سيقلب موازين القوى ويغير وجه الشرق الأوسط.. تحالف سعودي تركي يلوح بالأفق

الإثنين 21 ديسمبر 2020 01:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
سيقلب موازين القوى ويغير وجه الشرق الأوسط.. تحالف سعودي تركي يلوح بالأفق



انقرة / وكالات /

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط ستدخل مع دخول العام الجديد مرحلة جديدة، قد تتغير فيها التحالفات المعهودة خلال الأعوام الأخيرة، إلى تحالفات جديدة قد تلبي تطالعات شعوب المنطقة، فيما بدأت ملامح تلك التحالفات تظهر على الواجهة ما بين فينة وأخرى وما بين تبادل للرسائل الايجابية خاصة بين الرياض وأنقرة، إضافة إلى جولات جس النبض ومد جسور التعاون.

كشفj تقارير أن تقاربا كبيرا بين السعودية وتركيا، وسط أنباء عن تشكيل تحالف قوي بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر وصفتها بالخاصة، أن “العلاقات التي زادت حدة توترها منذ مقتـ.ـل الصحفي جمال خاشقجي باتت أقرب للعودة لطبيعتها ما قبل الأزمة بحسب في ظل العقـ.ـوبات الأمريكية والأوروبية على تركيا”.

المؤشرات “الإيجابية” والتي رٌبطت بعملية التقارب كان أولها، مطلع نوفمبر الماضي، بتقديم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز التعزية بضحايا زلزال ولاية إزمير التركية، إضافة للإعلان عن مساعدات للمنكوبين في الزلزال، بتوجيهات منه.

ما سبق تبعه اتصال بين الملك السعودي والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قبل يوم من قمة العشرين التي استضافتها السعودية، في تطورٍ جاءت أهميته من كونه الوحيد الذي يجريه سلمان بن عبد العزيز مع رئيس دولة مشاركة في القمة.

   

وما هو أبرز من التطورين السابقين، لقاء ودي جمع وزيري خارجية السعودية، فيصل بن فرحان آل سعود، وتركيا ،ومولود جاويش أوغلو، الأمر الذي أعطى صورة أكثر وضوحا لوجهة نظر الطرفين، ولاسيما مع إشارة الأخير إلى أن بلاده تولي أهمية لعلاقاتها مع السعودية، معتبرا أن “الشراكة القوية بين تركيا والسعودية ليست لصالح البلدين فحسب، بل للمنطقة بأكملها”.

سجلت العلاقات الرسمية بين “المملكة العربية السعودية”، من جهة وبين الجمهورية التركية من جهة أخرى، مؤشرات عديدة توحي بتقارب قد يزيح الخـ.ـلافات المتراكمة منذ سنوات بين البلدين.

ويأتي هذا بالتزامن مع تغييرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة، وسط توقعات بكسر الجمود الدبلوماسي وحل الخـ.ـلافات بين البلدين.

ووفقاً لوكالة الأناضول التركية، فإن الرئيس أردوغان والملك سلمان “اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتطوير العلاقات الثنائية وإزالة المشـ.ـاكل بين البلدين”، بحسب وصفها.

والمخاوف من تبدلات سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط والسعودية وتركيا بشكل خاص، إلى جانب الدعوات الأمريكية لإيجاد حل سريع للخـ.ـلاف الخليجي الخليجي في إشارة إلى دول مجلس التعاون وقطر.

وخلال حملته الانتخابية أكد بايدن على سياسته تجاه تركيا والسعودية بما يخلط الأوراق السياسية والعسكرية في المنطقة، والتي تعيش صـ.ـراعـ.ـات مترابطة على جبـ.ـهـ.ـات ومحاور عديدة، ما جعل الأطراف تترقب بحذر لمآلات السياسة في البيض الأبيض.

غم أن المؤشرات الثلاثة وُضعت ضمن خانة التقارب بين أنقرة والرياض، إلا أنها وعلى الجانب المقابل لم تعطي أرضية واضحة للعلاقة المقبلة التي سيكون عليها الطرفان، خاصة وأنه عند الحديث عن السعودية وتركيا، فالمشاكل وحالة العداء بينهما لا ترتبط بملفات بسيطة، بل بسياسات خارجية وتحالفات معادية.

وعلى اعتبار أن ما تشهده العلاقة الحالية بين أنقرة والرياض يدفع إلى التقارب، فهو أمر تعاكسه ما تطرحه وسائل إعلام كلا الطرفين، والتي لم تطرح أي بادرة من شأنها أن توازي المؤشرات الإيجابية المذكورة.

جس نبض أم تقارب؟

وثمة رؤية أخرى طرحها مراقبون ومحللون أتراك، حين اعتبروا أن ما شهدته الأيام الماضية من المؤشرات “الإيجابية” بين أنقرة والرياض لا تصب في إطار تقارب كامل بينهما، بل هي عبارة عن عمليات “جس نبض” واستكشاف، من أجل الاستعداد لما ستكون عليه الأيام المقبلة، خاصة مع قدوم بايدن، الذي كان قد وجه رسائل تهديد لكل من تركيا والسعودية في أثناء حملته الانتخابية.

عضو حزب العدالة والتنمية، باكير إيتيجان، أكد أن التقارير التي تتحدث عن عمليات تقارب بين أنقرة والرياض صحيحة، معتبرا أن “تركيا والشعب التركي من جهة والشعب السعودي وشعوب المنطقة من جهة أخرى من مصلحتهم هكذا تقارب، ليس فقط من أجل اليوم، بل من أجل المرحلة المقبلة والمستقبل”.

ويقول عضو الحزب في تصريحات لـ “موقع الحرة”: “تركيا شعبا وقيادة تسعى جاهدة إلى بناء علاقات جيدة مع دول المنطقة، بالرغم من الخلافات في وجهات النظر والمشاكل التي تعانيها هذه الدول مع بعضها البعض”.

وفي مطلع حديثه طرح إيتيجان عدة أمثلة يمكن ربطها بحال اليوم، مشيرا إلى أن تركيا وإيران على سبيل المثال لا تجمعهما ومنذ مئات السنين أي علاقة، لكن أنقرة تتبنى علاقات حفظ الجوار للحفاظ على علاقتها مع الشعب الإيراني، وهي سياسة تنطبق على اليونان وعلى سوريا أيضا.

ويضيف عضو حزب العدالة والتنمية أن أنقرة والرياض تدفعان باتجاه التقارب بشكل مباشر، دون وجود وسطاء لذلك، لافتا إلى أن “الطرفان يدركان أن مواصلة العلاقات تكون لخدمة الشعبين، لذلك أخذوا قرار الاستمرار في الاتصالات، والجلوس للحوار مرة ثانية”.

وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من السير باتجاه التقارب، يشير إيتيجان إلى أن السعودية غير قادرة أن تأخذ قرارات لوحدها في المنطقة، لذلك لابد أن تتأثر من الضغوط الإماراتية والمصرية وحتى من إسرائيل، سواء الآن وفي الأيام المقبلة.

ويتابع عضو الحزب: “لذلك علاقات جيدة مع تركيا والسعودية على المدى القصير غير ممكنة، لكن لا بد منها على المدى الطويل، على الرغم من الضغوط التي ستكون من الدول المذكورة، كالإمارات وإسرائيل ومصر”.

ووصلت الخـ.ـلافات بين أنقرة والرياض إلى مقاطعات تجارية وحملات شعبية تدعو إلى المقاطعة الرسمية بين الطرفين.

الأمر الذي لم تعلق عليه السلطات الرسمية في ظل وجود تبادلات تجارية وعلاقات مختلفة تجمع البلدين منذ عقود.

ويربط المحللون التقارب بين الطرفين بالسياسة الجديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي من المتوقع أن ينسف سياسة ترامب في الشرق الأوسط.

المصدر: الحرة ووسائل إعلام ووكالات