قائمة عربية وفلسطينية للإنجليزية عبر «سيغل»..غسان زقطان

الإثنين 25 يناير 2021 11:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قائمة عربية وفلسطينية للإنجليزية عبر «سيغل»..غسان زقطان



قبل ثلاث سنوات، وصلتُ الهند للمشاركة في المهرجان الأدبي الدولي الذي يعقد سنوياً في «بنغالور»، وادي السيلكون الهندي. كانت تلك دعوة مشتركة بين المهرجان ودار النشر العالمية «سيغل»، وكان عليّ أن أتنقل بين بنغالور وكلكتا، حيث مكتب رئيسي لـ»سيغل» إضافة إلى مكاتبها في «لندن» و»نيويورك»، لم تكن تلك الزيارة الأولى، إذ كنت في «كلكتا» قبل ذلك بسنتين حيث وقّعت عقد عمل طويلاً مع الدار.
ولأن الأمر يستحق وليس من السهل تكراره، استثمرنا (فاتن وأنا) الرحلة لتنظيم جولة في شبه القارة الهندية برفقة سلمى.
كلفتني «سيغل» اختيار قائمة متجددة من الروايات العربية لترجمتها إلى الإنجليزية خلال خمس سنوات. «سيغل» هي دار نشر عالمية مستقلة تأسست عام 1982 على يد «نيفين كوشير»، وخلال سنوات قليلة حققت حضوراً في شبكة النشر العالمية، وفي العام 2015 صنفتها صحيفة «نيويورك تايمز» كثالث أكبر دار للترجمة في العالم. في البداية ترددتُ أمام الفكرة التي تتطلب ناقداً متمرساً في السرد العربي المعاصر، ولا أرى في نفسي سوى قارئ تنبع أحكامه من الذائقة ومن القراءة نفسها وليس من النظرية النقدية، وأمام المسؤولية المهنية التي تفرضها مثل هذه المهمة التي تعني إيصال أعمال عربية إلى السوق العالمي.
وضّحتُ وجهة نظري لمدير الدار «نيفين»، وهو صديق لفلسطين ولي أيضاً، والفريق العامل، وأن اختياري لهذه القائمة سيعتمد على ذائقتي الشخصية وليس على معايير الشهرة والسوق، وهذا ما كان.
اقتضى الأمر شهوراً حتى اكتملت القائمة الأولى، استشرت خلالها أصدقاء كتاباً وناشرين ونقاداً وقراءً أثق بذائقتهم. كانت لدي قوائم طويلة من الكتب والأسماء والأعمال المهمة، وكانت أيضاً فرصة لاستعادة ما قرأت وإضافة إلى ما لم أقرأ.
كانت فكرتي تتمحور حول المكان العربي الراهن، الأسئلة الصغيرة والعميقة التي تأتي من المكان، الشخصيات اليومية والأفكار التي ينتجها العمل والحياة «هنا»، بالضبط «هنا».
لم يكن تقييماً نقدياً أو حكم قيمة بقدر ما كان اختياراً شخصياً.
وهذا ما فعلته عندما كلفت بإعداد أنطولوجيا حول الشعر الفلسطيني للترجمة الفرنسية قبل سنوات، بالتعاون مع المترجم اللبناني/الفرنسي القدير أنطوان جوكي.
ضمت القائمة الأولى أسماء أحب أعمالها مثل جبور الدويهي (لبنان)، علي المقري (اليمن)، ومن فلسطين الراحل حسين البرغوثي (الضوء الأزرق، سأكون بين اللوز)، وأكرم مسلم (سيرة العقرب، التبس الأمر على اللقلق)، ويحيى يخلف في عمله الرائع «نجران تحت الصفر».
في خريف هذا العام (تشرين الأول/ كانون الأول)، سيصدر عملان فلسطينيان عن سيغل: «سأكون بين اللوز» لحسين البرغوثي، و»سيرة العقرب» لأكرم مسلم، بينما ستصدر بقية الأعمال تباعاً.
هذا ليس أمراً هيناً، وإذا أضفنا «نجران تحت الصفر» فستشكل الأعمال الثلاثة مدخلاً قوياً، وحضوراً مختلفاً وغنياً للسرد الفلسطيني في المشهد العالمي.
على أمل أن تضم القائمة القادمة أعمالاً عربية وفلسطينية أخرى، ما يغني هذه البداية ويعمّقها.