اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون اليوم، الأحد، أن إيران تقف وراء الانفجار في سفينة الشحن الإسرائيلي HELIOS RAY في خليج عمان، أول من أمس، وأن السفينة استهدفت بصاروخ واحد، رغم أنه كان بالإمكان أكثر من صاروخ وإغراق السفينة، لكن الجهة التي أطلقت الصاروخ امتنعت عن ذلك عمدا.
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، فإنه باستهداف السفينة، أشارت إيران إلى نقطة ضعف إسرائيلية، وهي الحركة البحرية لنقل بضائع إسرائيلية في الخليج، وأن رسالة إيران لإسرائيل هي "هذه منطقتنا، إحذروا، أنتم شفافون وعاجزون هنا".
ورجّح فيشمان أنه تم استهداف السفينة بصاروخ شاطئ – بحر أو بحر – بحر. فالنقطة التي استهدفت فوق الماء، وتميزت بثقب دخول الصاروخ وثقب خروجه. ولو تم استهدافها بلغم بحري، طوربيد أو تفجير داخلي، لكانت صورة الضرر مختلفة. "ومن هنا، فإن هذا ليس استهدافا عفويا أو خطأ في التشخيص، وإنما استهداف متعمد وغايته إلحاق ضرر، لكن ليس إغراقها".
وأضاف فيشمان أن الجهة التي أطلقت الصاروخ لم تطلق صواريخ أخرى وامتنعت عن إلحاق ضرر هائل أو إغراقها، "لأن إغراق سفينة كهذه يعني إعلان الحرب على جميع الجهات المسؤولة عن أمن الملاحة في الخليج الفارسي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. ولذلك اهتم المنفذ أن يكون الضرر محتملا".
يشار إلى أن مالك السفينة هو رجل الأعمال الإسرائيلي، رامي أونغر، مستورد سيارات شركة "كايا" لإسرائيل. ولا يوجد إسرائيليون بين أفراد طاقم السفينة، القادرة على حمل 7500 سيارة، لكنها لا ترسو في ميناء إسرائيلي وتعمل في خط سنغافورة - دبي. ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن أونغر قوله إنه "لا يمكننا معرفة ما حدث بالضبط ريصما تعود السفينة إلى الميناء. ولا أعتقد أن هذا استهداف متعمد لسفينة بملكية إسرائيلية. وأعتقد أن هذه لعبة بين إيران والولايات المتحدة ولهذا السبب يستهدفون سفينة غربية".
لكن فيشمان أشار إلى أن "الإيرانيين يعرفون جيدا مسار هذه السفينة التي تبحر بشكل دائم من الشرق الأقصى، محملة بسيارات، وتعود إلى الشرق مع بضائع إسرائيلية". وأضاف أنه قبل أسبوعين، غادرت السفينة ميناء إيلات وعليها بضائع، وتم إنزال قسم منها في السعودية ودبي.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن استهداف السفينة بملكية إسرائيلية كان متعمدا، وأن الجهة التي استهدفتها هي إيران: "لا توجد جهة أخرى في هذه المنطقة لديها الحافز والقدرة على تنفيذ عملية كهذه، والاختفاء دون ترك أثر". وخلافا لفيشمان، ذكر ليمور أن السفينة استهدفت بصاروخين أطلقا نحوها من كلا جانبيها. ورست السفينة في ميناء دبي، أمس، في الوقت الذي توجه فيه وفد أمني إسرائيلي إلى هناك للتحقيق في الأمر.
وأشار فيشمان إلى أن السفينة تحمل علم جزر البهاما، وهي ليست مسجلة في إسرائيل، وقبطانها وأفراد طاقمها ليسوا إسرائيليين. وهي ليست مُعرّفة كسفينة إسرائيلية بالنسبة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أي أن الشاباك لا يحرسها، وإنما يحذر مالكها في حال ورود معلومات عن استهداف متعمد.
وأضاف فيشمان أن إسرائيل توقعت عمليات كهذه، خاصة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة. وتم رفع حالة التأهب في السفن التي تحمل علم إسرائيل، بعد صعود مواطن إيراني إلى سفينة تابعة لشركة "تسيم" الإسرائيلية، بينما كانت تبحر من إزمير التركية إلى اليونان ومنها إلى إيطاليا. وادعى الإيراني أنه لاجئ غادر بلاده، لكن التحقيق طرح علامات استفهام وشكوكا بأن جهات أمنية إيرانية تقف وراءه.
ولفت فيشمان إلى أنه منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام"، قفزت كمية السفن "وجميعها أجنبية" التي تبحر بين الخليج الفارسي وإيلات بشكل كبير. "ويعني استهداف هذه السفن إساءة للعلاقات الاقتصادية الآخذة بالتطور بين إسرائيل ودول الخليج. وشركات التأمين قد تحول هذا الإبحار إلى حركة غير مجدية، وهكذا قد تدفع إسرائيل أثمانا سياسية واقتصادية في علاقاتها مع الدول الخليجية. وغذا بقي هذا الحدث دون رد فعل، سيستمر الإيرانيون بممارسة ضغوط على نقطة الضعف هذه. ولذلك يحظر أن يمر هذا الحدث من دون تدفيع ثمن".
"فرصة لإسرائيل"
اعتبر ليمور أنه توجد لدى إسرائيل الآن فرصة من أجل استغلال هذا الحدث في الحلبة الدولية، وخاصة مقابل الإدارة الأميركية "المنشغلة ببلورة سياستها مقابل إيران. وبعد شهر من خنوع إدارة بايدن بشكل مقلق مقابل الإيرانيين، تبدو الآن ناضجة لمواجهة الواقع. ودليل أولي على ذلك حدث ليلة يوم الخميس الماضي، عندما هاجم الأميركيون أهدافا إيرانية في الأراضي السورية".
وفيما تولي إسرائيل الأهمية العليا للبرنامج النووي الإيراني، أشار ليمور إلى أن إسرائيل مهتمة أيضا بتقييد أنشطة إيران في المنطقة، "وهجوم كهذا سيساعد في جهود تسويد صورة إيران واستعراض تأثيرها السلبي على المنطقة".
وأضاف أن "اسم اللعبة في هذا المجهود هو المعلومات الاستخباراتية. وينبغي أن تصل إسرائيل إلى واشنطن – وإلى عواصم أخرى ذات علاقة – وتستعرض أمام الأميركيين حقائق وأدلة. ويوجد الكثير منها حول النووي والانتهاكات والاحتيالات التي نفذها الإيرانيون، ويرجح أنه ستكون هناك حقائق وأدلة كهذه بما يتعلق باستهداف السفينة".
واستدرك ليمور أنه "ثمة شك إذا كانت هذه الخطوة السياسية – الاستخباراتية ستلجم العدوانية الإيرانية... وينبغي على إسرائيل الآن أن تتيقن من أن هذا سيكون حدثا وحيدا وليس فتح معركة أوسع، وفي جميع الأحوال زيادة المراقبة والحراسة حول قطع بحرية إسرائيلية وكتلك التي بملكية إسرائيلية".