"الزيتونة" يصدر ورقة علمية عن مسار التطبيع الموريتاني

الأربعاء 24 فبراير 2021 03:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"الزيتونة" يصدر ورقة علمية عن مسار التطبيع الموريتاني



غزة/سما/

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية للباحثة إلهام جبر شمالي حول تجربة التطبيع الإسرائيلي الموريتاني، وما تلاه من انقطاع، والاحتمالات المستقبلية لعودته.

وقالت الباحثة إنه قد يعتقد الكثيرون أن موريتانيا كانت في مؤخرة المشهد الأساسي وحركة اللاعبين الرئيسيين فيما يتعلق بردود فعل الصراع العربي- الإسرائيلي، لكن الحقيقة أنها كانت في قلب المنطقة.

وأشارت في دراستها إلى أن بؤرة الاستهداف الإسرائيلي شكلت بصورة مخططة منذ السنوات الأولى لإقامتها، ووضعتها على قائمة أولويات أجندتها السياسية؛ تمهيداً لاختراق القارة الإفريقية، وبثت أجهزتها وشركاتها ذات الجنسيات المتعددة فيها، حيث تمتعت موريتانيا بموقع استراتيجي بالنسبة لدول المغرب العربي، من الناحية السياسية والإقليمية، خصوصاً مع امتلاكها لموانئ مهمة، وثروات طبيعية، ذات أهمية بالغة للاقتصاد الإسرائيلي.


وسلطت الورقة الضوء على مؤشرات التطبيع بين دولة موريتانيا و"إسرائيل"، وقدمت الورقة مراجعة لتاريخ العلاقات الموريتانية – الإسرائيلية. وبحثت في مجالات التطبيع الموريتاني - الإسرائيلي، فاعتبرت أن العلاقة اتخذت طابع التحالف أكثر منها تطبيع علاقات بين دول متحاربة. ونبهت إلى قطع موريتانيا لعلاقاتها مع "إسرائيل" في آذار مارس 2010، بعد أن كانت جمدتها تحت الضغط الشعبي في السنة السابقة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

كما بحثت شمالي في مستقبل العلاقة الموريتانية - الإسرائيلية واحتمالات عودتها، في ضوء التحولات التي شهدتها الإدارة الأمريكية الجديدة، ووضعت ثلاثة سيناريوهات:

ولفتت إلى أن السيناريو الأول هو القبول بالتطبيع، واعتبرت أن فرضية هذا السيناريو تنطلق على أساس عمق التطبيع السابق بين الطرفين، سواء كان ذلك على المستوى الديبلوماسي الكامل، أم التعاون الاقتصادي الشامل، إلى جانب التنسيق الأمني، ووجود سفارة إسرائيلية مغلقة في نواكشوط. كما أن النظام الموريتاني أُرغم على قطع العلاقات الديبلوماسية في بيئة داخلية وعربية ضاغطة.

ويستند هذا السيناريو إلى وجود مغريات سياسية واقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية للنظام، وفقاً لما جرى من ضغوط وإغراءات للسودان وللمملكة المغربية كذلك، لذلك يفترض هذا السيناريو أنه يصعب على النظام الموريتاني الصمود أمام هذه الإغراءات، بالإضافة إلى أدوات الضغط الأمريكية خصوصاً في ملف حقوق الإنسان الموريتاني الذي يستخدمه الأمريكان وفق هواهم.

وقالت إن السيناريو الثاني هو التطبيع الخافت، ويستند سيناريو التطبيع الخافت على خشية من الضغوط الشعبية الداخلية القوية المعارضة للتطبيع ومن خشية النظام السياسي الحالي من حدوث انقلاب عسكري، خصوصاً مع عدم استقرار النظام السياسي في موريتانيا على مدار السنوات الماضية، وتعدد الانقلابات العسكرية بشكل متوالي، والتي وصل عددها نحو 15 انقلاباً عسكرياً ، لذلك قد تكون العلاقة بين موريتانيا و"إسرائيل" متعثرة ومتذبذبة.

واختتمت في السيناريو الثالث وهو الرفض القاطع للتطبيع، وهو سيناريو تراجعت قوته في هذه الأيام في ظلّ تراجع دعم القضية الفلسطينية من الأنظمة العربية، فلم تعد القضية الفلسطينية، قضية مركزية لدى العديد منها؛ ومع رغبة إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بتشجيع مسار التطبيع العربي، وإن بوتيرة أقل من إدارة ترامب.