أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي على ضرورة تحرك الاونروا نحو الدول المانحة والمنظمات الدولية الممولة للحصول على تمويل اضافي جديد يغطي العجز المالي في موازنتها العامة والطارئة باعتبار ذلك افضل الحلول .
واعتبر د. ابو هولي خلال لقائه مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فيليب لازاريني، مساء اليوم ان سياسة الاونروا الجديدة التكيف والمواءمة بين الموارد المالية المتاحة واحتياجات اللاجئين، غير مجدية لمعالجة ازمتها المالية وغير مناسبة لمجتمع اللاجئين المتغير في ظل ازدياد احتياجات اللاجئين ومتطلباتهم بشكل مستمر مقابل ثبات الموارد المالية المتاحة .
وبحث اللقاء تطورات أزمة الاونروا المالية، والجهود التي تبذلها لحشد مواردها المالية، والتحضيرات الجارية لإنجاح المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوكالة برعاية الأردن والسويد، كما بحث اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان في ظل الغلاء المعيشي وانهيار العملة المحلية والتقليصات التي اتخذتها الاونروا ضمن اجراءاتها التدبيرية لمواجهة ازمتها المالية.
كما ناقش الاجتماع قرار الاونروا بتوحيد السلة الغذائية في قطاع غزة والغاء تصنيفات الفقر ووقف البحث الميداني وكذلك قرار الأونروا باعتماد بصمة العين في تحديث بيانات واحصاء اللاجئين في لبنان .
وحضر الاجتماع مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ومسؤول ملف الاونروا بدائرة شؤون اللاجئين رامي المدهون، ومدير عام المخيمات في المحافظات الجنوبية د. عادل منصور ومدير مكتب رئيس الدائرة في المحافظات الجنوبية نبيهة الحافي ومدير عمليات الاونروا في قطاع غزة متياس شمالي والناطق الإعلامي لرئاسة الاونروا عدنان ابو حسنة ومساعد مفوض عام الأونروا سنيلي ستادلي .
ورفض د. ابو هولي قرار الأونروا بتوحيد السلة الغذائية لما يلحقه هذا القرار من ظلم على اللاجئين الفلسطينيين المصنفين تحت خط الفقر المدقع والذي يقدر عددهم عن 700 الف لاجئ بتخفيض سلتهم الغذائية بـ 45 في المائة من قيمتها علاوة على حجب السلة الغذائية عن الاف الاسر من ذوي الدخل المحدود .
وسلم د. ابو هولي المفوض العام "ورقة موقف" حول الحلول التي تطرحها دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية لتصويب قرار توحيد السلة الغذائية لمعالجة سلبياته وبما يعود بالنفع على اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً ما تضمنته الورقة من سناريوهات للحل سيشكل ارضية للحوار وصولًا الى رؤية مشتركة تصب لصالح اللاجئين وتحسين الخدمة المقدمة لهم من حيث الكم والجودة ، ودون المساس بها.
ووضع د. ابو هولي فيليب لازاريني في ضور الاوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والتي تزداد سوءاً في ظل انهيار العملة المحلية وغلاء الأسعار وفي ظل جائحة كورونا والتقليصات والإجراءات التدبيرية التي تنتهجها الأونروا بعد قرار الاونروا بتحديد قيمة السلة الغذائية بـ 9 دولار للاجئ المصنف تحت خط الفقر المطلق و 14 دولار للاجئ المصنف بالأشد فقراً ،وهي مبالغ فقدت قيمتها الشرائية مع ارتفاع الاسعار، مطالباً الاونروا برفع قيمة مساعدتها النقدية لتتناسب مع ارتفاع الاسعار او إعادة العمل بالنظام السلة الغذائية بدلاً من المساعدات النقدية .
وأكد على ضرورة حل ملفات اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى قطاع غزة بصرف بدل ايجار وادراجهم على قوائم المستفيدين من السلة الغذائية والتشغيل الطارئ .
ورفض د. ابو هولي توجه الأونروا الى تحديث وتسجيل بيانات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان الفلسطينيين من خلال "بصمة العين" والتي ستبدأ بتطبيق المرحلة الأولى على اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا وصولاً للمرحلة الثانية التي ستشمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لافتا الى وجود تخوفات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بان تكون عملية التسجيل من خلال بصمة العين لها اهداف سياسية وامنية .
واكد على ضرورة ان تواصل الاونروا خدماتها الطارئة والعمل على تحسينها وتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين ومعالجة الأثار الناجمة عن جائحة كورونا في الاقاليم الخمسة على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين الذي بات مصنفاً من الأكثر الفقراء ضعفاً على مستوى العالم داعياً الأونروا إلى توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لجميع اللاجئين في مناطق عملياتها في اسرع وقت ممكن، والتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين بخصوص اليات التطعيم .
واطلع د. ابو هولي المفوض العام لازاريني على مشروع قرار تخصيص موارد اضافية من الميزانية العادية للأمم المتحدة لصالح (الأونروا) تغطي قيمة العجز المالي للأونروا والذي يأتي ضمن التحرك الفلسطيني باتجاه الامم المتحدة بتخصيص موارد اضافية سنوية ثابتة من ميزانيتها الاعتيادية لصالح الاونروا ، موضحاً بان الظروف باتت مهيئة لتمرير القرار في ظل التوجهات الايجابية لإدارة بايدن تجاه الاونروا.
واكد على ان الاونروا عليها ان تسير باتجاه الامم المتحدة كأحد الخيارات لمعالجة ازمتها المالية.
وطالب د. ابو هولي المفوض العام التواصل مع الأردن والسويد لتحديد موعد انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الاونروا ولحشد الموارد المالية وتحقيق التمويل الدائم والمستدام من خلال توقيع اتفاقيات متعددة السنوات مع المانحين في اسرع وقت ممكن في ظل عدم قدرة الاونروا على تلبية الاحتياجات المتزايدة لمجتمع اللاجئين، وتدهور الاوضاع المعيشية والحياتية في المخيمات ووصولها الى حافة الانهيار .
واستعرض المفوض العام فيليب لازارني الوضع المالي للأونروا وتوقعات العجز المالي للعام الحالي الذي يقدر بـ 200 مليون دولار في الموازنة الاعتيادية ، وتحركاته باتجاه المانحين لحشد المويل المالي وخاصة الدول العربية الخليجية التي سيكون له جوله جديدة اليها خلال الاسابيع المقبلة .
وقال ان الأونروا تجري اتصالاتها مع بريطانيا للاحتفاظ بمساهمتها المالية في العام 2021 كما كان في العام 2020 بعد قرار الحكومة البريطانية بتخفيض حصة المساعدات الخارجية من إجمالي الناتج المحلي إلى (0.5 بالمئة)، حيث كانت في السابق (0.7 بالمئة).
واكد لازاريني بأن اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الاونروا صعبة للغاية وتزاد سوءا خاصة في لبنان وسوريا وقطاع غزة حيث يتجه مجتمع اللاجئين الى الفقر وان الاونروا عازمة بكل قوة واصرار نحو استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين وتكثيف اتصالاتها مع المانحين لحثهم للاستثمار في الأونروا لتحسين الخدمة المقدمة للاجئين الفلسطينيين من حيث الزيادة والجودة لتفي بمتطلبات اللاجئين واحتياجاتهم المتزايدة .
واضاف انه على قناعة تامة بان اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة الغالبية العظمى منهم يستحقون الكابونة الصفراء وانه سيعمل جاهداً على اعتماد الكابونة الصفراء كمعيار للكابونة الموحدة في حال توفرت الاموال اللازمة لافتاُ الى وجود تفاؤل باتجاه اعادة التمويل الامريكي للأونروا .
ووعد بمتابعة اوضاع اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا الى قطاع غزة وايجاد حلول لمشاكلهم فيما يتعلق بصرف بدل ايجار المسكن و الاستفادة من المساعدات الغذائية ، كما أكد بان سيدرس الروقة المقدمة من دائرة شون اللاجئين بخصوص الكابونة الموحدة التي يرى فيها ارضية صالحة للحوار والوصول الى حلول عملية تعالج الاشكالات القائمة.
كما اكد على ان الأونروا على اتصال مع بعض المانحين لتقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لجميع اللاجئين الفلسطينيين دون استثناء في مناطق عملياتها الخمسة
وشدد لازاريني ان ادارة الاونروا تعمل على قدم وساق في اعداد خططها وتطوير برامجها وخدماتها بما يتوافق مع التكنولوجيا والمستجدات والحداثة التي افرزتها جائحة كورونا لتقديمها في المؤتمر الدولي للمانحين الذي اشار الى انعقاده في شهر يونيو برئاسة الأردن والسويد بمشاركة الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش لافتا الى ان ادارة الاونروا على اتصال مع الدول المضيفة واللجنة الاستشارية من اجل التحضير الجيد لتحقيق مبتغاه في تحقيق تمويل دائم ومستدام للأونروا من خلال توقيع اتفاقيات مع المانحين متعددة السنوات.