صحيفة اسرائيلية: رسائل لـ 4 عناوين في خطاب “استراتيجي” ألقاه كوخافي!

الجمعة 29 يناير 2021 10:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة اسرائيلية: رسائل لـ 4 عناوين في خطاب “استراتيجي” ألقاه كوخافي!



القدس المحتلة /سما/

إسرائيل اليوم - بقلم: غيرشون هكوهن    " باستغلال سليم للفرصة، كان خطاب رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي، هذا الأسبوع، عملية تفكير تتمثل بنقل رسائل استراتيجية.

 في ضوء ميول التغيير المتشكلة في الساحتين الإقليمية والعالمية، بما فيها سياقات التغيير التي انطوى عليها التحول السياسي في واشنطن، توجه رئيس الأركان في حديثه بشكل مباشر للغاية إلى طيف واسع من العناوين. وهذه الرسائل يجب أن تفسر في السياق الظرفي الخاص الذي جاءت فيه، وفقاً لكل واحد من العناوين التي وجهت إليها. قائمة المرسل إليهم تبدأ بالجمهور الإسرائيلي، وتمر عبر قيادة "الأعداء" في عموم الساحات المهددة، وتنتهي في الساحة الدولية، مع التركيز على البيت الأبيض.

لم يكن هذا حديثاً للترويج الشخص، بل هو مركب حيوي في نسيج الفعل الاستراتيجي. ، كان الخطاب للعنوان الإسرائيلي تذكيراً بأن هناك تهديدات تتطلب منها جميعاً استعداداً وبناء لرد مناسب، تزامناً بمصاعب كورونا والصراعات السياسية. إن الاهتمام الفوري الذي أثاره الخطاب لدى عموم زعماء المنطقة يشهد على أن المرسل إليهم قد استوعبوا الرسائل التي لا ينبغي تجاهلها.

مقارنة بخطابات رؤساء أركان سابقين، فإن خطاب كوخافي يركز بشكل موضوعي على استعراض مهني في الانتقال المنهاجي من ساحة إلى ساحة. ورغم التفاصيل التي خصصت لجملة الساحات، فإن معظم ردود الفعل في الخطاب الإسرائيلي تركزت في المسألة الإيرانية. تحذير رئيس الأركان من العودة إلى مسار الاتفاق النووي الذي جاء به الرئيس أوباما، بمرافقة المطالبة ببناء وإعداد الجيش الإسرائيلي لقدرة هجومية ذات صلة، كانت قد استقبلت بقلق في أوساط مسؤولين سابقين في جهاز الأمن ممن أيدوا الاتفاق النووي الذي ألغاه الرئيس ترامب. من هنا تأتي جرأة كوخافي في تشديد الرسالة على أن تغييرات ذات مغزى قد طرأت منذ وقع الاتفاق النووي السابق.

في نظرة إلى التعيينات الجديدة في إدارة بايدن، والتي تنخرط عملياً في سلوك إدارة أوباما في مسائل الشرق الأوسط، فإن الرسالة التي طرحها رئيس الأركان لا تدعوهم لأن يدرسوا ويستوعبوا ميول التغيير التي طرأت منذئذ، بل تحذر من مواصلة ما توقف في كانون الثاني 2017 وكأنه لم يحصل شيء في هذه الأثناء. وحتى لو كانت وجهة الإدارة الأمريكية مفاوضات متجددة مع طهران، فإن لجاهزية الجيش الإسرائيلي من حيث عملية عسكرية سيكون دوراً مجدياً.

وثمة موضوع لا يقل أهمية في أقوال رئيس الأركان، وهو الإيضاح لجيوش "الإرهاب" من حزب الله وحماس، بأن اختيارهم العمل من داخل المدن والقرى في أوساط السكان المدنيين لن يكبل أيدي الجيش الإسرائيلي من توجيه ضربة حاسمة لهم. لهذا التحذير أربعة عناوين مباشرة: أولاً وقبل كل شيء، زعماء حماس وحزب الله. العنوان الثاني هو الأسرة الدولية. والعنوان الثالث هو السكان المدنيون في غزة ولبنان، الذين هم موجودون رغم أنفهم في محيط أصبح هدفاً عسكرياً شرعياً للهجوم. والعنوان الرابع: المجتمع الإسرائيلي، الذي توجه له رئيس الأركان بإعلان التزام للعمل بنجاعة لحمايته من نار العدو.

إن كثرة الرسائل والعناوين تجعل من الخطاب وثيقة استراتيجية تأسيسية جديرة بالعناية المعمقة.