اعتصامان بالبيرة وطولكرم إسناداً للأسرى في ظل المخاطر المضاعفة بعد تفشي "كورونا"

الثلاثاء 05 يناير 2021 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
اعتصامان بالبيرة وطولكرم إسناداً للأسرى في ظل المخاطر المضاعفة بعد تفشي "كورونا"



رام الله /سما/

نظمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، والاتحاد العام لعمال فلسطين، واتحاد النقابات العالمي، اليوم، اعتصاماً إسنادياً للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة.

وأوضحت الهيئة أن هذا الاعتصام يأتي بالتزامن مع الحملة الدولية التي أطلقها الاتحاد العام لعمال فلسطين، بالتعاون مع اتحاد النقابات العالمي، دعماً وإسناداً للأسرى الفلسطينيين، لا سيما الأطفال منهم.

وخلال الاعتصام أوضح اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن هذه الوقفة التضامنية مع الأسرى مختلفة عن الوقفات الأخرى، فقد تم تنظيمها بدعوة من جورج مافريكوس، الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، والاتحاد العام لعمال فلسطين، وذلك للإعلان عن التضامن والحراك الشعبي مع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.

وتابع أبو بكر في كلمته أنّ عام 2020 كان من أسوأ الأعوام التي مرت على أبناء الشعب الفلسطيني، فهناك المخططات الأمريكية ومشاريع ضم الضفة والأغوار الفلسطينية، والإجراءات الاستيطانية التي لا تنتهي، وإجراءات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، إضافة إلى إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية المجحفة بحق الأسرى في ظل جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل إلى الأسرى عبر السجانين والممرضين العاملين في المعتقلات.

وأكمل أبو بكر أن الأمم المتحدة كانت قد وجهت رسالة لدولة الاحتلال تطالب فيها بوجوب تزويد الأسرى باللقاح ضد فيروس كورونا، لكن المستوطنين تقدموا بشكوى لما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بمنع الأسرى من تلقي التطعيمات ضد فيروس (كورونا)، لذلك طالب اللواء أبو بكر خلال الوقفة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بتزويد الأسرى باللقاح ضد فيروس "كوفيد- 19"، لكن بوجود لجنة طبية محايدة تشرف على إعطاء اللقاح لهم وتتابع أوضاعهم الصحية.

وتحدث أبو بكر في كلمته عن الأسير جبريل الزبيدي، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري التعسفي، وعن أضاع الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال، الذين بلغ عددهم 700 أسير، وعن الظروف المأساوية التي تعيشها الأسيرات داخل معتقل "الدامون" وقسم المعبار في "هشارون".

بدوره، قال الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وممثل القوى الوطنية والاسلامية بمحافظة رام الله والبيرة: إن الأسرى يتعرضون لسياسة عدوانية متصاعدة من قبل إدارة معتقلات الاحتلال، لاسيما مع انتشار وباء (كورونا) بين صفوف أبناء الحركة الأسيرة، فالأمر مرشح لكارثة بعد تزايد الإصابات إلى أكثر من 184 إصابة.

وطالب أبو يوسف مؤسسات المجتمع الدولي بالتحرك السريع لمحاكمة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ومواصلة الفعاليات والوقفات الإسنادية التي تؤكد التفاف أبناء الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى ونضال شعبنا.

من جانبه، قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير: إن قضية الأسرى باتت تواجه تحديات كثيرة، فهناك سياسة الإهمال الطبي المتعمد وجائحة كورونا والارتفاع بأعداد المصابين بهذا الفيروس بين صفوف الأسرى، وإضافة إلى ذلك هناك قوانين الكنيست العنصرية التي تكشف استهدافها لقضية الأسرى وتجريم النضال الفلسطيني.

كما وجه فارس في كلمته تحية للأسير المضرب جبريل زبيدي، وللأسير كريم يونس الذي يدخل يوم غد عامه الـ39 في سجون الاحتلال.

بدوره، تحدث أمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، عن الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأسرى القابعون في 23 سجناً ومركز توقيف إسرائيلية، وما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة وإهمال طبي متعمد خاصة مع الانتشار الواسع لفيروس "كورونا" بين صفوف أبناء الحركة الأسيرة.

من جانبه، تحدث سليم حمدان، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال فلسطين، عن تفاصيل الحملة الدولية التي يطلقوها للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين بشكل عام والأسرى الأطفال بشكل خاص، موضحاً أن هذه الحملة تحمل شعار (الحرية حقنا...ولنا فيها وطن).

وأضاف حمدان: إن هذه الحملة تم إطلاقها بتاريخ الأول من كانون الثاني من هذا العام، وسيتم من خلالها تنظيم فعاليات عدة في عدد من الدول، وسيتم إرسال رسائل ومذكرات للهيئات الدولية والسفارات، وستكون حملة تواقيع دولية لنصرة الأسرى، إلى جانب ذلك سيتم عقد مؤتمر دولي يضم الاتحادات العمالية الدولية عبر تقنية (زوم) للحديث بشكل تفصيلي حول معاناة الأسرى البواسل، لا سيما الأطفال منهم داخل أقبية الاحتلال.

واختُتم الاعتصام بتسليم رسالة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مؤسسات الأسرى والاتحاد العام لعمال فلسطين واتحاد النقابات العالمي، يوضحون فيها تفاصيل الحملة الدولية التي أُطلقت مناصرةً للأسرى داخل المعتقلات، ويطالبون فيها ببذل الجهود للعمل على إطلاق سراح الأسرى البواسل بشكلٍ عام، والأسرى الأطفال بشكل خاص.

من الجدير ذكره أن تم أيضاً اليوم الثلاثاء تنظيم وقفات تضامنية أُخرى مع الأسرى، من قبل الاتحاد العام لعمال فلسطين فرع لبنان، وفرع طولكرم وفرع غزة، وجاءت هذه الوقفات بالتزامن مع الاعتصام الإسنادي الذي أُقيم أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة.

اعتصام في طولكرم..

نظم قبالة مقر الصليب الأحمر بطولكرم اعتصام تضامني مع الاسرى في سجون الاحتلال، وخصص للتضامن مع الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، وذلك ضمن مبادرة أطلقها الاتحاد العام لعمال فلسطين تحت شعار "الحرية حقنا.. ولنا فيها وطن"، بالتنسيق مع اتحاد النقابات العالمي، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى.

وشارك في الاعتصام محافظ طولكرم عصام أبو بكر ونائب الأمين العام لاتحاد عمال فلسطين مي أبو عليا، ورئيس بلدية طولكرم المهندس محمد يعقوب، وممثلو المؤسسة الأمنية وفصائل العمل الوطني وفعاليات المحافظة وعدد كبير من ممصلي الهيئات والمؤسسات وأهالي الأسرى.

وأكد محافظ طولكرم عصام أبو بكر حالة التضامن الدائمة مع الأسرى في سجون الاحتلال، مشيراً إلى المخاطر والظروف الصعبة التي يتعرض لها الأسرى، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا وإصابة عدد من الأسرى، ورفض إدارة سجون الاحتلال تقديم اللقاحات اللازمة، إضافة إلى سجل كبير من الاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى.

وشدد المحافظ أبو بكر على أن القيادة ممثلةً بالرئيس محمود عباس (أبو مازن) تضع قضية الأسرى على رأس الأولويات، من خلال التحرك على المستوى الدولي والدبلوماسي للإفراج عن الأسرى، ووقف جميع الانتهاكات وما يتعرضون له، مشيراً إلى أهمية دعوة الاتحاد العام لعمال فلسطين والشركاء لتنظيم هذه الوقفة التضامنية مع الأسرى التي تأتي تقديراً لمكانة الأسرى ودورهم المحوري في القضية الفلسطينية، مشيراً إلى حالة التضامن والتقليد الأُسبوعي في طولكرم للوقوف إلى جانب الأسرى في سجون الاحتلال.

وتحدثت مي أبو عليا عن مبادرة الاتحاد العام لعمال فلسطين واتحاد النقابات العالمي وجميع الشركاء والجهات المختصة ذات العلاقة، مستعرضةً مجموعة من المخاطر التي تهدد الأسرى، ومنها خطر فيروس كورونا، وغيرها من الانتهاكات اليومية، مؤكدةً التضامن والوقوف إلى جانب هؤلاء المناضلين، والتحرك من خلال اتحاد النقابات العالمي، واتحاد العمال لمناصرة الأسرى ودعمهم.

إلى ذلك سلم كل من المحافظ أبو بكر وأبو عليا رسالة للصليب الأحمر الدولي موجهة من الاتحاد العام لعمال فلسطين واتحاد النقابات العالمي والمؤسسات الشريكة، دعماً للأسرى، وتأكيداً على الوقوف إلى جانبهم وحمايتهم من جميع ما يهددهم من مخاطر، ومطالبة الصليب الأحمر بالتدخل لوضع حد لمعاناة الأسرى في سجون الاحتلال.