أصيب 45 شخصًا لبنانيا في مواجهات جرت ليل الثلاثاء - الأربعاء، بين متظاهرين محتجين على قرار الإغلاق العام وقوات الأمن في مدينة طرابلس في شمالي لبنان، وفق ما أفاد الصليب الأحمر اللبناني الأربعاء.
وتطلبت حالة تسعة مصابين منهم نقلهم إلى المستشفيات للعلاج، بينما جرى إسعاف البقية ميدانيًا، وفق الصليب الأحمر، الذي لم يحدد عدد المدنيين والعسكريين في صفوف الجرحى.
وأعلن الجيش اللبناني بدوره الأربعاء "إصابة 31 عسكريا بجروح ورضوض جراء تعرضهم للاعتداء والرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية"، مشيرًا إلى "توقيف خمسة أشخاص لإقدامهم على التعدي على الأملاك العامة والخاصة وافتعال أعمال شغب والتعرض للقوى الأمنية".
وكانت الوكالة الوطنية للاعلام أفادت ليلًا عن ثلاثين جريحًا في صفوف المحتجين وقوات الأمن.
وتوزعت مجموعات ضمت كل منها العشرات من المحتجين في وسط المدينة، وفق ما أفادت مراسلة "فرانس برس"، حاول بعضها اقتحام السرايا.
واعتصمت مجموعة أخرى في ساحة النور القريبة، وسار آخرون في مسيرة جالت أمام منازل عدد من نواب المدينة في المدينة. وأقدمت مجموعة على اضرام النار في سيارة تابعة لعنصر من قوى الأمن.
وألقى محتجون بعضهم ملثم قنابل مولوتوف ومفرقعات نارية وحجارة على قوات الأمن والجيش التي لاحقتهم إلى الاحياء الداخلية وردّت لاحقًا باطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وعملت على محاصرة المحتجين وتفريقهم.
وأقدمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين على قطع طرق رئيسية في شمالي لبنان وفي البقاع ومدخل بيروت الجنوبي. كما تجمع محتجون في وسط بيروت، قبل أن تفرقهم قوات الأمن والجيش.
ويشهد لبنان منذ نحو أسبوعين إغلاقًا عامًا مشددًا مع حظر تجول على مدار الساعة يعدّ من بين الأكثر صرامة في العالم، لكن الفقر الذي فاقمته أزمة اقتصادية متمادية يدفع كثيرين الى عدم الالتزام سعيًا الى الحفاظ على مصدر رزقهم.
ولا يمنع تشدّد السلطات في تطبيق الإغلاق العام الذي يستمر حتى الثامن من شباط/ فبراير وتسطير قوات الأمن يوميًا الآف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات، كثيرين خصوصًا في الأحياء الفقيرة والمناطق الشعبية من الخروج لممارسة أعمالهم، خصوصًا في طرابلس حيث كان أكثر من نصف السكان يعيشون منذ سنوات عند أو تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة. ويرجّح أن تكون النسبة ارتفعت على وقع الانهيار الاقتصادي.
وسجّل لبنان منذ مطلع العام معدلات إصابة ووفيات قياسية، بلغت معها غالبية مستشفيات البلاد طاقتها الاستيعابية القصوى. وبلغ عدد الإصابات منذ بدء تفشي الفيروس أكثر من 285 ألفا و754، بينها 2477 وفاة.