توقع خبير عسكري إسرائيلي أن يواجه جهاز "الموساد" مرحلة أكثير تعقيدا في المستقبل، لا سيما مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى السلطة.
وأوضح الخبير يوآف ليمور، في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "عام 2020 كان هادئا نسبيا من الناحية الأمنية، فقد شهدت الجبهات الأربع الساخنة المباشرة أقل توترا وعنفا من أي وقت مضى، وهي قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان؛ بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما بفعل انتشار جائحة كورونا، التي أسكتت العالم من حولنا".
وأضاف أن "الفلسطينيين في الضفة وغزة يخشون الوباء، ولبنان محطم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وساعدت سلسلة من الأحداث الداخلية، أبرزها انفجار مرفأ بيروت، بكبح جماح حزب الله، وسوريا أقل تأثرا من كورونا، لكنها منخرطة بشؤونها، وغير مهتمة باشتباكات يصعب تعافيها من الحرب".
وأوضح أن "الولايات المتحدة قدمت مساهمة كبيرة بتهدئة هذه الجبهات، عندما وجهت ضربة قاسية لإيران بقتل قاسم سليماني أوائل العام، ما عطل بشكل كبير عملياتها لتأسيس وجود للمليشيات المسلحة في سوريا، وتسليح رعاياها بأسلحة متطورة".
وأشار ليمور إلى "إنجازات الموساد" في العام الحالي، إذ ضرب إيران من الداخل، عبر ثلاثة أعمال أساسية: تخريب مصنع لإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة في ناتانز، اغتيال قيادي بارز في القاعدة في طهران، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده".
وكشف النقاب أن "هذه الإجراءات أثارت النقاش حول القدرات العملياتية غير العادية التي يمتلكها الموساد، وهي قدرات تم بناؤها خلال العقد الماضي، وبدأت عقب اغتيال محمود المبحوح رجل حماس في دبي، وبعدها قرر الموساد تقليل المخاطر على عناصره المنتشرين في المنطقة، وطور القدرة على القيام بعمليات مماثلة بمساعدة "مرتزقة" يعملون لصالحه، دون ترك أي أثر".
وأشار إلى أن "هذه القدرة تحسنت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث أخذ يوسي كوهين رئيس الموساد جهازه إلى الحافة، وأحيانا أبعد من ذلك، بحثا عن أفعال من شأنها الإضرار بإيران، وتعطيل خططها، وفي هذا الصدد، كان عام 2020 مميزا بشكل خاص للجهاز: فقد وصل لمستويات تشغيلية، مع معرفة كيفية الاستفادة من مظلة الحماية الواسعة التي مدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتشمل إسرائيل، حيث طور علاقات ممتازة مع أقطاب الإدارة المنتهية ولايتها، خاصة وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أصبح صديقه الشخصي".
وأوضح أن "مساهمة الموساد لم ترق إلى الجانب التشغيلي فقط، بل حاز على نصيب أساسي في "التسونامي" السياسي الذي حل في المنطقة من خلال عمليات التطبيع العربية، بجانب مجلس الأمن القومي، المسؤول عن الاتفاقات مع السودان والمغرب، حيث قاد الموساد بناء العلاقات مع دول الخليج، التي جاءت تتويجا لعملية استمرت عدة عقود، وانتشرت في بلدان أكثر مما تراه العين".
وأكد أن "دور الموساد اتضح من خلال لقاء نتنياهو مع ولي العهد السعودي في مدينة نيوم الساحلية، بمشاركة كوهين، التي شملت زياراته إلى قطر وعمان ودول إسلامية أخرى، وكان يفترض أن ينهي فترة ولايته، ويتقاعد الأسبوع المقبل، لكنه وافق على طلب رئيس الوزراء تمديد ولايته لستة أشهر أخرى حتى يونيو، ومن المرجح أن يسعى للاستفادة منهم لمواصلة زخم الموساد، رغم أن الواقع سيكون أكثر تعقيدا".
وختم بالقول إن "دور الموساد سيكون أكثر تعقيدا مع إدارة الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن، وإمكانية استئناف المحادثات حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وستتضاءل بالتأكيد حرية عمل الجهاز، والعلاقة السياسية الحميمة التي أداها الجهاز في السنوات الأخيرة، وهذه ستكون مشكلة "د"، خليفة كوهين، المعين الأسبوع الماضي، وما يعني ذلك من تطلع كوهين للعمل في السياسة، ومواصلة الاستفادة من إنجازاته في الموساد".