سترافور: ضربات متواصلة بلا رد.. تصعيد إسرائيل ضد إيران إلى أين مع قدوم بايدن؟

السبت 16 يناير 2021 08:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
سترافور: ضربات متواصلة بلا رد.. تصعيد إسرائيل ضد إيران إلى أين مع قدوم بايدن؟



القدس المحتلة / سما /

توقع معهد “سترافور” الاستخباراتي الأمريكي أن تصعد إسرائيل من الضغط على إيران في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، مما يزيد من خطر الانتقام الإيراني، لا سيما في ساحات الصراع بالوكالة مثل سوريا ولبنان والعراق وربما اليمن.

وأشار المعهد في تقرير له إلى أنه قبل أيام (12 يناير/كانون الثاني الحالي)، شنت إسرائيل سلسلة واسعة من الضربات ضد ما لا يقل عن 15 هدفًا مرتبطًا بإيران على طول الحدود العراقية السورية، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات بجروح من الميليشيات التابعة لإيران.

ونقل المعهد في تقرير له عن مسؤول كبير في الاستخبارات الأمريكية قوله إن إسرائيل شنت الضربات بناء على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة، واستهدفت الضربات منشآت كانت تخزن أسلحة إيرانية. وبحسب المعهد زعم المسؤول الأمريكي أنها كانت بمثابة خط أنابيب لمكونات البرنامج النووي الإيراني، وكانت ميليشيا “فاطميون” المرتبطة بإيران والتي يهيمن عليها الأفغان من بين الأهداف.

وأشار التقرير إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، نفذت إسرائيل مئات الضربات ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، لكن هذا النطاق الواسع من الأهداف والإصابات لم يحدث في عملية واحدة منذ سنوات.

وينوه إلى أن هذه أيضًا واحدة من المرات القليلة جدًا التي نفذت فيها إسرائيل مثل هذه الضربات بتنسيق علني مع الولايات المتحدة، فضلاً عن أنها واحدة من المرات النادرة التي قيل فيها إن إسرائيل استهدفت جوانب من البرنامج النووي الإيراني في سوريا.

وكانت إسرائيل نشرت بطاريات صواريخ “باتريوت” في جنوب إسرائيل في أوائل يناير/كانون الثاني كخطوة احترازية قبل ذكرى اغتيال “قاسم سليماني” في 5 يناير/كانون الثاني. غير أن التقرير أشار إلى أن البطاريات كانت في هذا المكان تحسبًا لهجوم حوثي من اليمن. وأشار إلى أن الأنباء أفادت بأن إيران أرسلت طائرات مسيرة جديدة طويلة المدى للحوثيين في اليمن، بالرغم أن الجماعة لم تظهر بعد قدرتها على ضرب مسافات بعيدة مثل إسرائيل.

ويؤكد التقرير أنه بفضل علاقة إسرائيل الوثيقة مع “ترامب”، تتمتع حاليًا بدعم سياسي من الولايات المتحدة للقيام بعمل سري وعسكري ضد إيران ووكلائها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستتلقى نفس المستوى من الدعم من الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن”.

ويلفت إلى أن إسرائيل وإدارة “ترامب” أظهرا أنهما يرغبان في تقويض أي تقارب قادم بين الإدارة القادمة وإيران، وقد يؤدي العمل السري ضد إيران ووكلائها إلى تقويض الثقة بين طهران وواشنطن قبل تغيير الإدارة.

ويُذكر التقرير بأن إسرائيل كانت قد نفذت في عهد الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” عدة ضربات ضد القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا، لكنها خففت استراتيجيتها العسكرية بسبب حاجة واشنطن إلى التعاون الإيراني في التفاوض على الاتفاقية النووية، المعروفة رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

ومنذ انسحاب “ترامب” من الاتفاقية في 2018، كثفت إسرائيل ضرباتها داخل سوريا ووسعتها لتشمل هجمات – وإن كانت أقل تواترا – في العراق ولبنان.

ويلفت التقرير إلى أن إسرائيل نفذت هجمات أقل في لبنان والعراق في حملتها الإقليمية للصراع بالوكالة ضد إيران، بما أن لبنان ما يزال يستضيف “حزب الله”، الذي يعتبر الوكيل الأكثر قوة لإيران، في حين تستفيد الحكومة العراقية من علاقتها مع كل من إيران والولايات المتحدة لدرء العمل العسكري الإسرائيلي الصريح.

وبحسب التقرير يحاول القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون أيضًا إظهار أن إسرائيل مستعدة للتصعيد وسط حالة من عدم اليقين بشأن التزام إدارة “بايدن” القادمة بالضغط على إيران، خاصة في مواجهة برنامج طهران النووي الآخذ في التقدم.

وفي 13 يناير/كانون الثاني، قال “تساحي هنجبي”، وزير شؤون المستوطنات من حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، إن إسرائيل يمكن أن تهاجم المواقع النووية الإيرانية مباشرة إذا عادت إدارة “بايدن” للانضمام إلى الاتفاقية النووية.

وفي نفس اليوم، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أيضًا أن إيران بدأت في تركيب معدات لإنتاج معدن اليورانيوم لتوفير الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، وهو ما يمثل انتهاكًا آخر للاتفاقية النووية.

وبحسب “سترافور” يزيد استعداد إسرائيل لاستخدام القوة واستعداد إيران لتقويض التزاماتها بالاتفاقية النووية من خطر اندلاع مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية أخرى.

ويذكر الموقع الاستخباراتي أن كلا من إسرائيل وإيران تشيران قبل تولي “بايدن” إلى أنهما على استعداد لزيادة التوترات في محاولة للتأثير على عملية المفاوضات الأمريكية الإيرانية.

وتريد إسرائيل أن تشير لإيران بأن حملتها السرية والعسكرية ضدها قد تتصاعد، ولكن يمكن لزيادة التوترات أن تمهد لدرجة أعلى من الصراع مقارنة بالماضي.

ومثلما ينوه المعهد فغالبًا ما تثير الضربات الإسرائيلية على القوات الإيرانية ووكلائها ردودًا خطابية قاسية من إيران التي تتآكل سمعتها الإقليمية بين حلفائها بسبب مثل هذه الهجمات، بما في ذلك الاغتيال الذي يعتقد أن إسرائيل نفذته ضد العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وللحفاظ على مستوى من الردع والمصداقية، تحاول إيران توجيه ضربات انتقامية في بعض الأحيان، وقد تجلى ذلك في الاشتباكات المباشرة بين القوات الإيرانية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان في مايو/أيار 2018 والتي شملت إطلاق الصواريخ.