تسبب سماعات الرأس المزودة بالأسلاك عادة إزعاجا كبيرا للمستخدم بسبب انزلاق السلك من سماعة الرأس الموضوعة على الأذن أو من المقبس بالهاتف الذكي، أو بسبب صدور أصوات تشويش وضجيج عند استعمالها.
ويمكن للمستخدم تجنب كل هذه المشكلات عن طريق استعمال سماعات الرأس اللاسلكية المتوفرة في أسواق الإلكترونيات منذ مدة طويلة، التي تعتمد على تقنية البلوتوث بدل الأسلاك.
يقول فيليكس فليشمان، من معهد فراونهوفر الألماني للدوائر المتكاملة "تشير أبحاثنا إلى أن الأسواق تمضي قدما نحو سماعات الرأس اللاسلكية"، ودائما ما يشير مصطلح "ترو وايرليس" (True Wireless) إلى سماعات الرأس التي توضع مثل سدادات الأذن.
وتوفر سماعات الرأس الصغيرة العديد من الوظائف المتطورة، وليس مجرد تشغيل الصوت بجودة فائقة النقاء، حيث تتضمن النماذج الفاخرة حاليا ميكروفونات، ومعالجات لإلغاء الضوضاء النشطة ومنع الضجيج المزعج أثناء ركوب القطارات أو أثناء الوجود في المطارات أو السير في الشوارع والطرق المزدحمة.
مدة تشغيل البطارية
وهناك بعض الأمور التي يجب على المستخدم مراعاتها عند شراء سماعات الرأس اللاسلكية، منها مدة تشغيل البطارية وجودة الصوت ومدى ثبات سماعة الرأس في الأذن إلى جانب العوامل التقنية الأخرى.
ويشير هارتموت جيزلمان، من مجلة "الحاسوب شيت" (c’t) الألمانية، إلى أن النموذج الذي يناسب شخصا ما ليس بالضرورة أن يتناسب مع بقية الأشخاص، ولذلك لا يمكن الاعتماد على اختبارات المقارنة، بل ينبغي أن يقوم كل شخص بتجربة سماعة الرأس من حيث راحة الاستعمال وثباتها في الأذن.
ثبات السماعة
يتعين على المستخدم في جميع الأحوال التحقق مما إذا كانت السماعة تستقر بثبات في أذنه، وأكد فيليكس فليشمان أن ثبات سماعة الرأس في الأذن يوثر جدا في جودة الصوت. ومن العوامل الحاسمة أيضا عدم وجود تسريب صوتي، حيث ينبغي أن تغلق السدادات قناة الأذن تماما، وإلا سيؤدي ذلك إلى تدهور الترددات المنخفضة وسرعان ما تبدو سماعة الرأس صاخبة.
وأوضحت الاختبارات وجود اختلافات كبيرة في جودة الصوت بين النماذج المختلفة، حيث يؤكد النموذج عادة على النغمات العميقة أو الحادة. وأضاف هارتموت جيزلمان قائلا "يعد التركيز على النغمات العميقة من الأمور العصرية حاليا، غير أن ذلك يطغى على التفاصيل عند تشغيل الموسيقى".
وتعد مدة تشغيل البطارية من العوامل المهمة الأخرى عند شراء سماعات الرأس اللاسلكية، وتشحن بطارية سماعات الرأس إما عن طريق سلك "يو إس بي" (USB) أو عن طريق البطارية المدمجة في صندوق النقل المرفق مع سماعة الرأس اللاسلكية.
وظيفة إلغاء الضوضاء
ويتعين على المستخدم أن يضع في اعتباره أن سماعات الرأس اللاسلكية المزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء تأتي بتكلفة أعلى بكثير من سماعات الرأس اللاسلكية المعتادة، وينصح الخبير الألماني هارتموت جيزلمان الأشخاص كثيري السفر والترحال بشراء سماعات الرأس اللاسلكية المزودة بوظيفة إلغاء الضوضاء.
ومع ذلك قد تقوم التقنيات بإصدار ضوضاء بسيطة، مما يخلق شعورا قويا بالعزلة عن العالم المحيط، ويؤدي إلى الشعور بعدم الارتياح لدى بعض الأشخاص.
ويرى هارتموت جيزلمان أن البطء الكبير في نقل الصوت لا يزال يمثل مشكلة عامة في سماعات الرأس المزودة بتقنية البلوتوث، وغالبا ما يتجاوز زمن الاستجابة 200 ميلي ثانية، ومن ثم لا تتناسب سماعات الرأس اللاسلكية مع إنتاج الموسيقى، كما أنها قد تؤثر في تزامن الصوت والصورة عند مشاهدة مقاطع الفيديو.