إسرائيل تحقق في تسريب نفطي تسبب في "أسوأ كارثة بيئية"

الثلاثاء 23 فبراير 2021 09:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تحقق في تسريب نفطي تسبب في "أسوأ كارثة بيئية"



القدس المحتلة / سما /

حذر المسؤولون من استمرار الجهود المنظمة لعملية تنظيف السواحل الإسرائيلية، بسبب تسرب نفطي غامض بدون وجود معدات الحماية المناسبة للأشخاص، في وقت يعمل فيه متطوعون على إزالة الرواسب الزيتية.

وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن عددا من المتطوعين المدنيين الذين يعملون على تنظيف الشواطئ من القطران الناجم عن التسرب، دخلوا إلى المستشفى لأسباب يعتقد أنها استنشاق أبخرة سامة.

يقول أحد المتطوعين في وصفه لحجم الكارثة، إن "عملية التنظيف ربما تستغرق عقودا".

ولم تعلن إسرائيل حتى الآن أسباب التسرب النفطي أو مصدره، في غضون ذلك يستخدم المحققون صورا من الأقمار الاصطناعية للبحث في العديد من السفن الذي يحتمل أن تكون مصدرا لهذه الكارثة البيئة التي تمتد على السواحل الإسرائيلية البالغة طولها 195 كيلومتر.
لكن التقارير عن اكتشاف الرمال الزيتية على شواطئ جنوب لبنان، أثارت مخاوف من حدوث أضرار أوسع.

وحذر دعاة حماية البيئة من وقوع كارثة حقيقية بعد العثور على صغار السلاحف والأسماك مغطاة بالرواسب السوداء.
وقال رئيس سلطة الطبيعة والمتنزهات في إسرائيل، شاؤول غولدشتاين، إنها "أسوأ كارثة بيئية منذ عقد"، في وقت أعلنت فيه وزيرة حماية البيئة، جيلا غمليئيل، أن عملية التنظيف ستكلف الدولة ملايين الدولارات.

وقالت الوزيرة إن إسرائيل تدرس مقاضاة شركة تأمين السفينة المسؤولة عن حدوث هذا التلوث، مشيرة إلى أنه يتم التحقق من 9 سفن كانت في المنطقة أبان حدوث الحادثة.

وأضافت غمليئيل: "واجبنا الأخلاقي تحديد المسؤولين عن الحادثة".
ومع ذلك، قالت "الغارديان" إنه من الممكن أن يكون لدى الدولة بالفعل فكرة جيدة عن المسؤول عن التسرب، ولكنها تفضل تأجيل الإعلان عنه بسبب الحساسيات الدبلوماسية. 

وأصدر قاض إسرائيلي يوم الإثنين، أمر بحظر النشر في أي معلومات تتعلق بالتحقيق، بما في ذلك التفاصيل التي تحدد هوية المشتبه بهم بهذا التسرب الكارثي.

وتأمل الحكومة الإسرائيلية أن تعيد فتح الشواطئ أمام الناس بحلول شهر مارس المقبل بعد أن تكون آمنة.
وحثت السلطات الرسمية، الناس على تجنب الشواطئ للاستحمام والرياضة والترفيه حتى إشعار آخر. 

وأصدرت وزارات الصحة والداخلية وحماية البيئة الإسرائيلية اليوم الأحد توصية مشتركة حثت فيها المواطنين على الامتناع عن الذهاب إلى الشواطئ بهدف السباحة وممارسة الأنشطة الرياضة أو الاستراحة، حتى إشعار آخر.

وتطال هذه التوصية جميع الشواطئ الإسرائيلية المطلة على المتوسط، ابتداء من حدود لبنان شمالا ووصولا إلى حدود قطاع غزة جنوبا.
وحذرت التوصية من أن زيت القطران الذي تم اكتشافه عند السواحل يشكل خطرا على صحة الناس.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين أن حكومته ستصوت غدا على خطة لتنظيف الشواطئ المتضررة.
وأكد نتنياهو أنه بحث مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، الذي وصل إسرائيل بزيارة نادرة إمكانية التخلي في المنطقة عن استخدام السفن العاملة بالوقود النفطي لصالح تلك التي تعمل بالغاز الطبيعي.

وقال نتنياهو: "حسب اعتقادي، إذا تم إنشاء تحالف يضم عددا من الدول فإننا سنتمكن خلال عدة سنوات من إحداث تغير جذري، ما سيجلب لنا بحرا نظيفا ودولة نظيفة وشواطئ نظيفة".

ولا يزال الغموض يلف سبب تسرب عشرات الأطنان من القطران الذي تم رصده على بعد نحو 50 كلم عن الساحل، وكانت 10 سفن متواجدة بهذه المنطقة في ذلك الحين.

وتعرض عدد من المتطوعين الذين شاركوا أمس في جهود تنظيف الخط الساحلي للتسمم ونقلوا إلى المستشفى.
وتم إشراك قوات للجيش الإسرائيلي في جهود مواجهة تبعات التسرب الذي يعتقد أنه تسبب في هلاك العديد من الحيوانات البحرية، منها حوت تم اكتشافه عند الساحل الإسرائيلي الخميس الماضي.