أفاد التقدير السنوي الصادر عن شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان) أنّ إيران لم تقم بعد بتخصيب اليورانيوم بدرجة تسمح لها بتطوير قنبلة نووية ولم يتخذ النظام بعد قرارًا بذلك، موضحًا أنّها ستكون قادرةً على صنع قنبلة في حوالي عامين، وأنّ الجيش الإسرائيليّ يعتقد أيضًا أن إيران تواجه صعوبة في تطوير مكونات ضرورية لصنع قنبلة نووية، بما في ذلك عبوة ناسفة وصاروخ إطلاق مناسب، على حدّ تعبير التقدير الذي نشرته وسائل الإعلام العبريّة الثلاثاء.
ووفقًا للتقدير فإنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة تُقدِّر أّنّ أهّم سبب لتأخير برنامج إيران النوويّ هو اغتيال العالِم النوويّ الإيرانيّ محسن فخر زاده، الذي نسبته وسائل إعلام أجنبية إلى إسرائيل، لافتًا إلى أنّه رغم المحاولات الإيرانيّة فإنّها لم تتمكّن حتى اللحظة من إيجاد بديلٍ له. يُشار إلى أنّ دولة الاحتلال لم تُعلِن حتى اللحظة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال التي وقعت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الفائِت.
وفي الوقت نفسه، أضاف التقدير أنّ الاستخبارات العسكريّة تعتقِد أنّ إيران مستمرة في انتهاك الاتفاقيات التي وقعتها في الاتفاقية النووية مع القوى العظمى منذ عام 2015، لافِتًا في الوقت ذاته إلى أنّه في إحاطة مغلقة تمّت هذا الأسبوع، قال قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الجنرال تامير هايمان، إنّ “إيران في أدنى مستوياتها غير المسبوقة، وليس فقط بسبب كورونا، ومع ذلك فإنّها لم تتخل عن البرنامج النووي بل كثفت جهودها في هذا الشأن. وبحسبه، فإنّ إيران ترى في الاتفاق النوويّ المخرج الوحيد من العقوبات المفروضة عليها والأزمة الاقتصاديّة في البلاد، وبالتالي تسعى جاهدة للعودة إليه، على حدّ تعبيره.
أمّا على الساحة السوريّة، فأوضح التقدير العسكريّ الإسرائيليّ أنّ إيران لم تتخلَّ حتى الآن عن تطلعاتها في إقامة قاعدة عسكرية في البلاد، لكنها تُعيد النظر في طبيعة ونطاق التحرك، وأصعب ما في هذا الصدد كان اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني ، في أوائل عام 2020 من قبل القوّات الأمريكيّة.
وبحسب الجيش الإسرائيليّ، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر عليمةٍ بالجيش، فإنّ الاغتيال، أيْ اغتيال الجنرال سليماني، كان بمثابة تغيير في الواقع في الشرق الأوسط.
في السياق نفسه، وفيما يتعلّق بتوسع إيران خارج حدودها، فشدّدّ التقدير الإسرائيليّ على أنّ إيران تُواجِه صعوبةً في إيجاد بديلٍ مُناسبٍ، وهو ما يضُرّ، من بين أمور أخرى، بجهود النظام في ترسيخ وجوده في سوريّة.
ووفقًا لصحيفة (هآرتس) فإنّ التقدير تُشير إلى أنّ إيران قلصّت من وجودها في سوريّة، وتركت عدة مئات من المستشارين والإداريين في البلاد، وهذا، من بين أمور أخرى، لأنّ بعض أهاليها في سوريّة وعائلاتهم أصيبوا في الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، وبدأ هؤلاء يخشون على حياتهم.
علاوة على ذلك، أكّد التقدير السنويّ الإسرائيليّ أنّ الإيرانيين يجِدون صعوبةً في إدخال أنظمة أسلحة متطورة إلى سوريّة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الضربات الجوية، التي نُسب بعضها إلى إسرائيل في تقارير أجنبية، وهكذا، على سبيل المثال ، تعمل إيران على جعل غرب العراق نقطة إمداد يمكنها من خلالها نقل الأسلحة إلى سوريّة ولبنان، ولكن حتى في هذه الحالة، فإنّ الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل على الشحنات ومستودعات الأسلحة في العراق تمنع هذا التحرّك، على حدّ تعبير التقدير الإسرائيليّ.
جدير بالذكر أنّ إسرائيل تعتبر الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تهديدًا وجوديًا على أمنها القوميّ منذ عدّة سنوات، وتعمل على منعها بشتّى الوسائل من الوصول إلى القنبلة النوويّة، كما أنّ التقديرات الأمنيّة في تل أبيب ترى في حزب الله اللبنانيّ تهديدًا خطيرًا وتحديدًا بعد الأنباء عن حيازته صواريخ دقيقة قادرة على ضرب كلّ مكان في العمق الإسرائيليّ.


