"يديعوت" تكتب: فرصة إيران للوصول إلى القنبلة النووية

الأحد 10 يناير 2021 05:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
"يديعوت" تكتب: فرصة إيران للوصول إلى القنبلة النووية



القدس المحتلة /سما/

صحيفة "يديعوت أحرنوت" – مقال افتتاحي بقلم: أليكس فيشمان

ليس واضحًا إذا كانت إدارة بايدن تُجري منذ الآن مفاوضات دبلوماسية سرية مع إيران من خلف ظهر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثلما فعلت إدارة أوباما في 2013.
 
في هذه الأثناء، على المستوى العلني، يتبادل الإيرانيون ورجال بايدن رسائل عنيفة.
 
أين إسرائيل في هذه القصة؟ عشية انتخابات، أزمة كورونا، حكومة مشلولة، مجتمع منهك اقتصاديًا، هل تستطيع إسرائيل أن تكرس مقدرات وطاقات لمواجهة التهديد النووي الإيراني الذي عاد ليلوح فوق رأسها؟ مشكوك في ذلك.
 
من السهل كبت التهديد وقبول النظرية في أن هذه خطوات تكتيكية إيرانية تجاه إدارة بايدن الجديدة، لغرض الوصول مع أوراق أقوى إلى المفاوضات التي يُفترض أن تعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
 
في الأول من كانون الثاني، عندما أعلنت إيران أنها ستسرع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20%، كان بوسعها أن تُقدر باحتمالية عالية بأن هذا سيكون مبررًا لهجوم أمريكي أو إسرائيلي. الخط الأحمر الحقيقي قبل هجوم عسكري على إيران هو استئناف المشروع العسكري الذي يجمع كل القدرات الإيرانية ويضعها في رأس متفجر نووي.
 
الإيرانيون، بقدر ما هو معروف، ليسوا هناك. ولكن لا أحد يعرف بيقين في أي مرحلة يوجدون. لقد تمت تصفية فخري زادة كي يتأخر المشروع العسكري. طالما لا يوجد دليل واضح على أن المشروع العسكري مجمد، فإن كل تغيير في سباق إيران لتحقيق قدرة نووية هو خطير للغاية من ناحية إسرائيل. ومنذ كانون الأول، عندما أقر البرلمان تسريع المشروع النووي كان يُفترض بالدبلوماسية الإسرائيلية أن تلتقط كل رافعة ضغط محتمل، ولكن من في العالم يجد الوقت والقوة للانشغال الآن بشكاوى إسرائيل؟ وعلى هذا بالضبط يُعوّل الإيرانيون. فهم في داخل هذا المشروع منذ 30 سنة وينتظرون فقط الفرصة التي يتعب فيها العالم كي يصلوا إلى القنبلة. بالنسبة لنا سيكون فات الأوان.
 
ابتداء من 31 كانون الأول عادوا للعمل في الخليج الفارسي ضد عبور الوقود إلى الغرب. عندما أعلن وزير الدفاع ميلر، بأن الولايات المتحدة تُسرع عملية انتشار قواتها البحرية في الخليج الفارسي، بدأ الإيرانيون ردًا على ذلك بخوض مناورات عسكرية، في ظل استعراض قدرات الطائرات غير المأهولة والصواريخ الجوالة.
 
الإيرانيون ليسوا أغبياء. فهم لن يهاجموا أهدافًا أمريكية كي لا يُعطوا ذريعة لترامب ليهاجم. وهم يرون منذ الآن أمام ناظريهم البازار الفارسي الذي أداروه مع قيادة بايدن، تلك القيادة التي كانت شريكًا وملتزمة باتفاق أوباما النووي. وعليه، فإنهم يدخلون الآن العنزات، مثل تخصيب اليورانيوم إلى 20% كي يتمكنوا من أن يخرجوها ويحافظوا بالمقابل على الأوراق الهامة لهم.
 
إن يوم أداء بايدن اليمين القانونية يجب أن يجد إسرائيل جاهزة للتصدي لمسألة بدء مفاوضات لاتفاق نووي جديد من شأنه أن يُبقيها، مرة أخرى، خارج الصورة. فهل يمكن الاعتماد على أن حكومة انتقالية عشية الانتخابات ستكون قاطعة بما يكفي حيال إدارة أمريكية جديدة؟