أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مساء اليوم (الثلاثاء) أن أكثر من نصف القوات الأمريكية سيكتمل انسحابها من العراق قريبا، مؤكدا أنه لن يسمح بأن يكون العراق ملعبا للصراعات الإقليمية والدولية وتصفية الحسابات.
وقال الكاظمي في كلمة بمناسبة عيد الجيش العراقي" إن ثمرة الحوار الاستراتيجي المتواصل مع الولايات المتحدة تم سحب دفعات من القوات الأمريكية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات".
وأضاف "لن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، ويجري جدولة إعادة انتشارهم خارج العراق بالكامل ضمن اتفاقات بين البلدين".
وأكد أن انسحاب القوات الأمريكية تأسس على ضوء جهوزية القوات العراقية، لحماية أرض العراق وصون كرامة شعبه.
وتابع " نجدد اليوم عهدنا إلى الشعب العراقي، بأننا لن نسمح باختطاف القرار الوطني العراقي من أية جهة كانت، ولن نخضع للمزايدات السياسية والانتخابية، وأن قراراتنا تنطلق من مسؤوليتنا الوطنية".
ومضى يقول "أن صون سيادة العراق وأمنه وسلامة دولته هو قرار عراقي بامتياز، تفرضه ضرورات العراق ومصالحه أولا وأخيرا، ولن يكون العراق ملعبا للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول".
وشدد على أن سيادة العراق على كل شبر من أرضه لن تكون مجرد شعار للتداول السياسي، إنما فعل ملموس.
ودعا جميع الكتل السياسية إلى الحوار والتعقل قائلا " في الآونة الأخيرة شهدنا تصريحات متشنجة من كل الأطراف، أهيب بالجميع الالتزام بالمصلحة الوطنية واعتماد لغة الحوار وبث روح الأمل لدى الشعب العراقي.
وتأسس الجيش العراقي في السادس من يناير عام 1921 ، في عهد المملكة العراقية تحت ظل حكم الملك فيصل الأول، ليكون واحدا من أقدم الجيوش في المنطقة.
وكان يتواجد في العراق 5200 عسكري أمريكي لكن واشنطن سحبت قبل عدة أشهر أكثر من ألفي عسكري ليبقى نحو ثلاثة آلاف عسكري لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها والدعم الجوي في محاربة التنظيم المتطرف.
وأنشأت الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضد تنظيم داعش الإرهابي في أغسطس عام 2014 بمشاركة أكثر من 80 دولة ، حيث قدم الدعم الجوي واللوجستي والاستخباري للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم المتطرف فضلا عن عمليات التدريب والاستشارات العسكرية وتسليحها.
وتشهد المنطقة حاليا توترات بين واشنطن وطهران اللاعبين الرئيسيين في الساحة العراقية، ما دفع واشنطن إلى إرسال قاذفات (B-52) وغواصة نووية إلى مياه الخليج بسبب ما وصفته بـ"احتمال هجوم إيراني في الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد " فيلق القدس" قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وهناك تخوف لدى الشارع العراقي من تزايد التوترات والتهديدات بين طهران وواشنطن وحصول مواجهة بينهما على أرض العراق.