قال ضابط إسرائيلي إن "جهاز الموساد يشن هجمات استخباراتية ضد العمليات الأمنية الإيرانية في الخارج، ونجح في إحباط عدة هجمات خططت لها إيران انتقاما لاغتيال قاسم سليماني والعالم النووي فخري زاده، ويتابع نوايا النظام الإيراني الانتقامية بوسائل استخباراتية متنوعة، بعد اتهام إسرائيل بالاغتيال".
وأضاف يوني بن مناحيم، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، أن "المعطيات الإسرائيلية تتحدث عن امتلاك إيران لبنية تحتية كبيرة للهجمات المسلحة في جميع أنحاء العالم، وتعتمد على النطاق الدبلوماسي لوزارة الخارجية الإيرانية".
وزعم بن مناحيم، الباحث بمعهد القدس للشؤون العامة، ومحرر الشؤون العربية في الإذاعة العبرية، أن "المصادر الأمنية الإسرائيلية تتداول معلومات مفادها أن قرار تنفيذ الهجمات الانتقامية اتخذه المرشد علي خامنئي، وأسند المهمة إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري".
وأكد أن "إيران اختارت تنفيذ هجماتها من خلال ترك بصمة ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في الخارج، وليس من خلال فروعها في الشرق الأوسط؛ لتجنب المواجهة العسكرية مع إسرائيل، ولإظهار ما يسمى "الأيدي النظيفة" في وجه الإدارة الأمريكية الجديدة".
وأوضح أن "خطة تنفيذ هجمات في الخارج تشير إلى أن القيادة الإيرانية لا تخشى احتمال أن يؤدي تنفيذ هجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في الخارج للإضرار بالحوار الذي تريده مع إدارة بايدن بشأن العودة للاتفاق النووي، وبحسب مسؤولين كبار في تل أبيب، فقد حدد الموساد خطة للاستخبارات الإيرانية لتنفيذ سلسلة من الهجمات في شرق أفريقيا الشهر الماضي ضد سفارات الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات".
وأشار إلى أن "أثيوبيا اعتقلت 15 شخصا بتهمة التخطيط لمهاجمة سفارة إماراتية في أديس أبابا، وقام المعتقلون بالاستيلاء على أسلحة ومتفجرات ووثائق، وعملوا في خدمة عناصر أجنبية، وخططوا لشن هجمات على أشخاص وممتلكات، وإن مجموعة أخرى من المشتبه بهم خططوا لمهاجمة سفارة الإمارات في السودان التي وقعت اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وقد تم القبض على المجموعة بعد تعاون بين المخابرات الإثيوبية والسودانية".
وأكد أن "الإيرانيين يحملون جوازات سفر أجنبية، وخططوا لمهاجمة السفارتين الأمريكية والإسرائيلية في إثيوبيا، حيث يعتبر إحباط الهجمات نجاحا للموساد في حربه ضد إيران، التي شنت هجوما على السفارة الإسرائيلية في نيودلهي قبل أيام، باستخدام عبوة ناسفة صغيرة مزروعة داخل إناء للزهور قرب السفارة".
وأضاف أنه "عقب هجوم نيودلهي، زادت اليقظة في السفارات الإسرائيلية في الخارج، والمنشآت في العالم، وأوضح أن إيران تبحث عن هجوم انتقامي، لكنها ليست الأولى التي تحاول فيه ضرب أهداف إسرائيلية في الهند، والتقدير أن إيران سعت بسرعة لتنفيذ هجوم انتقامي على اغتيال فخري زاده بسبب ضغوط داخلية، وتم اختيار الهند كهدف بسبب البنية التحتية العملياتية التي تمتلكها إيران وحزب الله هناك".
وأكد أن "الموساد أحبط هجوما كبيرا قرب باريس في حزيران/ يونيو 2018، وحصل على معلومات دقيقة حول المخطط لمهاجمة مؤتمر للمعارضة الإيرانية لتنظيم مجاهدي خلق، ونقلها للأمن الفرنسي، وقد خطط للهجوم عميل استخبارات إيراني عمل تحت ستار دبلوماسي في السفارة الإيرانية في فيينا اسمه أسد الله أسدي، ينتمي للوحدة 312 التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية، وتهدف للتعامل مع معارضي النظام في الخارج".
وأكد أن "الموساد يحظى بتقدير كبير من الحكومات الأوروبية للمساعدة الوثيقة التي يقدمها لأجهزة مخابراتها لإحباط الهجمات التي تشنها إيران وحزب الله، والدفاع عنها، فقبل بضعة أشهر قدم الموساد معلومات دقيقة للسلطات الألمانية حول البنية التحتية لحزب الله في البلاد، وقامت المخابرات الألمانية باعتقالات، وأعلنته منظمة إرهابية، وهو قرار مهم في الحرب العالمية ضد الحزب".
وزعم أن "معلومات الموساد كشفت أن ألمانيا ينمو داخلها "الطابور الخامس"، ويعمل في خدمة إيران، ويضر بأمن ألمانيا القومي، حيث يستخدم الحزب ألمانيا كقاعدة للتنظيم في أوروبا، بما في ذلك شراء الأسلحة، وتزوير الوثائق، وجمع المعلومات الاستخبارية، والتهريب، وغسيل الأموال، وجاء قرارها بعد ضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأشار إلى أن "إحباط الهجوم الإيراني سجل نجاحا كبيرا للموساد، ويبدو أن أوروبا بدأت بالاستيقاظ الآن ضد الأعمال الإيرانية على أراضيها، فقد نفذت في السنوات الأخيرة هجمات في برلين وروما وجنيف، لكن مبعوثي مخابراتها تمكنوا دائما من الإفلات من العقاب تحت رعاية دبلوماسية، وتم الآن تحديد سابقة مهمة بعد المعلومات الاستخباراتية التفصيلية التي قدمتها الموساد، ومكّنت من المراقبة الدقيقة، وجمع الأدلة ضد الإيرانيين".
وختم بالقول إن "التقديرات تشير إلى أننا فقط في بداية الحملة ضد نية إيران للانتقام لمقتل سليماني وفخري زاده، الإيرانيون عنيدون، ولن يهدأوا حتى يتمكنوا من تنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، ومعركة العقول الذكية بين إسرائيل وإيران ما زالت في مهدها، وهي في سباق مع الزمن".