لم تعد العنصرية ضد كل شيء فلسطيني خفية فهي سافرة وبكل المستويات كما يستدل من تصريحات اريئيل كلنر نائب في الكنيست عن “الليكود” الذي قال خلال اجتماع للجنة برلمانية خاصة بحقوق الطفل “لا بأس أن يشعر الفلسطينيون بعدم الراحة، في الوقت الّذي يكبر فيه هؤلاء الأطفال لقتل اليهود”.
وقال نائب عربي في الكنيست معقبا على تقرير حقوقي إسرائيلي إن الاقتحامات الاستبدادية للاحتلال للبيوت الفلسطينية تحملُ سمات إرهابيّة، فيما حذر المطران عطا الله حنا من تعرض القدس لعمليات تهويد وتزوير مشددا على أن الفلسطينيين لن يستسلموا للمشاريع والمخططات الهادفة إلى سرقة القدس منهم ولن يقبلوا بالمشاريع والمؤامرات الهادفة إلى تصفية قضيتهم.
جاء أقوال جبارين خلال اجتماع للجنة حقوق الطفل في الكنيست برئاسة النائب الدكتور يوسف جبارين تمّ فيه عرض التقرير الخاص الّذي أصدرته مؤخرًا ثلاث منظمات حقوقية يسارية هي “أطباء لحقوق الإنسان”، “يش دين” و”يكسرون الصمت”، وتمحور حول الاقتحامات المتواصلة لجنود جيش الاحتلال للبيوت الفلسطينية وآثارها الخطيرة على الأطفال الفلسطينيين.
وقد عرض معدو التقرير عمق معاناة العائلات الفلسطينية من اقتحامات الجيش تحت جنح الظلام، والآثار النفسية والصحيّة المترتبة على عمليات اقتحام البيوت على الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال.
واستند التقرير إلى شهادات نحو 200 عائلة فلسطينية قامت قوات الاحتلال باقتحام بيوتها حيث أشار التقرير إلى أن 88% من الاقتحامات حدثت بعد منتصف الليل، وأنه في 74% من الاقتحامات شاركت قوة عسكرية كبيرة تتكون من أكثر من عشرة عناصر. كما عرضت خلال الاجتماع المذكور جمانة بيبار الأضرار النفسية الجسيمة على الأطفال الفلسطينيين جراء الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي تطرقه إلى التقرير، قال رئيس اللجنة النائب جبارين إن هذه الاقتحامات الاستبدادية من قبل جنود الاحتلال لبيوت العائلات الفلسطينية تحملُ سماتٍ إرهابيّة ضد الفلسطينيين وأضاف جبارين خلال الجلسة: “الأطفال الفلسطينيون هم ضحايا الاحتلال الجاثم على الشعب الفلسطيني. هذه الاقتحامات المروّعة تهدف إلى ممارسة التهديد الدائم على العائلات، وبالتحديد على الأولاد الفلسطينيين، المُعرّضين في أي لحظة لانتهاكات جنود الاحتلال وللصدمات النفسية التي يخلّفها الجنود وراءهم”.
وأكّد جبارين على ضرورة إنهاء الاحتلال وانهاء معاناة الاطفال الفلسطينيين.
لا بأس من معاناة الأطفال الفلسطينيين
وقد حاول ممثلو الجمعيات اليمينية ونواب من اليمين إعاقة مسار الجلسة والتحريض على الفلسطينيين، حيث قال النائب اريئيل كلنر من الليكود أنه “لا بأس أن يشعر الفلسطينيون بعدم الراحة، في الوقت الّذي يكبر فيه هؤلاء الأطفال لقتل اليهود”.
وردت عليه النائبة عايدة توما-سليمان بالقول: “أنتم تحتلون شعبًا اخر، وأنت تتحدث كمحتل مستعد أن يقوم بجرائم ضد أطفال. الأطفال يُقتلون في الأراضي الفلسطينية في كل يوم”.
كما وأكدت النائبتان إيمان خطيب- ياسين وهبة يزبك على حق الشعب الفلسطيني والأولاد الفلسطينيين بالحرية والاستقلال خلال مشاركتهما في الاجتماع المذكور.
وبسياق متصل قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس إن القدس ومقدساتها في خطر شديد وما تتعرض له المدينة المقدسة لا يمكن وصفه بالكلمات مشددا على أن كل شيء عربي فلسطيني إسلامي أو مسيحي مستهدف ومستباح في هذه المدينة المقدسة التي نعتبرها كفلسطينيين انها عاصمتنا الروحية والوطنية.
وقال المطران حنا أمام وفد من أساتذة وطلاب الجامعة العربية الأمريكية في جنين زاروا القدس وبلدتها القديمة موضحا أن القدس لها فرادتها وهي تتميز عن اية مدينة أخرى في هذا العالم بمكانتها وتاريخها وتراثها وأصالتها وقدسيتها وأهميتها في الديانات التوحيدية الثلاث.
وتابع حنا “تشكل القدس قيمة حضارية إنسانية وطنية كبيرة وهي أمانة في أعناقنا ويجب أن نحافظ عليها، وأن نسعى دوما للدفاع عنها. لن يستسلم الفلسطينيون للمشاريع والمخططات الهادفة إلى سرقة القدس منهم ولن يقبلوا بالمشاريع والمؤامرات الهادفة إلى تصفية قضيتهم ولكن هذا يحتاج منا كفلسطينيين إلى أن نرتب بيتنا الداخلي وأن نوحد صفوفنا وان نلفظ الانقسامات والتشرذم وفي نفس الوقت أن نرفض أية أجندات ومشاريع مشبوهة يروج لها البعض خدمة للاحتلال وسياساته وممارساته”.
كما ذكّر المطران حنا بأن مدينة القدس تتعرض للاستهداف بشكل مباشر ومستمر ومتواصل فكل شيء مستهدف ومستباح في مدينتنا المقدسة فكما تستهدف المقدسات والأوقاف تستهدف المؤسسات الوطنية ويستهدف المقدسيون في كافة تفاصيل حياتهم. الفلسطينيون يقفون لوحدهم في القدس دفاعا عنها ويتصدون بصدورهم العارية لكافة المشاريع والمؤامرات التي تستهدف مدينتهم المقدسة، متسائلا أين هم أولئك الذين يتغنون بالقدس وأين هم أولئك الذين قالوا إن القدس عروس عروبتهم، فلم يعد كافيا أن نسمع مثل هذه الشعارات وهذه الكلمات الرنانة التي لا نقلل من أهميتها ولكنها لوحدها ليست كافية للحفاظ على القدس التي تُسرق من أيدينا يوما بعد يوم على مرأى ومسمع العالم.
وخلص حنا للقول “يا أيها العرب ويا أيها المسيحيون والمسلمون في العالم تحركوا من أجل القدس قبل فوات الأوان ولكي لا نبكي على الاطلال فالمؤامرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة لا يمكن وصفها بالكلمات ففي الوقت الذي فيه يتغنى بعض العرب بعروبة القدس فإن جرافات الاحتلال تعمل على الأرض وتستولي على المساكن وتعمل على طمس معالم القدس وتزوير تاريخها وتغيير ملامحها”.