أكد الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة (حماس)، أن بعض ما جاء في المراسيم الرئاسية المتعلقة بالانتخابات، تم التوافق عليه، ولكن البعض الاخر كان تفردا من حركة فتح، خاصة فيما يتعلق بالمحكمة الدستورية.
وأشار الحية خلال لقاء له عبر فضائية الاقصى، مساء اليوم الخميس، أن المحكمة الدستورية تعاني من عوار قانوني، مطالبا باستبعادها من أي شيء له علاقة بالانتخابات، لافتا في الوقت ذاته إلى أنها تشكلت بعيداً عن التوافق الوطني.
وقال الحية: "نطالب ابو مازن باستبعاد المحكمة الدستورية في ملف الانتخابات، نظرا لعدم شرعيتها وهي نقطة خلاف وطني وقانوني"، مضيفا: "موضوع المحكمة الدستورية سيكون إحدى القضايا المهمة التي سنناقشها في حوارات القاهرة".
وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أنه تم الاتفاق على أن تكون الانتخابات التشريعية هي المرحلة الأولى من انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني، منوها إلى أن حركته سعت لإزالة كل العقبات التي من شانها تعيق الوحدة والشراكة والوصول الى صناديق الاقتراع.
وقال: "نحن طلبنا أن تكون انتخابات المجلس الوطني أولا، وكان هذا طلبنا وطلب الكثير من الفصائل، لكن الإخوة في فتح أصروا على الترتيب (تشريعي، رئاسي، مجلس وطني)"، مضيفا: "وافقنا على طلب فتح لكي نزيل العقبات، لكن أكدنا أننا نريد إعادة تشكيل مؤسساتنا كلها".
وأشار الحية، أن حركة حماس جاهزة لخوض الانتخابات، وقد قديمت كل المرونة للوصول الى الشراكة الوطنية، لافتا إلى أنه تم التوافق في الحوارات الوطنية، وستكون الانتخابات محطة للشراكة والوصول الى الوحدة بما يؤسس لنظام فلسطيني قوي، مؤكدا في الوقت ذاته أن حركته ذاهبة للانتخابات بإجماع من مؤسساتها وقياداتها كافة.
وقال: "متفائلون باجراء الانتخابات بعد اصدار المراسيم وسنقبل بنتائج صناديق الاقتراع"، مضيفا: "شعبنا صاحب الحق في اختيار قيادته، ونسعى بكل الامكانيات ان تكون الانتخابات مقدمة لانهاء الانقسام وبناء مؤسساتنا الفلسطينية".
وتابع الحية بقوله: "نأمل أن تكون الانتخابات محطة جديدة لشعبنا تؤسس لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الانتخابات في الداخل والخارج، بدءا من المجلس الوطني وانتهاء بمؤسسات السلطة".
واستطرد الحية بقوله: "نريد من هذه الانتخابات أن تحقق أهداف شعبنا المشروعة وتحقيق الوحدة والشراكة على طريقة مواجهة المشروع الصهيوني"، مشيرا إلى أن الانتخابات اليوم هي محطة لإعادة الاعتبار لمؤسساتنا الوطنية ومنظمة التحرير ومؤسساتنا الداخلية مثل المجلس التشريعي.
وأوضح، أن هناك إرادة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني وللوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة وحماية الثوابت، حيث قال: "نحن في حالة الانقسام منذ 15 عاما، دعونا نبقي ما هو على ما هو عليه، ونترك ترتيب البيت الداخلي لمن يفوز بالانتخابات".
في سياق ذي صلة، أكد الحية أن حركة حماس ذاهبة الى العاصمة المصرية القاهرة، بروح وطنية تحمل الشراكة، والرغبة في إزالة العقبات وتذليلها لضمان نجاح العملية الانتخابية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن حركته تجري الحوارات مع الكل الوطني على قاعدة احترام الحريات العامة والتنافس الهادئ، وأنها تريد الوصول الى الانتخابات بصورة وطنية.
وفيما يتعلق بالانتخابات في القدس، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن هناك إجماع وطني أن القدس أولاً، وأنه لن تجري الانتخابات بدونها، مشيرا إلى أن حماس مصرة على أن تكون القدس في قلب الانتخابات، وسيتم التوحد ضد الاحتلال لتحقيق ذلك.
وطالب الحية، الجهات الدولية أن يكفوا يد الاحتلال عن العملية الانتخابية في القدس والضفة المحتلة، مبينا أن من حق الشعب الفلسطيني أن يمارس حريته، وأن تكون الحريات العامة متاحة في الضفة وغزة.
في ذات السياق، طالب الحية، الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بالكف عن الاعتقالات السياسية المرفوضة دوما، لكن في ظرف الانتخابات أصبحت مطلبا وواجبا وطنيا، داعيا الشعب الفلسطيني بألا يطلب حريته من أحد، وأن ينزل يمارس حريته من خلال التسجيل في الانتخابات والمشاركة فيها.
وقال: "نحن في غزة نقول إنه لن يكون أي اعتقال على خلفية سياسية أو الانتخابات، والإخوة في فتح يتمتعون بالحرية، ونأمل أن تكون هذه الحرية متوفرة للمواطنين في الضفة الغربية"، مضيفا: "من فرض الحصار والعقوبات التي عانى منها أهلنا في غزة هم أمام اختبار، وقد آن الاوان لأن ترفع هذه العقوبات كجزء من تهيئة المناخات".
وأشار الحية إلى أن كل خيارات مشاركة حماس في الانتخابات القادمة مطروحة، وستتواصل مع الكل الوطني للوصول إلى أفضل طريقة تخدم الشعب الفلسطيني وتحقق أفضل صورة للانتخابات المقبلة، منوها في الوقت ذاته إلى أن هذه الحوارات الوطنية يتم اجراؤها على قاعدة احترام الحريات العامة و التنافس الهادئ.
وقال: "إن المهم ما بعد الانتخابات، أيا كانت طريقة المشاركة وأيا كانت النتيجة فإن الصورة المثلى لشعبنا أن نشكل حكومة وحدة وطنية تحت البرلمان المنتخب، تحمل هموم شعبنا"، مضيفا: "شكل دخول حماس في الانتخابات التشريعية سيشكل رؤيتنا لطريقة المشاركة في الانتخابات الرئاسية".
وتابع بقوله: "أفضل صيغة في الانتخابات الرئاسية أن تتوافق القوى الوطنية على شخصية وطنية قادرة على الدفاع عن قضايا شعبنا ويجلب التعاطف الدولي"، مردفا: "الانتخابات التشريعية هي المرحلة الأولى من تشكيل المجلس الوطني، بمعنى أن هذا هو جزء من حصة الداخل من الأعضاء، والاستكمال سيكون بالانتخابات حيث ما أمكن وبالتوافق حيث لا يمكن".
وبين الحية، أن أحد المحاور التي ستحملها حركة حماس لحوارات القاهرة، يتمثل في آليات الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، مشيرا إلى أن حماس شكلت لجنة الانتخابات العليا داخل الحركة ولجنة الحوار الوطني، ولجنة منظمة التحرير الفلسطينية، التي بدأت أعمالها لتؤسس للمشاركة في إعادة تشكيل المجلس الوطني.
وفيما يتعلق الانتخابات الداخلية لحركة حماس، أكد عضو مكتبها السياسي، أن حركته اتخذت قرارها بإجراء انتخاباتها الداخلية وفق مواعيدها المقررة، لافتا إلى أن هذه الانتخابات تجري بكل سلاسة وبأخوية وبدون أي مشاكل.