية".

وفيما يلي نص بيان النعي الصادر عن هنية:

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 
وصدق الله القائل :
(وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
ودعت اليوم فلسطين وغزة العزة علمًا من الأعلام ورجلًا من الذين صدقوا وما بدلوا تبديلًا ، الأخ الدكتور يوسف فرحات أبو الحسن العالم المجاهد صاحب الهمة العالية والوثبة المتقدمة في سبيل الله والاستقامة الفكرية والسياسية ..

إنه من السابقين الأوائل في جيل الصحوة والرواد الذين دافعوا عن الفكرة وماتوا وهم كذلك.


 
أخ أحببناه في الله منذ كنا معًا طلابًا في الجامعة الإسلامية في ثمانينات القرن الماضي، فقد كان من أصحاب الهمة العالية عميق الجذور مدافعًا عن الموقف منظرًا للمنهج بسماحة ومتانة.

كأنني الآن أراه متنقلًا بين الكتل الطلابية في فترات الانتخابات يحاجج ويدافع ويسجل الحضور الناجز لكتلته الإسلامية ولحركته مع أخوة آخرين تم تعينهم في هذا الجانب الذي يجيدون هذا النوع من العمل الذي يشتبك إيجابيًا مع الآخر.

وكان رحمه الله لا يكل ولا يمل بل يفعل ذلك وهو متشوق لمستقبل نعيشه الآن وننتظر منه المزيد من العلو لفكرة السماء وجيل التحرير للأرض والمقدسات.

(عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)
وسار رحمه الله في دروب العلم المستنير والجهاد المستبصر لا يتردد في إثبات الحق بوسطية وتوازن دقيق، وما زلت استحضر له جهده المتواصل في حماية الدعوة والمنهج الوسطي ومواجهة محاولات الجنوح نحو الغلو بالفكر وفرض مفاهيم التطرف والتعصب على قطاعنا فاعتلى رحمه الله المنابر وواجه الحجة بالحجة وحمى مع إخوانه العلماء والتربويين الجيل من الشطط والتهور.


 
لقد حافظ رحمه الله على السمت الايماني لرجل العقيدة و القيم التربوية لرجل الدعوة والثبات والسكينة لرجل الجهاد فجمع خصالًا نحن أحوج ما نكون إليها ونحن نخوض غمار العمل المتشعب في مساحات عديدة وجبهات متنوعة (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ).

وعلى سيرة العلماء الأوائل تعرض أبو الحسن رحمه الله للسجن والتعذيب وتعرض للمحن من قبل المحتلين وغيرهم يبحثون عن دوره في المقاومة والإيواء للمجاهدين واحتضانهم في سنوات الغربة والشدة لكنه ظل شامخًا صلبًا عنيدًا في وجه الجلاد.

ولعل من عاجل البشرى للحبيب أبى الحسن أن الله قدر له الموتة المحفوفة برحمات ليلة النصف من شعبان ولطائفها وعظيم نعم الله فيها ومصحوبًا كذلك برحيل القادة الذين شيعتهم فلسطين القائد أبو عاصف البرغوثي والدكتور عدنان أبو تبانه والدكتور ماجد الفرا فهو جدير بموكب الكبار لأنه منهم ولا نزكيهم على الله (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا).


 
ونقول هذا وفدنا إليك يارب يحملون معهم صبرًا وجهادًا ورباطًا في بيت المقدس وأكنافه المطهرة فتقبلهم ربنا في الصالحين واجعل لهم لسان صدق في الآخرين واجعلهم من ورثة جنة النعيم.

لعل من تعانق الأرواح أن يعمم الدكتور يوسف أبو الحسن على جميع خطباء الجمعة تخصيص الخطبة الثانية للحديث عن القائد أبي عاصف البرغوثي فتحدثت بذلك كل مساجد القطاع فسبحان من جمعهم في مشروع واحد وقبضهم إليه قبضًا يسيرًا.

وإننا نتقدم من أنفسنا و إخواننا جميعًا في غزة والوسطى والنصيرات وللأسرة الصابرة الوالدة والزوجة والأبناء وإخوانه وأخواته بأحر التعازي وللأخوة في وزارة الأوقاف سائلين الله تعالى أن يرحمه ويحسن إليه وينزله منازل المكرمين من عباده في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

إسماعيل هنية (أبو العبد)