هدّدت الولايات المتحدة الأميركيّة بمنع طائرات إسرائيليّة من الهبوط في مطارات أميركيّة، إن لم تتراجع إسرائيل عن قرارها منع شركات طيران أجنبية من أن تحطّ فيها، بحسب ما ذكرت القناة 12، مساء السبت.
وحظرت إسرائيل على شركات أجنبيّة، بما في ذلك الأميركية، المساهمة في إجلاء إسرائيليين عالقين في دول العالم إثر فرض الإغلاق الثالث. وبذلك، حرمت إسرائيل الشركات الأميركيّة من المشاركة في عمليات إجلاء الإسرائيليين من الولايات المتحدة.
وأثار قرار إسرائيل غضبًا في وزارة المواصلات الأميركيّة، حيث ادّعى مسؤولون أميركيون أنّ إسرائيل تخرق اتفاق "السماوات المفتوحة" بين البلدين، بحصرها عمليات الإجلاء على الشركات الإسرائيلية فقط.
وينص الاتفاق بهذا الخصوص على أنه يُسمح بتسيير طائرات "إل عال" فقط خلال فترات الطوارئ، إلا أن الجانب الأميركي اعتبر أن الفترة الحالية، حيث ينتشر فيروس كورونا، ليست حالة طوارئ كما في حالة الحرب.
وبحسب القناة 12، مرّر مسؤولون في إدارة الرئيس الجديد، جو بايدن، رسالة إلى إسرائيل مفادها "لماذا أنتم بحاجة إلى أزمة مع الإدارة الجديدة؟ اتيحوا لطيرانا السفر إلى إسرائيل".
وتخشى إسرائيل من أن تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة، وأن تهدّد بوقف الرحلات الإسرائيلية.
ومن المقرّر أن تعقد وزيرة المواصلات الإسرائيليّة، ميري ريغيف، الأحد، اجتماعًا طارئًا لإيجاد حلّ للأزمة.
ويأتي هذا التوتّر إثر تأخر بايدن في الاتصال برئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، وهو ما اعتبر نهجًا أكثر صرامة تجاه إسرائيل من نهج الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، علّقت صحيفة "جروزاليم بوست"، الأربعاء الماضي، بالقول: "هناك 195 دولة في العالم، ولم يتصل الرئيس الأميركي بـ188 منهم، لكن في إسرائيل فقط يشعر الناس بالقلق، إزاء ما يعنيه أن نتنياهو لم يتلق اتصالا هاتفيا بعد".
وفي تعليقه على تأجر المكالمة "المرتقبة" من الرئيس الأميركي، قال نتنياهو في حديثه لأحد الصحافيين خلال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اليوناني، يوم الإثنين الماضي، "تحدثت مع بايدن بعد فوزه مباشرة" علما بأنه اتصل به بعد إعلان نتائج الانتخابات بأيام.
واعتبر نتنياهو أن "بايدن يتصل برؤساء الدول وفقا للترتيب الذي وضعه، ولم يصل إلى الشرق الأوسط بعد. حلفنا مع الولايات صامد. لن نتفق على كل شيء، لكن حلفنا صامد".
وبينما شهدت علاقة نتنياهو بإدارة ترامب، شراكةً قريبة جدًا وتنسيقًا شخصيًا عاليَ المستوى، كانت العلاقة الشخصيّة بين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما (كان بايدن نائبه)، سيّئة، خصوصًا في الملفّ النووي الإيراني والقضيّة الفلسطينيّة.
وحاول دبلوماسي إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه في حديث لموقع "المونيتور"، إنّ عدم اتصال بايدن بنتنياهو "قد لا يكون متعمّدًا. الأميركيّون لا يركّزون حقًّا حاليًا على نتنياهو وعمله؛ لديهم أمور أخرى للتعامل معها. ربّما لا يرغب بايدن في منح نتنياهو ميزة انتخابيّة عشية الانتخابات الإسرائيليّة. بعد كلّ شيء، بايدن مدرك تمامًا مع من يتعامل وهو يعرف كيف سيروّج مكتب نتنياهو لأوّل اتصال هاتفي بينهما".
بينما قال دبلوماسي أميركيّة آخر، للموقع ذاته، إن "الأمور ليست بسيطة. هناك خلاقات معقّدة بيننا وبين الأميركيين حول تصوّر التهديد الإيراني"، وأضاف أنّ نتنياهو قبل توصيات مساعديه بالصبر إلى حين بناء حوار حميم وسرّي مع إدارة بايدن، وتجنّب الانتقاد العلني.
وذكر محلل الشؤون الإسرائيليّة في الموقع، بن كسبيت، أن "الثقة، أو بالأحرى عدم وجودها، هي العقبة الأساس أمام إنشاء قناة اتصال موثوقة بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض... لا يصدق نتنياهو كلمة واحدة يقولها الأميركيون الآن، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين".