"أونافو" الإسرائيلية زودت "فيسبوك" بقدرات تجسس على مستخدميها

الأحد 13 ديسمبر 2020 12:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
"أونافو" الإسرائيلية زودت "فيسبوك" بقدرات تجسس على مستخدميها



وكالات / سما /

تضطلع شركات هايتك إسرائيلية عديدة بعمليات تجسس على مستخدمي شبكة الانترنت. والمثير في هذا السياق أن كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، وفي مقدمتها "فيسبوك"، تستخدم الشركات الإسرائيلية خاصة وأن مؤسسيها هم في الغالبية الساحقة من الحالات من مسرحي الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والمدربين على شن هجمات سيبرانية.

إحدى هذه الشركات هي "أونافو"، التي أسسها الجنديان الإسرائيليان غاي روزين وروئي تيغر، في العام 2011، بعد تسرحهما من الوحدة 8200، وباعا الشركة وبرامجها لـ"فيسبوك" مقابل 150 مليون دولار، في العام 2013. و"أونافو" كانت مؤخرا محور فضيحة، ودعوى قضائية، ضد "فيسبوك" في الأشهر الأخيرة، والتي انتهت بقرار الأخيرة بالتوقف عن استخدام برامج "أونافو"، حسبما ذكرت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأحد.

وكان مدير عام "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، قد خضع في تموز/يوليو الماضي لاستجواب في لجنة فرعية لشؤون القيود التجارية في مجلس النواب الأميركي. وسُئل: "هل شراء أونافو الإسرائيلية زود فيسبوك بقدرات تجسس على مستخدمين؟". وبدأ زوكربيرغ يتأتئ وقال إنه "لست متأكدا أني سأصف ذلك على هذا النحو".

وجاء في دعوى قضائية قدمتها مفوضية التجارة الفدرالية الأميركية، قبل عدة أيام، وبعد تحقيق تمحور حول تاريخ مشتريات "فيسبوك" وكيف اختيرت الشركات التي تم شراؤها، أن لتكنولوجيا "أونافو" دور مركزي في عمليات تشويش المنافسة التي استخدمتها "فيسبوك".

ووصفت لائحة الاتهام "أونافو" بأنها "شركة لتعقب مستخدمين"، وأنها كانت الأداة التكنولوجية التي استخدمتها "فيسبوك" من أجل التعرف على تطبيقات منافسة وتعتبرها تهديدا عليها، بهدف تحييدها قبل أن تتمكن من النمو.

وأضافت لائحة الاتهام أن "أونافو سوّقت نفسها لمستخدمين كشركة خدمات افتراضية آمنة، ولكن من دون علم المستخدمين كانت توجه نشاطهم في شبكة الإنترنت". وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ شرائها، تردد اسم "أونافو" في أعقاب تدخلها الإشكالي في جمع معلومات عن مستخدمين من دونن علمهم، وأحيانا من خلال استخدام أساليب غير لائقة.

وبعد أن اشترتها "فيسبوك"، شكلت "أونافو" أساسا لها لإقامة مركزها للأبحاث والتطوير في إسرائيل، الذي يعتبر الثاني بعد الولايات المتحدة منن حيث حجمه.

وطورت "أونفو" عدة منتجات، أحدها "أونافو إكستند"، وهو عبارة عن خدمة مراقبة تطبيقات تلتهم معلومات، ونفذت ضغط بيانات من أجل تقليص تصفحها. واهتمت "فيسبوك" أكثر ببرنامج "أونافو إينسايت"، وهذه خدمة زودت مصالح تجارية بتدريج تطبيقات شائعة، نسبة توغل التطبيقات في السوق، أنماط استخدام تطبيقات منافسة، مؤشرات تبحث في ضلوع المستخدمين ونسبة استخدام التطبيقات. واستعرض هذا المنتج معطيات جمعتها "أونافو" من مستخدمين استخدموا تطبيق الشركة الإسرائيلية.

وبعد شراء هذا البرنامج، دشّنت "فيسبوك" عدد من الميزات التي تستند إلى تطوير "أونافو"، وجمعت بواسطتها معلومات حول قدرات تطبيقات أخرى، بهدف فهم المنافسة مقابلها في مجالات الرسائل الفورية والشبكات الاجتماعية. وتفيد التقديرات بأن عشرات ملايين المستخدمين من أنحاء العالم ثبّتوا أداة التعقب هذه التي تستند إلى التكنولوجيا التي طورتها "أونافو".

وكانت أساليب عمل "أونافو" في مركز فضائح في الماضي. ففي آب/أغسطس العام 2018، أزالت شركة "أبِل" من حانوتها للتطبيقات "أونافو بروتيكت"، وهي خدمة "تصفح آمن" مجاني بإمكان المستخدمين تفعيله أثناء استخدام "فيسبوك". فقد اكتشفت "أبل" أن التطبيق جمع معلومات حول أنماط استخدام مستخدمي آيفون في تطبيقات ليس "فيسبوك" وخلافا لسياسة الخصوصية التي تتبعها "أبل".

ونشر البرلمان البريطاني، عام 2018، وثائق داخلية لـ"فيسبوك" بعدما وصلت إليه، تبين منها أن الأخيرة تعقبت مستخدمين من أجل التعامل مع منافسة محتملة. وشملت الوثائق مراسلات عبر البريد الإلكتروني، في الأعوام 2012 – 2015، وجرى من خلال التداول في كيفية إخفاء قدرات "أونافو" عن المستخدمين بجمع معلومات منهم.

وساعدت هذه الوثائق في تعزيز الادعاء أن "أونافو" ساعدت "فيسبوك" على التوصل إلى الاستنتاج بأن "واتسآب" ينمو بسرعة، وأن عدد مستخدميه أكبر من مستخدمي "فيسبوك ماسنجر"، الأمر الذي قاد "فيسبوك" إلى شراء المنافس "واتسآب".

وكشفت هذه الوثائق كيف أن "فيسبوك" تسعى إلى منع منافسة لها. فعندما دشّنت "تويتر" تطبيق مقاطع الفيديو "وين" في العام 2013، قيّدت "فيسبوك" قدرة وصول التطبيق إلى معلومات حول مستخدميها. وجاء في إحدى الرسائل الإلكترونية أن "وين" تسمح بالبحث عن أصدقاء في منصتها بواسطة "فيسبوك"، وأنه "إذا لم يعارض أحد، سنطفئ لهم هذه الإمكانية اليوم". ورد زوكربيرغ على هذه الرسالة الإلكترونية بأن "افعلو ذلك".

وذكرت تقارير أن برنامج "أونافو بروتيكت" ساعد "فيسبوك" في فهم تدشين ميزة "ستوريز" في تطبيق "إنستغرام" وأضعف بشكل كبير نمو "سناب تشات" الذي كان يتطور كمنافس كبير لـ"فيسبوك". وفشلت "فيسبوك" في شرائه، لكنها نسخت قدرات منه وأضعفت نموّه.

وفي العام الماضي جرى الكشف عن فضيحة أخرى مرتبطة بـ"فيسبوك"، وتمثلت بأنها دفعت لمستخدمين، في سن 13 إلى 35 عاما، مبلغا يصل إلى 20 دولارا، كي يثبتوا تطبيق "فيسبوك ريسرتش"، الذي يستند إلى تكنولوجيا "أونافو" ويجمع عنهم معلومات بموافقتهم. وقادت الانتقادات ضد "فيسبوك" إلى التوقف عن استخدام "اونافو".