تناولت صحيفة “معاريف” العبريّة، مسألة المناورة الدفاعيّة الضخمة التي نفذّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أوّل من أمس الثلاثاء، معتبرةً أنّ ما جرى سابقة كبيرة في التعاون بين فصائل المقاومة الفلسطينيّة.
وأوضح الخبير العسكريّ الإسرائيليّ طال ليف – رام في تحليله الذي جاء تحت عنوان:”عضلات حماس”، أنّ التوتر يتواصل مع غزة، وحقيقة إطلاق عدة صواريخ من القطاع خلال الأيام الماضية، يلوح إلى تصاعد التوتر الأمني في الجنوب، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي، فعلى مدى أشهر لم تطلق صواريخ من غزة، كما أكّد.
وزعم المحلل العسكريّ الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادره الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب، زعم أنّ الأحداث الأخيرة تأتي على خلفية الإبطاء في المفاوضات بين إسرائيل وحماس والتي تجري بواسطة المصريين، في محاولة للتقدم في موضوع الأسرى وتسوية طويلة المدى.
وطبقًا لأقواله فإنّ المحافل الأمنيّة في تل أبيب تُقدّر أنّه في ظلّ الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع (المحاصر منذ نحو 11 عامًا)، وتفشي وباء كورونا والانتخابات في إسرائيل، يوجد احتمال لتصعيد التوتر في الجنوب في الفترة القريبة القادمة، كما قال.
وعلى خلفية هذه الأحداث، أوضحت المصادر ذاتها، أنّ حماس تنقل لإسرائيل رسائل هجومية، من خلال مناورة كبيرة دفاعية أجريت في القطاع، حيث شارك في مناورة “الركن الشديد” إلى جانب حماس والجهاد الإسلامي العديد من التنظيمات الفلسطينية.
وشدّدّ المحلل على أنّ الحديث يجري عن إحدى المناورات العسكرية الأكبر التي تجرى في القطاع في السنوات الأخيرة، وهي بقدر كبير سابقة، في سياق التعاون بين فصائل المقاومة في القطاع، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ دولة الاحتلال تُتابِع المناورة التي تضمنت إطلاق وابل من الصواريخ نحو البحر، وطائرات غير مأهولة لحماس شاركت في المناورة، كما أجريت أنشطة للكوماندوز البحريّ، طبقًا لأقواله.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، لفت المحلل إلى أنّه إلى جانب محاولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة الوصول إلى تقدم سياسي في غزة، فقد نفذوا في الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة مناورات كبرى، واستكملوا الخطط في حالة التصعيد في القطاع.
ومن الجدير بالذكر أنّه تمّ يوم أمس الأوّل، الثلاثاء، أوّل وأوسع مناورة دفاعية بالذخيرة الحيّة، شاركت فيها كافة أجنحة المقاومة العاملة على أرض القطاع المحاصر منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، وخلال المناورة تمّ إطلاق عدّة رشقات صاروخية تجاه البحر إيذانًا ببدء فعاليات المناورة التي انطلقت نحو العاشرة والنصف صباحًا واستمرت مساء الثلاثاء، وحلقت في أجواء القطاع طائرات بدون طيّار للمقاومة، وأجريت تدريبات عسكرية متنوعة في البرّ والجوّ والبحر، كما أكّدت فصائل المقاومة في القطاع، والتي شاركت في هذه المناورة.
يُشار إلى أنّ الحرب الأخيرة ضدّ قطاع غزّة شنّها الاحتلال في صيف العام 2014 واستمرّت 51 يومًا، لم تتمكّن خلالها إسرائيل من حسم المعركة أوْ الـ”قضاء على حماس”، كما تعهدّت، ومنذ ذلك الوقت يلعب الطرفان وفق قواعد لعبة جديدة، وتستمّر الدولة العبريّة بالتهديد في اجتياح القطاع واحتلاله والقضاء على سلطة حماس، ولكنّ التهديدات لم تخرج إلى حيّز التنفيذ لأسبابٍ عديدةٍ أهمّهما أنّ سلاح البريّة الإسرائيليّ يخشى من وقوع عدد كبير من القتلى، على وقع تنامي قوّة المقاومة، كمًا ونوعًا.


