صحيفة عبرية: إسرائيل والانتخابات المقبلة.. من ائتلاف برأسين إلى حكومة مسخ!

الخميس 18 مارس 2021 10:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: إسرائيل والانتخابات المقبلة.. من ائتلاف برأسين إلى حكومة مسخ!



القدس المحتلة /سما/

 إسرائيل اليوم  - بقلم: إيرز تدمور    "أسبوع على فتح الصناديق ولم تنجح بعد أي من المسائل الجوهرية التي كان يفترض أن تقف في مركز حملة الانتخابات لتحطيم حاجز الجهل والكراهية داخل استديوهات التلفزيون. قبل ست سنوات، عارض يئير لبيد خطاب نتنياهو في الكونغرس ضد الاتفاق النووي، وادعى بأنه كان من الأفضل الوصول إلى توافقات مع إدارة أوباما. والآن، حين تسعى إدارة بايدن لاستئناف الاتفاق النووي، لم يعمد لبيد للوقوف ولو لمرة واحدة كي يشرح كيفية تصديه لسياسة إدارة بايدن في المسألة الإيرانية إذا ما انتخب رئيساً للوزراء.

يعتقد نفتالي بينيت أن في نيته الوقوف على رأس “حكومة ذات أغلبية يمينية”. ولكنه لم يقف أمام الجمهور ليشرح كيف سيفعل ذلك حين ينال 11 أو 13 مقعداً في الاستطلاعات، في الوقت الذي يصل فيه “يوجد مستقبل” إلى 20 مقعداً، وأنه من أجل تشكيل ائتلاف سيحتاج إلى دعم “العمل” و”أزرق أبيض” و”ميرتس”. لم يعمد بينيت لشرح كيف سيتصدى لضغوط إدارة بايدن لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين حتى وإن كان سيقف كيفما اتفق على رأس الحكومة، فيما لا تعد كتلته إلى 12 مقعداً.

لم يشرح جدعون ساعر أبدا كيف ينوي أن يكون رئيس وزراء يحقق سياسة يمينية، في ظل مقاطعة الحزب اليميني الكبير. فقد صرح بأنه سيعمل على إصلاح في موضوع قدرة الحكم وجهاز القضاء، ولكنه أعلن في الأسبوع الماضي بأنه سيفكر بالعمل على قانون يمنع تشكيل الحكومة من قبل شخص رفعت ضده لائحة اتهام. ليس ممكناً التفكير بخطوة وحيدة تزيد الرعب الذي يشل السياسيين أمام رجال القانون.

في السنة الأخيرة رأينا دوراً يائساً لحكومة ذات رأسين تنقصها الوحدة الأيديولوجية. لم يعمد أي من رؤساء الأحزاب الذين يطمحون لرئاسة الوزراء إلى تقديم تفسير لحقيقة أن الائتلاف المطروح سيتحرك من “يمينا” و”أمل جديد” وحتى “يوجد مستقبل”، و”العمل” و”ميرتس”؛ ومن بينيت وساعر حتى ميراف ميخائيلي، وابتسام مراعنة ونيتسان هوروفيتس. إن حكومة قائمة على أساس ائتلاف كهذا قد تكون قادرة على الإجماع ضد نتنياهو، ولكنها ستكون منقسمة أكثر من أي وقت مضى وعديمة التراص بالحد الأدنى اللازم للتصدي للمسائل التي تقف أمامها دولة إسرائيل.

السطر الأخير هو أن الخطاب الجماهيري اجتاز طفولية مقصودة. بدل الجدال الفكري بين المذاهب والخلافات في مواضيع السياسة، قاد السياسيون والاستديوهات سباق حصن عديم الغاية قد ينتهي بحكم شلل. وبدلاً من حكومة التناوب الحالية، سنحصل على حكومة تناوب عديمة القيادة تضم خمسة أو ستة أحزاب متوسطة وصغيرة.

غير أنه لا فراغ في السياسة، واليمين لم يستوعب ما يخفى عن البحث وكم هو ملموس الخطر. سيتعين على الحكومة التالية الحسم في سلسلة تعيينات: النائب العام من الدولة، وبديل المستشار القانوني للحكومة، وخمسة تعيينات للمحكمة العليا، وما لا يقل عن أربعة معاونين للمستشار القانوني، وبالطبع مئات التعيينات الأخرى في الخدمة العامة وجهاز القضاء. هل نريد لحكومة المسخ هذه أن تتقرر أنظمة وتعيينات تؤثر بشكل مباشر ودراماتيكي على قدرة حكم الحكومات التالية، ولا سيما حكومات اليمين؟ لماذا يستحق لبيد وميخائيلي هذه الهدية.