اختلافهم رحمة ،،، محمد سالم

الثلاثاء 02 فبراير 2021 09:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
اختلافهم رحمة ،،، محمد سالم



"وَماذا في صَحائِفِكُم سِوى التَمويهِ وَالكَذِبِ"
قال : اختلافهم رحمة.. لأنهم للأسف لا يتفقون إلا علينا! فالحكام العرب جميعًا متمسكون بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. .و في الوقت نفسه يتسابقون في الاعتراف "بإسرائيل" القائمة على أنقاض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني!  والحقيقة أنهم يأكلون البالوظة و يلتقطون الصور فقط! وأعطني جندي ألماني وسلاح فرنسي ولحمة برازيلي ورغيفين حواوشي وكيلو كابوريا و علبة برسيل وكيس ملح.. و هات ببقية الحساب  كبريت وانتخابات! او كما قال الحاج سعيد تشيخوف: الانتخابات أشبه بوردة تزهر بفرح في أرض خضراء، فتأتي عنزة و تأكلها وينتهي كل شئ!

 .. كان هذا حوار صديقى.
صديقي .. يستطيع ابهارك في كل لحظه بكل مثير عميق و طريف خلاب، و حيث تكون؛  لغة طيعة بليغه شديدة الثراء شديدة الوضوح، ناعمه حاده كشفرة الموس؛ ان لم تتعامل معها بحذر و حذق جرحتك و أسالت دمك.. فالنفاق والهبوط يزيل اي قيمة عن الكلام والمتكلم ، مهما كانت جودته واهميته. واحترام الذات وقول الحق يزين الخطاب والوجوه.  وسبحان من وضع القبول والتلقي الحسن ؛ فَما ضاقَ الكَلامُ بِنا وَلَكِن .. وَجَدنا الحُزنَ أَرخَصُهُ الكَلامُ.

- وبعدين .. بس.. يا سيدى، وهو .. انا جبت حاجه من عندي ؟ ده عمك أحمد مطر ، هو اللي قال: أمس اتصلت بالأمل! قلت له: هل ممكن أن يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل؟ قال: أجل. قلت: وهل يمكن أن تشعَل النار بالبلل؟ قال: أجل. قلت: وهل من الحنظل يمكن تقطير العسل؟ قال: نعم.. قلت: وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحل؟ قال: نعم، بلى، أجل.. فكل شيء محتمل.. قلت: إذن - عندنا - أشباه - للحكام العرب- سيشعرون يوما بالخجل؟ قال: ابصق على وجهي إذا هذا حصل.

- شوف ازاي ابتسم .. بمرار وسخرية عندما قال: إنني لم أتجاهل وسائل الإعلام، بل تجاهلت وسائل الإعدام. تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدم للناس فراغاً خالياً محشواً بكمية هائلة من الخواء، وللإعلاميين أقول: احذروا أن تعبثوا بالحقائق، واحذروا بلع أطراف الحروف، فالكلمة حساسة جداً، يمكن تحويلها بلمسة بسيطة غير مسؤولة، من أداة إحياء إلى أداة قتل. إن عبثاً هيناً بكلمة "إعلام" يحولها ببساطة إلى "إعدام".

- عادى .. انا سمعت من ؛جاد سعيد سارتر ، لما قال :‏مهمة المثقف الأولى هي ازعاج السلطات والطغاة. لكن ..مفيش توضيح يقصد.. أية سلطات ؟ سلطات الاحتلال الاجرامي. ام احتلال السلطات.. الاجرامي؟!

قلت : يفشل الناس أحياناً وليس ذلك بسبب نقص القدرات وإنما بسبب النقص في الالتزام. فالقرارات والخطط هي مجرد نوايا أو غايات حسنة ما لم تتحول على الفور إلى عمل جاد .. لن يهتم العرب  ولا حتى العجم بقضية شعبك حتى تهتم أنت بشعبك.. اين و حدتك ؟

قال : لا ننكر أن سنوات الانقسام الاسود التي بيعت ولم يدفع الثمن مقابل الانقسام إلا أبناء شعبنا.. دفع الحساب مقدما، وتم استخدام فكرته الخاسرة للتخلص استحقاقات كبيرة، لكن هذه الخسارة لم تكن قدرًا ولكن لسوء اختيار - شبه سلطتان،  للقيادات الفاسدة والفاشلة مع سبق الإصرار والترصد، وقد كان ؛ ورغم ذلك .. كان  هناك من حولوا الأمر إلي معارك إستنفذت الكثير من الجهد ؛ لحرف الانظار عن القضية الاساسية .. فهل نقوم ،بزيادة قائمة السرقات؟
"إسرائيل" سرقت دولة كاملة اسمها فلسطين، واغتصبت أرضها وبحرها وسماءها وبرتقالها وزيتونها ورملها ومقدساتها. ومع ذلك فهي ترفض الآن - رغم توسلات العالم - أن توفر لقاح كورونا للفلسطينيين!. -وهنا .. فكر. في كلمات الدكتور جمال حمدان  استاذ اساتذة الجغرافيا وفلسفة الحضارة. حين قال : وإسرائيل لن تُهزم أبدا بالنقاط كما يقولون في الرياضة وانما تُهزم بالضربة القاضية او بلمس اكتاف

قلت : أتعرف يا صاحبي متى يعرف الناس عدوهم من صديقهم؟ - متى؟ - حين يفتحون تاريخهم و يقرؤون، ويعرفون من جنى على وحدتهم ومن حطم كتلتهم ، وجعلها شبه ، دويلات صغيرة مبعثرة من السهل التهامها ولا تقوى- مفردة- على صد عدوان.
قال : في مختلف مواقع المسؤولية وصنع القرار، هناك مكان لتلك النخب الزائفة التي تتضافر وتتضامن لحماية مصالحها وضمان استمرار نفوذها وسطوتها، وتساوم على القيم والإجراءات الديمقراطية، وتزين للبعض ؛ ومسوخه المستنسخة عن سوء عملهم، وتدفع الوطن باتجاه تكرار إخفاقات الماضي، وكل ذلك من أسباب نكبتنا.. الجديدة .


ثم اضاف صديقى من بحر معلوماته و قال:عن المفكّر الكندي: آلان ابن دونو، عليه رحمة الله ؛ في كتابه "نظام التفاهة" مع شرح متقن وعميق لكيفية سيطرة ثقافة التفاهة على مفاصل حياتنا اليومية، حيث إنّ النظام القائم في أفضى إلى سيطرة تدريجية للتافهين من ذوي السطحية الفكرية على مواقع أساسية في الخريطة السياسية والاجتماعية العالمية، إن كان في السياسة، والإعلام، والفنون، ومراكز العلوم والأبحاث، ومراكز الدولة وإداراتها العامة في الوزارات المختلفة، وفي كلّ المراكز على تنوّعها واختلافها، فنجدهم يتسلّقون المراكز والمناصب بسرعة عالية، يقرّرون في السياسات العامّة وهم لا يملكون الحدّ الأدنى من مقوّمات تحمّل المسؤولية.

ولا تتمّ محاسبتهم لأنّهم بكل بساطة غير منتخبين، وإنّما معيّنون من أطراف زرعتهم ليكونوا أدوات لها، فغاب الأداء الرفيع، وسادت الأذواق المنحطة، واستشرى الفساد، وتهشّمت منظومة القيَم، والأخطر من كلّ هذا أنّ هؤلاء التافهين يدعم بعضُهم بعضاً لتحصين مواقعهم، فيرفع كلٌّ منهم الآخر، لتُبنى بالتدريج شبكة من التافهين، تدعم وتحمي فيها كلّ نقطة بقية النقاط في النسيج الاجتماعي، فتشكل بذلك منظومة صلبة لتسبغ نمطية التفاهة على كلّ مناحي الحياة بأكملها. لذا، يصف دونو المشهد المرير بالقول: «لقد تسيّدت شريحة كاملة من التافهين وذوي البساطة الفكرية.

- طيب مش هو اللي قال :موت شخص واحد هو كارثة ، أما موت جماعة فهو مجرد إحصائية
- لا يا فصيح ، اللي قال الجملة دي .جابر بيومي ستالين.
- وكان يقصد ايه لما قال :هناك عدة طرق لمقاومة الإغراء؛ والطريقة المثلى أن تكون جباناً
- يقصد اغراء السلطة.. شوف أزاي؟!.


- خفت أصوات الضحك قليلا ! بعد سماع الكلمات "أقصد النغمات"  ولكن .. لا أمل في إسكات الألحان النشاز، فكل هؤلاء الذين يغنونها أقوياء، بل نجحوا في تصوير أنفسهم بوصفهم ممثلين لإرادة الشعب. هذه الالحان الغبية  لن تتغير إلا بعد كارثة تكشف لهم أن ألحانهم وأغانيهم تجلب الخراب علينا جميعا. فالحكام- اشباه الحكام- على دين أبوهم. آه و الله.. على ديك أبوهم كلهم!