دشن رئيس مجلس ادارة صندوق الاستثمار محمد مصطفى، ووزير التربية والتعليم مروان عورتاني، اليوم الأربعاء، محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على سطح مدرسة في بيت عور التحتا غرب رام الله.
والمحطة جزء من برنامج لتغطية نحو 500 مدرسة في الضفة الغربية وقطاع غزة بألواح شمسية لتوليد 35 ميغاواط من الكهرباء، بتكلفة إجمالية تبلغ 35 مليون دولار.
والمحطة في مدرسة ذكور بيت عور التحتا الاساسية هي الـ31 التي تم إنجازها حتى الآن ضمن البرنامج، وقال مصطفى: إن عدد المدارس التي سيتم تغطيتها بألواح شمسية سيصل إلى 151 مدرسة بحلول نهاية العام الحالي.
وتغطية المدارس بألواح الطاقة الشمسية جزء من برنامج أوسع لصندوق الاستثمار، لتوليد 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية، بكلفة 200 مليون دولار، بشراكات دولية، ويشمل محطات أكبر في أريحا وطوباس وجنين، وسيوفر البرنامج في مرحلته النهائية 17% من احتياجات فلسطين من الكهرباء.
وقال مصطفى للصحفيين، على هامش افتتاح المحطة الجديدة: إن مشاريع الطاقة الشمسية التي أنجزها الصندوق حتى الآن تنتج 50 ميغاواط من الكهرباء.
واضاف "برنامج استخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء يسير بشكل جيد".
وتمكن صندوق الاستثمار من استقطاب مؤسسات دولية للمشاركة في تمويل البرنامج، إذ ساهم بنك الاستثمار الأوروبي بتمويل بلغ 18 مليون دولار، ومؤسسة التمويل الدولية، الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، بتمويل بلغ 17 مليون دولار.
من جهته، قال عورتاني: "نفخر بالشراكة والتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني في تنفيذ برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس، هذا البرنامج الهادف إلى تحويل مدارسنا من مستهلكين إلى منتِجين للكهرباء، بحيث سيسهم هذا البرنامج في توفير فواتير الكهرباء على المدارس المشاركة".
وأضاف: ستعمل الوزارة على استخدام الوفورات الناتجة من فاتورة الكهرباء في تغطية مصاريف المدارس، وتطوير العملية التعليمية، وبالتالي توفير مورد إضافي لتلك المدارس، ونؤكد أن الوزارة ماضية قدما في تطوير قطاع التعليم في فلسطين، والتركيز على مختلف عناصر العملية التعليمية التعلمية وعلى رأسها البيئة المدرسية؛ باعتبار أن المدرسة هي وحدة متكاملة وركيزة رئيسية في النظام التربوي.
وشدد عورتاني على أهمية تعزيز نهج الطاقة النظيفة المستدامة، وتكريس الوعي لدى الأجيال بأهمية هذه المصادر والحفاظ عليها، وتوسيع دائرة الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا الإطار لتحقيق الغايات المنشودة، داعياً إلى تعميم هذا النموذج الملهم؛ ليطال المدارس الفلسطينية كافة، وتسليط الضوء على آثاره ومنافعه على المستوى الوطني.
بدوره، قال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم: "إننا ندعم كافة الجهود المساهمة في تطوير قطاع الطاقة الفلسطيني، خاصة الطاقة المتجددة، حيث تتقاطع أهدافنا مع أهداف هذا البرنامج من حيث المساهمة في تأمين وتنويع مصادر الطاقة للمواطن، بحيث تكون كافية لسد احتياجات الاستهلاك المحلي والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، مع استغلال كافة مصادر الطاقة المتوفرة محليا وخاصة مصادر الطاقة النظيفة.
وأوضح أن البرنامج يساهم في توفير كميات إضافية من الكهرباء والتقليل قدر الإمكان على الاعتماد على استيراد هذه السلعة الأساسية من الجانب الآخر، والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
وقال المدير التنفيذي لشركة مصادر التابعة لصندوق الاستثمار، عازم بشارة: إن الشركة تنفذ هذا المشروع إلى جانب مشاريع أخرى في قطاع الطاقة، وتولي أهمية كبيرة لإشراك الشركات الفلسطينية في التنفيذ، وتم لغاية اليوم تركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطح 31 مدرسة كمرحلة أولى، ومن ضمنها مدرسة بيت عور التحتا الاساسية للذكور التي تغطي حاليا احتياجاتها من الكهرباء من خلال نظام الطاقة الشمسية.
وأضاف: بدأنا تركيب أنظمة طاقة شمسية على 120 مدرسة إضافية بقدرة تبلغ 6.5 ميغاواط، في محافظات القدس ورام الله والخليل وبيت لحم.
وأوضح بشارة أن القدرة الإنتاجية للبرنامج عند اكتماله تبلغ 35 ميغاواط، تعادل استهلاك حوالي 15 ألف منزل من الكهرباء، وسيساهم البرنامج في تقليل فاتورة الكهرباء السنوية للمدارس المشاركة في المشروع بمعدل 1.2 مليون دولار.
وتبلغ احتياجات فلسطين من الكهرباء نحو ألفي ميغاواط، 1500 للضفة الغربية ونحو 500 لقطاع غزة، يستورد أكثر من 90% منها من إسرائيل.
وفي السنوات الأخيرة، سعت الحكومة إلى تشجيع الاستثمار في الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، في إطار خططها لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على المصدر الإسرائيلي.
وفي السياق، وقعت فلسطين والأردن اتفاقية لرفع الطاقة الكهربائية المستوردة من الأردن إلى 65 ميغاواط، من 25 ميغاواط حاليا.
ويقود صندوق الاستثمار ايضا جهود انشاء محطة تقليدية لتوليد الكهرباء في جنين، بقدة انتاجية تصل 450 ميغاواط.