يدور صراع شديد على من سيتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد انتخابات الكنيست، التي تجري بعد أسبوعين، بين أحزاب المعسكر المناوئ لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك رغم أن صورة الخريطة السياسية بعد الانتخابات ليست واضحة، والتغيرات فيها متواصلة، وفيما يدعي رؤساء أحزاب هذا المعسكر أن هدفهم تغيير نتنياهو. ويدور الصراع بالأساس بين حزبي "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، و"تيكفا حداشا"، برئاسة غدعون ساعر.
وقال ساعر، خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة 104FM، اليوم الثلاثاء، إنه "إذا لم ينجح تيكفا حداشا بتشكيل حكومة برئاستي، سنذهب إلى انتخابات خامسة. ولا يمكنني أن أتصرف وفقا لتذبذات الاستطلاعات، ولن أنزل إلى أسلوب يمينا المتدني".
يشار إلى أن آخر الاستطلاعات تشير إلى تعادل قوة "يمينا" و"تيكفا حداشا" عند 12 مقعدا لكل منهما، لكن الاستطلاع الأخير الذي نشرته إذاعة 103FM اليوم، أظهر تفوق "يمينا" على "تيكفا حداشا"، الذي تراجع إلى 11 مقعدا.
وتظهر الاستطلاعات الأخيرة أن حزب "ييش عتيد"، برئاسة يائير لبيد، سيخرج من الانتخابات كثاني أكبر قوة بعد حزب الليكود، بحصوله على 20 مقعدا، وبفارق كبير عن "يمينا" و"تيكفا حداشا". ورغم ذلك، كتب لبيد في مقال نشره في صحيفة "هآرتس"، اليوم، أن "نجاح ييش عتيد ربما لن يضمن له رئاسة الحكومة"، مشددا على أن "إنهاء حكم نتنياهو هو الهدف الأول بنظري. ومن أجل هذا الهدف، أنا مستعد للتنازل عن أمور كثيرة جدا، وبضمنها طموحي الشخصي" بتولي منصب رئيس الحكومة.
وعقبت عضو الكنيست أييليت شاكيد، "من "يمينا"، على أقوال لبيد، بالقول لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، إن "لبيد لن يكون رئيس حكومة لأنه يرأس كتلة مؤلفة من 30 عضو كنيست"، وأن رئيس الحكومة القادمة سيكون نتنياهو أو رئيس حزبها بينيت.
وفيما يركز نتنياهو في حملته الانتخابية على مهاجمة لبيد، معتبرا أنه سيشكل حكومة ليست يمينية، أضافت شاكيد أن "لبيد هو رئيس حكومة في حملة نتنياهو المتخيلة، فهو بحاجة إلى خصم مزعوم، لكن هذا كذب مطلق يسوّقه نتنياهو للجمهور. وهو يسوّق واقعا مزعوما يخيف ناخبيه بأن بإمكان لبيد أن يكون رئيس حكومة، لكن هو أيضا يعرف أن هذه ليست الحقيقة. ولبيد بنفسه يقول إنه على ما يبدو لن يكون رئيس حكومة، ولذلك فإن الخيار هو نتنياهو أو بينيت".
واعتبرت شاكيد "أننا ملزمون بعدة خطوط عامة وقيم، أن نشكل حكومة مع أغلبية يمينية ورئيس حكومة يميني، تغيير حكم نتنياهو، تشكيل حكومة تهتم بالجمهور. وبإمكان بينيت تشكيل حكومة يهمها الجمهور. ونحن ثالث أكبر حزب بعد ييش عتيد، والذي سيشكل الحكومة في نهاية الأمر هو من لديه 61 عضو كنيست. والحديث ليس عن حجم الحزب وإنما حجم الكتلة".
انشقاقات محتملة في الليكود
وفي المعسكر الآخر، ألمح رئيس حزب شاس ووزير الداخلية، أرييه درعي، خلال اجتماع لناشطين في مدينة طبرية، اليوم، إلى أن أعضاء كنيست من حزب الليكود قد ينشقون بعد الانتخابات وينتقلون إلى حزب آخر في المعسكر المناوئ لنتنياهو، على خلفية الاستطلاعات التي تشير إلى تراجع قوة الليكود.
وقال درعي إنه "أعدكم بأنه لن يكون هناك أي منشق من شاس لحزب آخر. وصوت لشاس هو صوت مؤكد لنتنياهو. وأنت تحصل من خلال بطاقة اقتراع واحدة لشاس على عالم التوراة، وكذلك كُنس، وكذلك دولة يهودية، وكذلك اهتمام بالضعفاء، وبنتنياهو".
وتأتي اقوال درعي على خلفية تخوف في شاس من انتقال ناخبي هذا الحزب للتصويت لصالح الليكود، بسبب تراجع الليكود في الاستطلاعات، ودعم نتنياهو.
وكان ساعر قد قال ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك مرشحين في الليكود الذين سينشقون بعد الانتخابات وينضمون إلى حزبه، إنه "فلنفترض أنه يوجد كهؤلاء، هل تعتقد أنني سأجيب على هذا السؤال".
مضاعفة المغلفات المزدوجة
من جهة أخرى، وبسبب انتشار فيروس كورونا، فإنه يتوقع تأخر فرز أصوات جميع الناخبين وظهور نتائج انتخابات الكنيست، وذلك لأن أصوات "المغلفات المزدوجة"، التي تشمل الجنود والأسرى والبحارين والعاملين في السفارات والقنصليات والمسررين في المستشفيات وذوي الاحتياجات الخاصة وأعضاء صناديق الاقتراع، سيضاف إليهم مرضى كورونا والمتواجدين في حجر صحي ودور المسنين وفنادق الحجر الصحي والقوى العاملة في لجنة الانتخابات التي ازداد عددها.
وتشير التقديرات، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، إلى أن عدد المغلفات المزدوجة سيتضاعف من 300 ألف في جولة الانتخابات السابقة إلى ما بين 500 – 600 ألف، وهؤلاء يشكلون 12% من الناخبين وحجمهم يعادل 15 مقعدا في الكنيست. وسيستغرق فرز هذه الاصوات وحدها 48 ساعة بعد نشر نتائج التصويت في صناديق الاقتراع العادية.
ومن شأن النتائج النهائية أن تغير النتائج الأولية، ولكن بالنسبة للأحزاب الصغيرة التي تتأرجح عند نسبة الحسم، فإن عدم إنهاء الفرز قبل حلول عيد الفصح اليهودي، في 27 آذار/مارس الحالي، أي بعد ثلاثة أيام من يوم الانتخابات، في 23 آذار/مارس، فإن مصير هذه الأحزاب الصغيرة سيبقى معلقا لأسبوع كامل وحتى نهاية العيد، في 3 نيسان/أبريل المقبل، وطوال هذه الفترة، وربما تصل إلى أسبوعين، لن يكون معروفا إذا كانت ستكون داخل الملعب السياسي أو خارجه.