قال ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن النظام السياسي الفلسطيني يجب تغييره، وليس إصلاحه، لأنه من الصعب إصلاح جزء بمعزل عن الأجزاء الأخرى، ولابد من وجود رؤية متكاملة.
جاء ذلك خلال مشاركة القدوة في ندوة سياسية عبر تطبيق "زوم"، يوم الخميس، بعنوان "المؤتمر الدولي: تداعيات تغير الادارة الامريكية على الشؤون الدولية".
وحول الثنائية إما الحل العسكري أو التفاوض الأبدي، أكد القدوة، أنه لا حل عسكري، لكنه يتوجب علينا ايجاد البديل الثالث، وأسلوب نضالي وتعبئة حقيقية تعتمد على الناس بالاستجابة لحاجاتهم، ومواجهة الاستعمار الاستيطاني، مشيرا أنه بذلك نفرض الحل السياسي الممكن الحصول عليه في وقت لاحق من خلال الحلول الأخرى التي امتلكها شعوب العالم عبر التاريخ بعيدا عن تلك الثنائية.
وأضاف: "طالما بقي الوضع الفلسطيني، وعلاقتنا مع الرافعة العربية وتحالفتنا الدولية بهذا الشكل، فإن المسار الحالي لن ينتج، وحل الدولتين سيبقى لفظيا".
ولفت عضو اللجنة المركزية، إلى أن التحرك السياسي على الصعيد الخارجي يشمل المطلوب منا ومن الإدارة الأمريكية، ومن أصدقائنا، ثم التصور السياسي للحل الذي يجب أن يكون مكملا، وليس بديلا عن الوضع الداخلي"، مؤكدا صعوبة الحل السياسي بقوله:"الجماعة مش ناووين ع الخير".
وتابع: "يجب أن نجبر كل الأطراف من خلال تغيير وضعنا الداخلي بالشكل السليم، ونضال جدي في مواجهة ما تقوم به اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الذي بلغ حد انكار وجوده وحقوقه الوطنية".
وشدد القدوة، على أن "حل الدولتين تعبير سياسي أمقته، وهدفنا المركزي الاستقلال الوطني في دولة فلسطين بتفاوض أو بدونه"، معتبرا أن مصطلح "حل الدولتين" صيغة سياسية دبلوماسية لـ"تسوية"، لكننا لن نتخلى عن هدفنا الوطني المركزي".
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي والانتخابات، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه "ضد التفاهم بين حركتي فتح وحماس، ومن يتحدث عن هذه الانتخابات"، معتبرا ذلك "صفقة" للحفاظ على بعض المصالح الفردية على حساب المصالح الوطنية".
وأشار إلى أن الجميع مع إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وقاتلنا من أجل ذلك، لكن المنطق يقول إن إعادة قطاع غزة إلى النظام السياسي مقابل شراكة فلسطينية كاملة في السلطة، والمنظمة بما ذلك الانتخابي وعلى أرضية سياسية".
وأوضح القدوة، بأنه لا يوجد أرضية سياسية، وقطاع غزة كما هو، ويقال لهم تعالوا شرفوا على النظام السياسي الفلسطيني في المجلس التشريعي، ومنظمة التحرير، معربا عن رفضه لذلك الأمر الغريب. وفق وصفه.
وأردف قائلا":"وكأنه لم يكن ذلك كافيا، وتحدثوا عن قائمة مشتركة في الانتخابات مع حركة حماس"، مؤكدا صحة الحديث عن "اتفاق بين فتح وحماس على القائمة المشتركة، لكن حجم المعارضة الداخلية لدى الحركتين ممكن أن يجبر الأطراف المعنية على تغيير الشكل، لكن الجوهر سيبقى".
ووصف القدوة ما يجري، من تغييرات في القوانين، وتهديدات مباشرة (..)"بدي ألعن أبوكو" بـ"الغير معقول"، وهذا تعبير عن الحاجة الملحة لإحداث تغييرات جدية،
وحول الخروج من هذه الثنائية، بين القدوة، أنه يمكن ذلك بأن نأخذ تنظيم "فتح" إلى مصافه الطبيعية من خلال موقف ييباسي محترم مفهوم، ومقبول من الشارع، والانفتاح على القوى الفلسطينية و(المستقلين، واليسار السابق، ورجال الأعمال، والمجتمع المدني، وكل الناس).
ودعا القدوة من خلال هذه الخطوة للعمل سويا، والتفاهم خلال لقاء سياسي على أرضية سياسية جدية بالمفهوم الواسع، تعالج مناحي الحياة المختلفة للشعب الفلسطيني، ومن ثم نتفق على الانتخابات، والقائمة ومن نختار.
وأكد القدوة، أن المناضل الوطني الأسير مروان البرغوثي يجب أن يكون جزءا أساسيا من هذا الموضوع، ولا يستطيع أن يهرب من هذه المسؤولية تحت عنوان سأنتظر انتخابات الرئاسة، موضحا بأنه إذا كان يريد الرئاسة فنحن معه وموافقون، لكنه يجب أن يكون جزء أساسيا من هذه العملية.
وحول التوافق مع قائد التيار الاصلاحي الديمقراطي بحركة فتح النائب محمد دحلان، قال القدوة: "بكل وضوح وصراحة هذه المجموعة لا تستطيع الان أن تشكل حالة سياسية مقبولة ومحترمة لدى الشعب الفلسطيني، بالرغم من المساعدات التي يتم تقديمها لأبناء شعبنا ".
وأوضح أنه إذا كنا نريد أن نتجه نحو هذا الأمر، فأنا أرى أنه لا يمكن وجود أي من رموز بهذه المجموعة، باستثناء الشباب والمناصرين ومن كان يبحث عن الخلاص، فأهلا وسهلا بالجميع على هذه الأرضية".
وشدد على رفض أي دعم خليجي لهذا التوجه، سواء كان قطريا أو إماراتيا أو غيرهم، ويجب أن يكون فلسطيني بحت من الألف إلى الياء.
وبين أنه ليس المسؤول عن هذه التوجه، بل يجب على الجميع القيام به اذا ما وجد عددا كافيا، لافتا أنه "في حال لم ننجح في ذلك سأعتزل السياسة وكفى
واستبعد القدوة إجراء الانتخابات لأسباب عدة (لم يذكرها)، مبينا أنه "إذا ما حدثت يجب أن يكون هناك جهوزية واستعداد لها، داعيا مروان البرغوثي حسم أموره بشكل أوضح، ونحن حسمنا أمرنا، ومؤيدون له في أي خيار يريد الذهاب إليه.
وختم القدوة حديثه قائلا: "نريد اعادة بناء الانسان الفلسطيني، وعلى هذا الأساس إعادة تركيب النظام السياسي الفلسطيني يليق بشبعنا، مضيفا: "عندما كنت شابا كنت فخورا بأنني فلسطيني في الاتحاد العام لطلبة فلسطين نؤمن بالحرية وحق الاختلاف، لكن ما نراه اليوم ليس فلسطينيا".