هل كانت “حادثة السفينة” ضمن سياسة “الرسائل الصامتة” بين إيران وإسرائيل؟

الإثنين 01 مارس 2021 09:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل كانت “حادثة السفينة” ضمن سياسة “الرسائل الصامتة” بين إيران وإسرائيل؟



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: تل ليف رام     "بضرب السفينة ذات الملكية الإسرائيلية لم يبقِ الإيرانيون مكاناً صغيراً للغموض، بما في ذلك المنشورات التي جاءت بعد ذلك في وسائل الإعلام المتماهية مع نظام آية الله. عملية خطط لها كعملية ضرب الوعي، التي يتضح أن إيران تقف خلفها، وأن هدف ضرب السفينة كان استهداف إسرائيل بشكل مباشر؛ لأن طهران قادرة على ضرب أهدافها بالبحر. مثل هذه الخطوة يخطط لها كعملية عسكرية بكل معنى الكلمة، ولكن ما يجعلها أكثر تعقيداً الرغبة في تنفيذ العملية دون أن تؤدي إلى مصابين في أوساط رجال الطاقم أو إلى تدمير كامل.

اكتفى الإيرانيون في هذه المرحلة بضرب سفينة بملكية رجل أعمال إسرائيلي، حين يكون واضحاً بأن مسار الإبحار لا يرتبط بإسرائيل ولا يؤثر على مصالحها الاقتصادية في هذه المرحلة. ولا يزال هذا الحدث، في عوالم الرسائل الصامتة بين إسرائيل وإيران، ذا تداعيات لا يمكن الاستخفاف بها. للمسارات البحرية أهمية كبيرة في المعركة السرية الجارية بين إسرائيل وإيران. يمكن الافتراض بأن قوات الأمن الإسرائيلية عملت في الماضي غير البعيد في البحر لمنع وإحباط التهريبات إلى سوريا ولبنان وقطاع غزة. بالمقابل، يدعي الإيرانيون بأن الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية يقفون خلف هجمات خفية على ناقلات نفط إيرانية، ولا سيما في العام 2019.

إن العملية الإيرانية في خليج عُمان ليست انتقاماً على تصفية العالم النووي محسن فخري زاده المنسوبة إلى إسرائيل، وليست رداً على هجمات سلاح الجو ضد أهداف إيرانية. فطهران معنية بانتقام قاس أكثر بكثير على هذه العمليات، في شكل يكون ضرب إسرائيل ملموساً فيها. العملية التي نفذتها إيران في نهاية الأسبوع ليست سوى جزء من المعركة التي تخوضها في محاولة للضغط على الأمريكيين لرفع العقوبات. فالإيرانيون يطلقون الإشارات بأنهم مستعدون للارتفاع مرحلة أخرى، والتسبب بعدم استقرار في مسارات الملاحة.

في إطار المواجهة، كانت الأهداف الإسرائيلية خارج النطاق حتى الآن. أما في العملية الحالية فقد رفع الإيرانيون مستوى رهانهم، فيما يفعلون ذلك في ظل فحص دقيق للهدف وشكل العمل ليس صدفة أن اختار الإيرانيون سفينة تجارية، وهي وإن كانت بملكية رجل أعمال إسرائيلي، فإنها لا تحمل علماً إسرائيلياً، ورجال طاقمها ليسوا إسرائيليين، ومسار ملاحتها لا يرتبط بإسرائيل. ومع ذلك، يعتقد جهاز الأمن عندنا بأن هذه المعطيات لا تجعل الحدث أقل خطورة، ويحذر من انجراف من شأنه أن يضرب مصالح اقتصادية واستراتيجية أكبر إذا لم يتم إيقافه الآن.

معضلة إسرائيل كبيرة في هذه اللحظة، خاصة أمام وجوب الرد على أسئلة مثل: كم سيكون حجم الرد؟ وهل يبقى تحت مستوى الغموض؟ صحيح أن إسرائيل غير معنية باستمرار التصعيد في المجال البحري، الذي يضرب مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، ولكن جهاز الأمن يميل نحو رد واضح وكاف وذي مغزى، بحيث يرسم خطاً أحمر لإيران قبل أن تختار ضرب هدف إسرائيلي في الخليج.