كشف النقاب عن تمكن علماء آثار إسرائيليين من اكتشاف بقايا أحد أقدم المساجد في العالم على ضفاف بحيرة طبريا في شمال فلسطين المحتلة.
وبحسب صحيفة تايمز البريطانية، فإن المساجد تم العثور عليه تحت أنقاض مبنى تم تحديد في الأصل على أنه من الفترة البيزنطية، مشيرةً إلى أنه يقع في ضواحي مدينة طبريا ويطل على الضفة الغربية للبحيرة.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإنه تم الإعلان عن اكتشاف بقايا المسجد خلال مؤتمر أكاديمي عقد بعد منتصف الشهر الجاري في القدس، من قبل طاقم الآثار الإسرائيلي الذي كان يعمل في المنطقة للتنقيب عن الآثار منذ 11 عامًا، بقيادة الباحثة البرازيلية الأصل كاتيا سيترين سيلفرمان من الجامعة العبرية بالقدس.
وتشير الصحيفة إلى أنه سبق التنقيب في الموقع في الخمسينيات، عندما عُثر على هيكل ذي أعمدة وتم تحديده على أنه سوق من أواخر العصر البيزنطي.
وبحسب الفريق الباحث، فإنه اكتشفت حديثًا في الموقع قطعًا فخارية وعملات معدنية من العصر الإسلامي المبكر، فضلاً عن التصميم المتعدد المستويات للأسس، وهو ما يشير إلى أن الموقع كان إسلاميًا.
ووفقًا للفريق، فإن بقايا المسجد تعود إلى القرن السابع، رغم تحديد بقايا مسجد آخر يعود للقرن الثامن في نفس المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المساجد القديمة معروفة مواقعها، لكنها مخفية تحت مساجد قائمة أو مساجد أخرى تبعتها، ولا يمكن الوصول إليها.
ويرجح أن المسجد بني قبل عقود من القرن السابع، وأن الصحابي شرحبيل بن حسنة الذي قاد معركة فتح طبريا ربما يكون هو من أسسه.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها عن آثار من العصور الإسلامية داخل طبريا ومناطق أخرى، ما يشير إلى تواجد المسلمين منذ عصور بعيدة الأمد ومنها العهدين العباسي والفاطمي، وهو ما اكتشف جنوب طبريا من أحياء سكنية تعود لتلك العصور في العام 635 للميلاد.
وفي عام 2012، كانت الباحثة سيلفرمان، ذكرت أنها تبذل جهودًا كبيرة لاكتشاف آثار مسجد ضخم يعود بناؤه للقرن الثامن، مساحته تزيد على 7 آلاف متر مربع، ويتسع لآلاف المصلين. كما صرحت بذلك حينها لقناة الجزيرة.
وأضافت كاتيا حينها "إن تصميم مسجد طبريا مشابه جدًا للمسجد الكبير في دمشق الذي بني بنفس القرن وما زال مفتوحًا، وهو يشبه مسجدًا آخر أصغر مساحة كشف عنه في تنقيبات جرش الأثرية في الأردن".
وتابعت "إن المسجد الكبير دليل إضافي على كون طبريا مدينة إسلامية مركزية في بلاد الشام، لا شك في أن طبريا عرفت عصرها الذهبي وبلغت أوجها كمركز روحاني وتجاري في تلك الفترة الإسلامية، فالآثار العمرانية تعكس ذلك".
ويقول علماء آثار إن إسرائيل تستخدم مجرفة عالم الآثار أداة للسياسة لمحاولة تدعيم المطالبات اليهودية بالأراضي المحتلة. بحسب ما ذكر موقع الجزيرة نت.
ووفقًا لعالم الآثار الإسرائيلي رافي غرينبرغ الذي يعد ناشطًا مع مجموعة يسارية من علماء الآثار تنتقد الحفريات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فإن السلطات الإسرائيلية لا تنشر قائمة الحفريات أو قائمة الاكتشافات أو مواقعها، وفي المقابل يتم الاحتفاظ بكل هذه البيانات كأسرار دولة.
ولدى الجيش الإسرائيلي وحدة آثار مسؤولة عن الحفريات في معظم أنحاء الضفة الغربية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ووفقًا لاتفاق السلام، يتم التفاوض بشأن وضع الضفة الغربية -والقطع الأثرية الموجودة فيها- في محادثات سلام لاحقة، ولكن حتى ذلك الحين يواصل علماء الآثار العسكريون حفر -ومنح تصاريح تنقيب للأكاديميين الإسرائيليين- في الضفة الغربية والمناطق المحتلة، بحسب تقرير سابق لموقع "إن بي آر" (NPR) الأميركي.
وقبل عام عثرت هيئة الآثار الإسرائيلية على 9 عملات بينها دينار ذهبي يعود لعهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في مدينة "يفنه" (يبنا الفلسطينية) القديمة الواقعة في الأراضي المحتلة في السهل الساحلي الجنوبي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تاريخ العملات المعدنية يعود للعصر العباسي، وعمرها 1200 عام، وقد وجدت في إناء مكسور من الصلصال والطين، وتضمنت قطعا نادرة من شمال أفريقيا وأخرى أصدرها الخليفة هارون الرشيد، وأظهر الاكتشاف أن المنطقة كانت حيوية قديمًا.