يواصل وزراء ونواب في إسرائيل إنتاج وتغذية خطاب الكراهية والتحريض، وكان آخرهم وزير المواصلات السابق، ورئيس كتلة “الصهيونية الدينية” النائب بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن “الإسلام دين عنف وجهاد وإرهاب” زاعما عدم وجود شعب فلسطيني.
وقال المستوطن المتطرف سموتريتش في مقابلة مع قناة “أي 24″ إن حزبه لن يكون شريكا في أي حكومة تدعمها الأحزاب العربية بما يشمل القائمة الموحدة، لأن هذه الأحزاب ترفض تعريف إسرائيل كـ”دولة يهودية وديموقراطية”. وتابع: “إسرائيل هي دولة يهودية وديموقراطية، كل من يقبل بهذا التعريف يمكن أن يكون شريكا شرعيا، ومَن لا يقبل التعريف، لا يمكنه أن يكون شريكا شرعيا. لأسفي الكبير، القيادة العربية في إسرائيل تكفر بهذا التعريف، ويدعمون أخطر أعدائنا سواء حزب الله أو إيران أو حماس في قطاع غزة، أنتظر اليوم الذي ينتخب فيه العرب قيادة تقبل كما يقبل الدروز يهودية الدولة، ويعيشون بها متساوي الواجبات والحقوق، قيادة تقبل إسرائيل كدولة يهودية وتندد بالإرهاب، نقبل بهم شركاء شرعيين”.
وأعرب عن رفضة الاعتماد على دعم القائمة الموحدة برئاسة النائب منصور عباس لحكومة يمينية برئاسة نتنياهو، قائلا: “أنا لن أكون شريكا في مثل هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، فلا يوجد فرق بين منصور عباس وأيمن عودة، فعباس أيضا لا يقبل إسرائيل كدولة يهودية”. وحول رأيه في حق المواطنين العرب في إسرائيل بنيل حقوق متساوية، قال: “خلال عملي طيلة العشرة أشهر وزيرا للمواصلات، استثمرت في البلدات العربية أكثر مما استثمره الليكود على مدار عشر سنوات. اجتمعت خلالها مع رؤساء المجالس العربية، وحصلوا مني على كل الموارد، حين كنت وزيرا للمواصلات، كنت وزيرا للجميع، من الناحية الوطنية، أنا رجل يميني صهيوني ويهودي، لكن في المستوى المدني، أعتبر أن المواطنين العرب متساوو الحقوق، وحين سأشغل أي منصب وزاري مستقبلا، سيحصلون مني على كل الخدمات” على حد زعمه.
وأوضح سموتريتش في تصريحات عنصرية سابقة له “أنه يرفض أن تلد زوجته في نفس غرفة الولادة مع امرأة عربية “. وردا على سؤال حول ذلك قال: “لم أقل هذا، ولم أقل إنه يجب أن تلد امرأة عربية بشكل منفصل عن امراة يهودية، ولم أطالب بأي فصل عنصري. لقد قلت إن الممرضين يقومون بشكل ذكي بالفصل بين اليهود والعرب داخل الغرف في المستشفيات، وهذه ليست عنصرية”. مشددا أيضا على أنه لن يشارك في أي حكومة تسعى للتوصل إلى حل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومضى في ادعاءاته زاعما أنه “لا يوجد شعب فلسطيني” وأن ذلك “اختراع أو حركة عمرها 70 عاما خُلقت لمناهضة الصهيونية”. وكرر زعمه: “كل هذه الأرض يهودية وبلد الشعب اليهودي، لن نتنازل عن أي شبر منها لأي كيان سياسي، غالبية دولة إسرائيل تعارض إقامة دولة فلسطينية، ولا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني، هذا اختراع عمره 70 أو 80 عاما، حيث خُلقت كحركة قومية مناهضة للصهيونية. العرب الذين يعيشون هنا جاءوا من السعودية ودول المنطقة”.
كما كرر فكره العنصري بتصريحه أن الإسلام “دين عنف وجهاد”. وقال: “هناك ديانة للأسف الشديد، ديانة عنف، إرهاب وجهاد، هذه الديانة التي يمثلها منصور عباس، لا علاقة لي بهذه الديانة، حتى لو سميت كلتا الديانتين (ديناً)”.
وأصدرت القائمة المشتركة بيانا أدانت فيه بشدّة تصريحات سموتريتش ضد الدين الإسلامي، ووصفِه له بدين “الإرهاب”، وأكدت القائمة في بيانها أن سموتريتش “لا ينطق باسمه فحسب، بل باسم كل اليمين العنصري الفاشي، الذي يقوده بنيامين نتنياهو”.
وأشارت المشتركة إلى أن سموتريتش مرشّح لمنصب وزاري بحال فاز نتنياهو في الانتخابات، ونوّهت إلى أن “كل دعمٍ لنتنياهو هو دعم لسموتريتش وبن غفير المعاديين للعرب وللإسلام ويروّجان لبناء الهيكل الثالث المزعوم على أرض الحرم القدسي الشريف”. وشدّدت المشتركة في بيانها على أن تصريحات سموتريتش “لا تقع في إطار حرية التعبير، بل هي تحريض عنصري منفلت وفعل جنائي يوجب فرض العقاب على من يقوم به”.
وأكدت المشتركة أنها “تدرس الأبعاد القانونية للتصريحات ضد الدين الحنيف، وإمكانيات التوجه للقضاء بهذا الشأن”. وردّ أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة على تصريحات سموتريتش العنصرية بالقول: “هذا الحقير يصف الدين الإسلامي بدين العنف والإرهاب. لكن الإرهاب هو الاستيطان والمجازر ضد شعبنا بعقلية سموتريتش وبن غفير. هؤلاء الأنذال نحن تصدينا وسنتصدى لهم بقوة أكبر”.
اسأل أجدادك ممن طردوا من الأندلس
وفي تعقيبها، أكدت القائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس، أن سموتريتش العنصري “يبث سموم الكراهية الدينية وازدراء الأديان” منوهة أن النائب منصور عباس “يعتزّ ويفتخر أن دينه هو الإسلام، دين التوحيد والخير والسلام والتسامح بين الناس واحترام الأديان السماوية وأتباعهم”.
وتابعت: “دين الإسلام الذي حكم بعدل ورحمة، وكان على امتداد التاريخ ملاذاً للمستضعفين في الأرض ومنهم اليهود، وإن شئت أيها الكاره للإسلام، فاسأل أجدادك اليهود الذين طُردوا من الأندلس، فلجأوا لديار الإسلام، واسأل الذين عاشوا تحت حكم الإسلام 14 قرناً بأمن واحترام لهم ولدين اليهودية، بخلاف من كانوا في أوروبا اللاسامية”.