قبل عدة أشهر، وافقت إسرائيل على تعليق تنفيذ خطة فرض السيادة على مستوطنات الضفة وغور الأردن، بشكل مؤقت، كجزء من اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن حركة "السيادة الإسرائيلية" أطلقت حملة جديدة لتشجيع الحكومة على تطبيق خطة الضم وفرض السيادة بدءًا من غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب الصحيفة، أطلقت الحركة حملتها في اليوم الأول من عيد "الأنوار" (حانوكا)، حيث تعاونت مع المجلس الإقليمي لوادي الأردن، إلى جانب عدة منظمات أخرى، لاستضافة حدث افتراضي بعنوان "إنارة السيادة على وادي الأردن"، كما شارك أكثر من ثلاثين وزيرًا وعضو كنيست.
وقالت المؤسس المشارك لحركة السيادة الإسرائيلية، نادية مطر: إنه "في حين أن هناك من يُشجع على التخلي عن السيادة نتيجة جائحة كورونا أو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقبلة، فإننا نعتقد عكس ذلك تمامًا؛ حان الوقت الآن لإثارة قضية فرض السيادة أكثر من أي وقت مضى".
وأضافت مطر أن "الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أنه يجب تطبيق السيادة على غور الأردن، والآن بعد أن أثار اليسار مرة أخرى قضية حل الدولتين، يجب أن يكون التركيز على تطبيق السيادة".
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن استطلاعات رأي أظهرت أن أكثر من 56% من الجمهور الإسرائيلي يُفضل تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ومنطقة شمال البحر الميت، بينما يعتقد 80% من الإسرائيليين الذين يعتبرون أنفسهم ناخبين يمينيين أن على إسرائيل أن تُعجل بتطبيق السيادة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد نحو 48٪ من الإسرائيليين أنه يجب اتخاذ هذه الخطوات على الفور قبل انتهاء فترة إدارة ترامب الشهر المقبل.
من جهته قال رئيس الائتلاف الحكومي من حزب "الليكود" ميكي زوهار، معلقًا على الحدث: "أعتقد أنه يجب على إسرائيل العمل من أجل تطبيق السيادة على غور الأردن وأيضًا اغتنام الفرصة لدفع تطبيق السيادة على العديد من المستوطنات في الضفة الغربية، إن لم يكن كلها. إنها فرصة قد لا تأتي مرة أخرى"، وفق تعبيره.
وأكد زوهار أنه يعمل حاليًا مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن هذه المسألة خلال الأيام الأخيرة لإدارة ترامب.
وأضاف أنه لا يعتقد أن إسرائيل بحاجة إلى تنسيق مثل هذه الخطوات مع السلطة الفلسطينية.
كما أعرب زوهار عن معارضته لإقامة دولة فلسطينية، قائلًا: إن "مثل هذا الكيان لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإرهاب في المنطقة"، على حد تعبيره.
بدوره، عبّر الباحث الإسرائيلي في معهد "بيغن السادات" للدراسات الاستراتيجية، الميجر جنرال احتياط غيرشون هكوهين، عن دعمه لفرض السيادة على مستوطنات الضفة وغور الأردن، مشددًا على الأهمية الأمنية لوجود إسرائيل الدائم في الضفة الغربية وغور الأردن".
وأضاف هاكوهين أنه "من المستحيل حماية السهل الساحلي الصغير المزدحم لإسرائيل، حيث يعيش غالبية الإسرائيليين من الخضيرة في الشمال إلى جديرة في الجنوب، والتي يتراوح عرضها عند نقاط بين 15 و20 كيلومترًا (تسعة إلى 12 ميلًا) فقط، دون وجود إسرائيلي في الجبال من فوق".
وأشار هاكوهين إلى إنه عندما انسحبت إسرائيل من غزة عام 2005 "أصبحت المنطقة تشكل تهديدًا استراتيجيًا من حركة حماس ضد إسرائيل، وسيكون الأمر أسوأ بكثير إذا غادرنا هذه المنطقة".
ودعا هاكوهين الإسرائيليين إلى التفكير في ترك المنطقة الساحلية المزدحمة للاستقرار في الضفة الغربية وغور الأردن، قائلًا: إن وجودهم مع الحماية العسكرية الإسرائيلية هناك هو المفتاح لحماية بقية البلاد"، وفق تعبيره.