قال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية، تال ليف رام، إن إيران بضربها للسفينة التي تتبع ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي لم تبقِ على أي مكان صغير للغموض، مضيفا "هدف الضربة كان استهداف إسرائيل بشكل مباشر".
وأضاف تال ليف رام في مقال له عبر الصحيفة، إن مثل هذه الخطوة يخطط لها كعملية عسكرية بكل معنى الكلمة، ولكن ما يجعلها أكثر تعقيدا هو تنفيذ العملية دون أن تؤدي إلى مصابين في أوساط رجال الطاقم أو التدمير الكامل للسفينة.
ويرى المحلل الإسرائيلي، أن الإيرانيين اكتفوا في هذه المرحلة بضرب سفينة بملكية رجل أعمال إسرائيلي، حين كان واضحا بأن مسار الإبحار لا يرتبط بإسرائيل، ولا يؤثر في هذه المرحلة على مصالحها الاقتصادية.
وتابع قائلا "في عوالم الرسائل الصامتة بين إسرائيل وإيران، فإن هذا الحدث ذو تداعيات لا يمكن الاستخفاف بها، ففي المعركة السرية الجارية بين إسرائيل وإيران، توجد للمسارات البحرية أهمية كبيرة".
وأضاف تال ليف رام "أن العملية الايرانية في خليج عُمان ليست عملية انتقام على تصفية العالم النووي محسن فخري زادة المنسوبة لإسرائيل، ولا هي رد على هجمات سلاح الجو ضد أهداف إيرانية.. على هذه العمليات طهران معنية بأن تنتقم بشكل قاس أكثر بكثير، في شكل تكون فيها الضربة لإسرائيل ملموسة".
واستدرك "العملية الإيرانية ليست سوى جزءاً من المعركة التي يخوضونها في محاولة للضغط على الـأمريكيين لرفع العقوبات. فالإيرانيون يطلقون الإشارات بأنهم مستعدون لأن يرتفعوا مرحلة أخرى وأن يتسببوا بعدم استقرار في مسارات الملاحة".
وأشار المحلل العسكري بمعاريف إلى أنه حتى الآن، في إطار المواجهة، كانت الأهداف الإسرائيلية خارج النطاق. أما في العملية الحالية فقد رفع الإيرانيون مستوى رهانهم، فيما يفعلون ذلك في ظل فحص دقيق للهدف وشكل العمل.
ووفقا تال ليف رام "يبدو أنه ليس صدفة أن اختار الإيرانيون سفينة تجارية وإن كانت توجد بملكية رجل أعمال إسرائيلي، إلا أنها لا تحمل علما إسرائيليا، ورجال طاقمها ليسوا إسرائيليين. ومسار ملاحتها لا يرتبط بإسرائيل. ومع ذلك، في جهاز الأمن عندنا يعتقدون بأن هذه المعطيات لا تجعل الحدث أقل خطورة، ويحذرون من انجراف إذا لم يتم إيقافه الآن من شأنه أن يضرب مصالح اقتصادية وإستراتيجية أكبر".
ولفت المحلل إلى أن المعضلة في هذه اللحظة في إسرائيل كبيرة، حين يكون واضحا بأنه سيكون رد. السؤال هو حجم الرد وهل يبقى تحت مستوى الغموض. صحيح أنهم في إسرائيل غير معنيين باستمرار التصعيد في المجال البحري، مما من شأنه أن يضرب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لإسرائيل، ولكن الميل في جهاز الأمن هو أن يكون الرد واضحا بما يكفي وذا مغزى، بحيث يُرسم خط أحمر لإيران قبل أن تختار ضرب هدف إسرائيلي في الخليج.