انطلقت في غزة فعاليات عام مقاومة التطبيع بمشاركة محلية ودولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكلمات مسجلة من لبنان والكويت وماليزيا وكوبا وغيرها.
وحذرت كلمات المشاركين من الخطر الكبير الذي يمثله التطبيع على القضية الفلسطينية.
وقال د باسم نعيم رئيس حملة المقاطعة العالمية للاحتلال (BDS) في فلسطين، إن الحديث عن التطبيع والمطبعين أصبح مؤلماً بل وصادماً، كما أن اتفاقات التطبيع لم تحدث المطلوب منها بالانفتاح الشعبي أو التبادل الثقافي أو الأكاديمي أو حتى الثورة الاقتصادية، فظل الجو في المنطقة على المستوى الشعبي رافضا لها وللاحتلال الإسرائيلي وعنصريته.
وأكد خلال كلمته في المؤتمر أن المستوى الرسمي العربي ظل متردداً في تعزيز خطوات التطبيع، مراعياً التوجهات الشعبية ورأي الشارع في دولهم، مما دفعه أحياناً، لقطع العلاقات الضعيفة أو تخفيضها، عندما تتصاعد المواجهة في الميدان، كما حصل في انتفاضة الأقصى عام 2000".
واعتبر ان اتفاقات التطبيع الحاصلة اليوم من دول لم تجمعها أي حدود ولم تخض مع الاحتلال أي مواجهة، انقلابا على المنطقة وقيمها وتاريخها ومستقبلها لصالح مشروع الاحتلال، وإنما ما يحدث ليس طبيعيا بل "صهينة" للمنطقة وإعادة تعريفها بناء على القواميس الإسرائيلية ورسم خرائطها استجابة لاحتياجات الصهيونية.
من جهته قال رئيس الوزراء الماليزي الأسبق د. مهاتير بن محمد أن إحدى دواعي القلق الأولى، أنه عندما تُقَرِّرُ أمّةٌ- لطالما وَقَفَتْ إلى جانِبِ الفلسطينيين وفلسطين- تطبيعَ العلاقاتِ مع إسرائيل، فإنّها تكونُ بذلك قد اعترَفَتْ، بشكلٍ مباشِرِ أو غيرِ مباشِرٍ، بدولةِ "إسرائيل" كما حدَّدَتْها (تلْ أبيب) وأنصارُها.
وأضاف:" في الواقع، إنها بهذا التطبيع، تُلحِقُ ضررا فورياً بموقِفِ الفلسطينيينَ ودولةِ فلسطينَ، فَضلًا عن إضفاءِ نوعٍ منَ الشرعيةِ على السياساتِ والأعمالِ غيرِ المشروعةِ التي ارتكبَتْها (إسرائيل) منذ قيامها".
وأكد ان إسرائيل لم تبد قط أي تساهل أو ندم في الفترة التي أدت إلى التطبيع، بل إنما استمرت في اضطهادها للفلسطينيين مضيفا "ورغم إني مؤمن بالحوارات والمفاوضات بهدف الوصول في النهاية للتعايش السلمي، فإني أرى أن سبب التطبيع معيب، إن لم يكن إهانة لكل دعاة السلام، وإن سببه لتفادي ضم (تل أبيب) للضفة الغربية.
وأكد ان إسرائيل لطالما كانت دولة مارقة لا تقيم وزنًا لحقوق الإنسان ولا سيما حقوق الفلسطينيين ويجب الاستمرار في معاملتها كذلك.
وتساءل "كيفَ يُمكن لنا، نحنُ المتعاطفون معَهُم والداعمينَ لقضيتهم، أن نقبل بإخراجنا من مسار هذه القضية، ومن السعي والعمل مع الفلسطينيين لتحقيقِ السلامِ والحريةِ والعدالةِ؟".