نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لروث مايكلصن تحدثت فيه عما أسمته “دبلوماسية اللقاح” التي جعلت مصر تتبنى اللقاح الصيني لمكافحة فيروس كورونا.
وأشارت إلى إن اللقاح الصيني لا توجد معلومات واسعة تشير إلى نجاعته مقارنة باللقاحات التي تستخدم الآن في الدول الغربية، مثل بيونتيك- فايزر وموديرنا، وأخيرا أسترازينيكا- أوكسفورد.
وقالت الصحيفة إن وزارة الصحة المصرية عندما دعت الأطباء للتطعيم ضد كوفيد-19 لم تشر إلى أن الدعوة هي للتجريب، ولكنها أكدت لهم أن اللقاحين ضد الفيروس اللذين طورا في “ناشونال بيوتيك جروب”، وهي جزء من شركة كبرى تملكها الدولة “سينوفارم” لا يسببان آثارا جانبية “فقد تلقت وزيرة الصحة اللقاح اليوم، وأمرت كل الأطباء بالتطعيم والراغبين من العمال الصحيين”.
وقال طبيب في مستشفى حكومي، إن الكثيرين شعروا بالشك، و”عندما تلقيت مع زملائي الرسالة، لم يشارك أي منا لأننا لا نثق به” وأضاف أن “هناك عدم ثقة” من نهج الحكومة في التعامل مع الوباء واللقاحات. ووصف طبيب لا يمكن الكشف عن هويته خوفا على حياته، الحملة الدعائية للدولة والتي ظهر فيها ممثل معروف وهو يذهب إلى عيادة لكي يتلقى اللقاح في وقت “تحاول فيه الدعاية الحكومية رفع معنويات الناس”. وشارك في النهاية بتجريب اللقاح 3.000 متطوع مصري، وهو نصف العدد الذي كان يريده الباحثون. وكان هذا في شهر أيلول/ سبتمبر.
وأعلنت الحكومة هذا الأسبوع عن خطط لتطعيم عمال الصحة بهدف توفير 10 ملايين حقنة من اللقاح الصيني. وقال الطبيب: “هناك مفاضلة بين مخاطر الفيروس الذي ينتشر بسرعة ومخاطر لقاح لا يوثق به ولا توجد حوله بيانات تدعمه”.
وتشير الصحيفة إلى أن غياب الشفافية من الصين حول المراحل النهائية من تجريب اللقاح أثارت القلق، ولكنها تقوم وبثقة بالتعامل مع اللقاح ودفع “دبلوماسية اللقاح”، مستخدمة فيها الخيارات الرخيصة التي تقدمها وتوفرها لبناء جسور مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضيف أن لقاحي سينوفارم يقدمان حلولا جذابة للدول التي تحتاج عناية من كوفيد-19. وحتى بدعم من تحالف اللقاح “غافي” تحتاج هذه الدول إلى مساعدات إضافية لمساعدة مواطنيها وستواجه الكثير منها مصاعب. وبالنسبة للصين فلقاحا سينوفارم يمثلان فرصة إضافية لتقوية العلاقات واستخدام قدرات الشرق الأوسط التصنيعية والتوزيع.
وتعتبر جزءا من دفعة في المغرب والإمارات والبحرين ومصر حيث منحت استخدما طارئا، خاصة عمال الخطوط الأمامية وقبل نهاية الفترة التجريبية السريرية. وقالت مصر في السابق إنها تريد أن تكون مركز اللقاح الصيني في أفريقيا، مع أن سينوفارم قالت إنها تخطط لبناء مصنع في المغرب العام المقبل. ومنحت الإمارات مصر 100.000 حقنة في محاولة منها لأنها تكون مركزا لوجيستيا عالميا للتوزيع.
وكانت الإمارات أول دولة في العالم تسجل اللقاح الصيني، وقالت إن فعالية واحد من اللقاحات الذي اعتمد على عينة من فيروس كورنا غير النشط وصلت إلى 86%. وأعلنت البحرين عن خطتها الخاصة وقامت بطريقة منفصلة بالمصادقة على واحد من لقاحي سينوفارم.
وقالت الشركة الصينية مع شريكتها الإماراتية “جي 42” إن 45 ألف شخص شاركوا في المرحلة الثالثة لفحص فعالية وسلامة اللقاح الصيني، مع أن سينوفارم لم تنشر معلومات أو بيانات بعد.
ولعل واحدا من ملامح الإقبال على اللقاح الصيني يكمن في تخزينه بدرجة حرارة ما بين 2-8 درجة مئوية، مقارنة مع لقاحات “أم أر أن إي” التي تحتاج لدرجات تخزين باردة.
وقالت تشارلي ويلرز، مديرة مؤسسة ويلكوم للقاحات، إن الأنظمة الصحية في هذه البلدان لديها أنظمة تخزين لقاحات بدرجات تتراوح ما بين 2-8 درجة مئوية. مشيرة إلى أن التخزين بدرجات حرارة -70 درجة مئوية تحت الصفر تمثل تحديا لوجيستيا، ليس للدول ذات الدخل المتوسط أو المتدني فقد، ولكن لأي دولة.
وأعلن مدير شركة سينوفارم، ليو جينغجين، قبل فترة أن مليون شخص تلقوا اللقاحين، وقال: “لم نتلق أي تقرير عن ردود فعل خطيرة وبعضهم كان لديه أعراض خفيفة”.
وأكدت ويلر أن أي لقاح يتم استخدامه في ظل الطوارئ لا يعتبر جزءا من التجارب السريرية. و”لهذا السبب هناك حاجة للتجارب السريرية وعلينا تحليل وفهم فعالية وسلامة أي لقاح، وسمعنا أن الكثير من الناس تلقوا اللقاح ضمن الاستخدام الطارئ وخارج التجارب السريرية. ولكن حتى نحصل على البيانات السريرية فلن نحصل على معلومات جديدة من الأفراد خارج في الخارج” حسب قولها.
وخلال الصيف، التُقطت صور لقادة المنطقة وهم يتلقون اللقاح بمن فيهم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم وولي عهد البحرين. وقال طبيب بمستشفى في العاصمة البحرينية المنامة: “نقوم بعمل جيد وكل واحد لديه أمل” و”هناك الكثير في البحرين حتى ولي العهد شاركوا بالتجارب وهي تجربة جيدة في النهاية. ويمكنني القول على الأقل أنني ساعدت”. وأضاف: “لن أقول إن هناك سياسة في الموضوع، وأقول إن كل واحد يريد نهاية كوفيد-19 وكلنا في نفس القطار كبار أم صغار”.
وبدأ المغرب بتطعيم سكانه بعد تجربة للقاح سينوفارم شارك فيها 600 متطوع، ويأمل بتوفير اللقاح لـ70% من سكانه، وحصل على عقد آخر مع شركة أسترازينيكا.
وقالت مديرة الأدوية في وزارة الصحة المغربية بوشارة ميداح، إن “غالبية اللقاحات التي ستوزع هي من لقاحات سينوفارم” و”لكن المغرب لا يزال يتفاوض للحصول على أنواع اخرى من اللقاحات ولا نعرف كيف تدعم الأنواع الأخرى بعضها البعض”.
وأضافت أن المغرب فضّل اللقاحات الصينية نظرا لاستخدامها عينات من فيروس كورونا غير النشط، وليس تكنولوجيا “أم أر أني إي”. مشيرة إلى أن هذه الطريقة في تطوير اللقاحات استخدمتها الإنسانية لسنوات طويلة. وهي طريقة معروفة وسليمة. وقالت: “هذا اللقاح سيعزز من الشراكة التاريخية بين المغرب والصين”. و”نحن نفكر في إنقاذ الحياة مما يعني البحث عن اللقاح في أي مكان”.