بوليتيكو: يجب تشكيل لجنة مثل الخاصة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر للتحقيق مع ترامب

الإثنين 11 يناير 2021 09:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
بوليتيكو: يجب تشكيل لجنة مثل الخاصة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر للتحقيق مع ترامب



واشنطن/سما/

دعا الكاتب جون هاريس في مجلة “بوليتكو” للتحقيق في جهود الرئيس دونالد ترامب لقلب نتائج الانتخابات بنفس الطريقة التي تم فيها التحقيق بهجمات 9/11.

وبرر هذا في تقرير له أن أمريكا بحاجة لسجل موثوق لتسجيل حوادث أخطر مرحلة انتقال للسلطة في تاريخها. وتساءل: ماذا حدث على أعلى مستوى في الحكومة الأمريكية منذ 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020؟ ومع تنصيب الرئيس المنتخب جوزيف بايدن في 20 كانون الثاني/يناير 2021 فستكون الأزمة قد انتهت.

لكن الأسئلة حول تصرفات ترامب والتابعين له فيما أصبحت الآن واحدة من أخطر عمليات لنقل السلطة في تاريخ الولايات المتحدة لن تنتهي.

ولم تطرح عملية نقل للسلطة شكوكا مثل العملية الحالية خاصة فيما يتعلق بإدارة الفرع التنفيذي بما فيه الجيش بطريقة قانونية وبمكونات نفسية للفرد الذي يقف على رأسه.

ومن هنا فالحاجة تدعو إلى أجوبة ملحة على الأسئلة عبر لجنة شاملة ومستقلة تتمتع بسلطات توجيه استدعاءات قانونية وشهادات مشفوعة بالقسم. ويجب فحص الأزمة التي تسبب بها ترامب بنفس الطريقة التي قامت فيها لجنة 9/11 بفحص مظاهر الفشل بمرحلة ما بعد هجمات 2001.

وربما كانت المقارنة مفرطة، خاصة أن شيئا لم يحدث خلال الأسابيع الماضية بما في ذلك اقتحام الرعاع لبيت الديمقراطية الأمريكي يوم الأربعاء، ولم يحدث ما غير التاريخ كما فعلت هجمات 9/11. لكن التشابه نابع من حاجة الرأي العام لفهم ما حدث ومحاسبة المسؤولين.

لم يحدث ما غير التاريخ كما فعلت هجمات 9/11. لكن التشابه نابع من حاجة الرأي العام لفهم ما حدث ومحاسبة المسؤولين

كما يمثل الحادثان هجوما على المؤسسات الأساسية الفاعلة للولايات المتحدة. وكشف كلاهما عن المخاطر التي تعاني منها الإجراءات والأعراف التي لم يكتشفها أحد إلا عندما وقعت الكارثة. وما نعرفه من محاولات ترامب هو أنه هجوم على حكم القانون في مقر الكونغرس وقاده أشخاص استلهموا أفعالهم من الرئيس واعتقدوا أنهم كانوا يتصرفون حسبما كان يريد.

ولو حدثت الأمور بطريقة مختلفة لكان عدد القتلى في الهجوم أكبر بكثير وشمل عددا من المشرعين. وما جرى هو جزء من الجهد المنظم لترامب لقلب نتائج الانتخابات عبر ما يجب وصفه بأنه انقلاب. وسواء كان الوصف مبالغا فيه أم لا فنحن بحاجة للإجابة على عدة أسئلة قبل التأكد من هذا.

وقال الكاتب إنه “علينا الاعتماد على شهادات الصحافيين ومذكرات المشرعين الذين كانوا وسط الهجوم لكي نعرف حقيقة ما جرى. ولهذا فقانون في الكونغرس يشرع إنشاء لجنة كلجنة 9/11 قادرة على إضاءة الأحداث ومعرفة الظروف التي قادت للهجوم على الكونغرس والديمقراطية”. وأكد الكاتب على ضرورة أن تجيب اللجنة على أسئلة منها:

لماذا عزل ترامب وزير الدفاع مارك إسبر في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، وهل سبق هذا ضغط من ترامب أو من عينهم للحصول على دعم من إسبر لعمل عسكري في جهوده للحفاظ على السلطة؟

ماذا كان يعرف النائب العام ويليام بار عن المداولات بشأن قلب نتائج الانتخابات، وماذا ستكشف الشهادة تحت القسم والرسائل الإلكترونية عن ظروف رحيله في كانون الأول/ديسمبر؟ وتبع خروجه نقد حاد من ترامب لبار.

ما هي الاتصالات التي تمت بين أتباع ترامب والمدعي العام لمنطقة شمال جورجيا بيونغ جي باك وقبل إجباره على الاستقالة في 4 كانون الثاني/يناير؟

ما هي الشهادات والرسائل الإلكترونية التي تكشف عن العلاقة بين ترامب ومساعديه في البيت الأبيض ومستشاري ترامب في الخارج وقادة العصيان في الكونغرس يوم 6 كانون الثاني/يناير؟

ما هو دور إدارة الخدمات العامة في عرقلة عملية نقل السلطة، وما هي التغيرات في القانون الواجب عملها وتمنع عملية تأخير نقل السلطة كما حدث مع إدارة بايدن؟ وما هي الاتصالات التي تمت بين بيت ترامب الأبيض ومديرة إدارة الخدمات العامة إميلي ميرفي؟

ذكرت تقارير إخبارية أن اجتماعا عقده أعضاء في حكومة ترامب بمن فيهم وزير الخزانة ستيفن منوشين ووزير الخارجية مايك بومبيو لتفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي لعزل ترامب من الرئاسة. والسؤال ما هي طبيعة المداولات وما هي الأمور التي تم طرحها حول استقرار ترامب العقلي وصلاحيته لإدارة شؤون البلاد؟

ما هو الدور الذي لعبته قرارات العفو التي أصدرها ترامب عن حلفائه أو محادثاته معهم للتمسك بالسلطة؟

ما هي المحادثات التي تمت بين ترامب ونائبه مايك بنس؟ فقد قرر هذا رغم غضب الرئيس عدم التدخل في نتائج الانتخابات. وقال مدير طاقمه مارك سكوت إن بنس منع من دخول البيت الأبيض بناء على أوامر من ترامب على ما يبدو.

والسؤال الأهم والرئيسي، من الذي كان يدير الحكومة وسط ما وصفته الصحافة انفجاراته الغاضبة حول سرقة الانتخابات في وقت واصل فيه الفيروس القاتل الانتشار وتزايدت الوفيات والإصابات؟

وقال هاريس إن اتصال رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي يوم الجمعة برئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي تدعوه لمقاومة ضغوط ترامب لاستخدام الجيش أو القيام بمغامرة عسكرية ضد الأعداء، يجعل من الفترة الانتقالية من إدارة ترامب إلى بايدن الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة، وهو ما قد يكشف عنه تحقيق فيها. ولم تتطرق الأسئلة أعلاه إلى الفشل الأمني قبل وبعد وأثناء الهجوم على مقر الكونغرس وهو أمر متعلق بوزارة العدل وتحقيقاتها.

وتظل تصرفات ترامب هي الأكثر إثارة للخوف في المرحلة الانتخابية وكذا تصرفات أتباعه الذين تعتبر بعض تصرفاتهم غير قانونية. ولهذا السبب تعتبر المقارنة مع لجنة 9/11 ضرورية لأن هذه حصلت على تفويض لفحص والكشف عن مظاهر القصور والدروس التي يجب تعلمها من الأخطاء. ويعتبر هجوم ترامب على نتائج الانتخابات وزعزعة ثقة الرأي العام بها هجوما على نظام الحكم في أمريكا.