رسالة جندي اسرائيلي لحكومته: لا تكرروا صفقة شاليط مع حماس!

الخميس 24 ديسمبر 2020 08:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
رسالة جندي اسرائيلي لحكومته: لا تكرروا صفقة شاليط مع حماس!



القدس المحتلة /سما/

يديعوت - بقلم: بن – درور يميني   "في اليوم الذي نفذت فيه صفقة جلعاد شاليط و1.028 فلسطينيا، (كثير منهم مع دم على الأيدي) ونالوا الحرية، تلقيت رسالة من مقاتل الوحدة البحرية، كان غاضباً… أعتقد أن هذا عار. “إذا وصلت لا سمح الله إلى وضع تختطفني فيه منظمة إرهابية، رجائي: لا تعقدوا المظاهرات أو المقابلات الصحفية ولا ترووا كم يؤلمكم الأمر، لا تنتجوا احتفالات ومهرجانات باسمي. كل تاجر مبتدئ يعرف أن ما هكذا تخفض الأسعار… لا أريد أن يعرف العالم كله من أنا وما اسمي، في الوقت الذي لا يتذكر أحد كيف يدعى الجندي الذي قتل إلى جانبي… لست مستعداً أن تصبح فكرة تحريري قدوة يحظر بعدها التفكير. لا أريد أن يكم الفم لكل من يتجرأ على التفكير بشكل مختلف. لا أريد أن تستخدمني وسائل الإعلام كي ترفع مستوى التغطية، لا أريد أن ينتج المغنون أغنية عني كي يحسنوا نتائجهم في غوغل… لا تصنعوا شعاراً من صورتي، لا تضيفوا وجهي إلى صورتكم على “فيسبوك”، ولا تصنعوا من ظلالي شعاراً. لا تستأجروا مكتب إعلانات كي تصمموا الرأي العام ورأي أصحاب القرار، لا تقيموا فرق إبداع وتسويق، ولا تقيموا قيادة ولا تعقدوا جلسات عمل مع ضيافة وعروض. لا تجروا “عصف أدمغة” ولا تنتجوا انجرافاً جماهيرياً… لا أريد أن تعد الأيام التي أمكث فيها، ولا تصدروا شارات وأعلاماً وربطات عنق وقمصان… فهذا يخفض احتمال خروجي، وينثر الرمل في عيون أصحاب القرار. أنا لست برنامجاً تلفزيونياً: لا أريد أن تلتقطوا صوركم مع أبي على سبيل الذكرى في الوقت الذين يتحرر فيه آلاف القتلة من أجلي. لا أريد أن ترفعوا علم “أزرق أبيض” في الوقت الذي يرفرف فيه علم أبيض في الهواء.

نشرت الرسالة بكاملها، في 2011، بعد أن تأكدت أن كاتبها هو جندي من لحم ودم تابع للوحدة البحرية. كان هذا مؤلماً لأنه تنبأ أيضاً بالمستقبل كنتيجة للتحرير الجماعي. فقد كتب في حينه يقول: “لا أريد أن تسمى الانتفاضة التالية على اسمي”.

أشعر بأنني مضطر للعودة إلى موضوع سبق أن تناولته قبل بضعة أيام، لأن هناك من يسعى لشطب الموضوع عن جدول الأعمال. وهذا يتضمن أناساً يتألمون. فقد وقفوا مؤخراً ضد النائب تسفي هاوزر، رئيس لجنة الخارجية والأمن، الذي “طالب باستبعاد تام للسجناء الأمنيين. قد نتوقع من منتخبي الجمهور – وبالتأكيد أولئك الذين ينشغلون بمسائل أمنية – أن يبدوا زعامة ويمتنعوا عن تصريحات غير دقيقة فيها ما يخلق تشوشاً في الجمهور بل وشللاً في اتخاذ القرارات المناسبة واللازمة”.

فليغفر لي أولئك الذين يبدأون حملة تحرير الجماعي للمخربين، مقابل اثنين اجتازا الحدود بإرادتهما إلى القطاع ونأمل أن يكونا لا يزالان على قيد الحياة، وجثماني مقاتلين آخرين. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بحملة أخرى من طرف واحد مثلما سبق أن حصل في حالة شاليط. نحن ملزمون بأن ننصت جيداً للمقاتل الذي فضل أن يكون مجهولاً. نحن ملزمون لأنفسنا بالحساب، وأن نذكر ونتذكر بأن إسرائيليين قتلوا على أيدي محرري الصفقة. كتبت يوم الجمعة بأنه قتل عشرة. فتلقيت ردود فعل غاضبة في أنه قتل أكثر. إذن نعم، نحن ملزمون لأنفسنا بهذا الحساب، كي لا نضطر إليه مرة أخرى وكي لا نحصي الجثامين التي تلقى أمام عيوننا مرة أخرى. وثمة احتمال أن ندخل إلى معركة انتخابات أخرى، بكل مفاسدها، وأنه على خلفية استئناف المحادثات مع حماس، فقد تكون صفقة تبادل جذابة على نحو خاص. فنحن رحيمون أبناء رحيمين. فليس مهماً ما يكون الثمن، عشرات المخربين أو المئات. سنقيم احتفالات لا تتوقف بالبث الحي والمباشر، وسنرى العائلات تدمع.

إذن الآن، وتحديداً الآن، ينبغي أن نحذر من صفقة أخرى كلها عار. وعلينا أن نذكر رسالة مقاتل الوحدة البحرية الذي يمثل مقاتلين آخرين. ومن أجل قدسية الحياة، ليست هناك حاجة لتحرير مخربين، حين يكون واضحاً مسبقاً أنهم سيتسببون بسفك دماء.