في ظلّ رفع المقاومة في غزة حالة الاستنفار والتأهّب تحسّباً لـ»مغامرة» ما قد يُقدم عليها العدوّ، تتجدّد الزيارات الخارجية للقطاع في محاولة لإدامة الهدوء، الذي يتهدّد تدهورُ الوضعين الصحّي والإنساني بتفجيره
فبينما تتفاقم الأزمات في قطاع غزة، وتَتكثّف الاتصالات مع الوسطاء، ويصل وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي في زيارة عاجلة، تتحسّب المقاومة الفلسطينية لمواجهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي قد تقع قريباً، وفق تقديرات استخبارية للمقاومة.
ويأتي التحرّك الأوروبي بعد تحذيرات نقلتها حركة «حماس» خلال الأيام الماضية إلى الوسطاء، نتيجة تدهور الوضع الصحّي والإنساني للغزّيين، وخاصة مع استمرار سياسة تنقيط احتياجات القطاع.
وأثمرت هذه الاتصالات تعهّد الوسيط المصري بزيارة قريبة «للاطّلاع على الأوضاع وتكوين تصور عن احتياجات غزة العاجلة لضمان استمرار الهدوء».
وذكرت مصادر في «حماس» أن زيارة الوفد الأوروبي تأتي ضمن تفاهمات التهدئة من أجل تشغيل عدد من المشاريع التي تمّ الاتفاق عليها، بما فيها «تحلية مياه البحر»، وأيضاً مدّ محطّة الكهرباء الوحيدة في غزة بالغاز.
وأمس، دخل وفد من سفراء الاتحاد من حاجز «إيرز ــــ بيت حانون» للاطلاع على الوضع الصحّي والإنساني، واعداً بتقديم الدعم إلى عدد من المشاريع، و«نقل صورة عن الوضع إلى الاتحاد لتوفير دعم إضافي».
وفي هذا الإطار، أعلن ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفِن كون فون بورغسدورف، خلال تفقّده محطّة تحلية مياه البحر وسط القطاع، أن الأوروبيين يضعون في المحطّة استثماراً كبيراً لتشغيل عدد كبير من العاملين فيها منتصف العام المقبل، وأنه ستُوقّع الأسبوع المقبل اتفاقية بقيمة مليارَي يورو لتشغيلها، فضلاً عن مشروعات أخرى لتوفير الغاز. وبينما رحّبت «حماس» بهذه الزيارة، تشير المعلومات التي تنشرها الجهات الحكومية إلى أن الأسوأ قد يحلّ في أي لحظة لأن قدرة النظام الصحّي على مواجهة جائحة كورونا تتراجع على نحو كبير وخطير، في ظلّ النقص الحادّ في الاحتياجات الصحّية.
تذهب تقديرات المقاومة إلى أن ثمّة مواجهة قريبة مقبلة، سواء في صورة حرب أو معركة
في هذا الوقت، رفعت المقاومة حالة التأهّب، إضافة إلى المتابعة الدقيقة لتحرّكات الاحتلال قرب القطاع، جرّاء تقديرات استخبارية لديها تشير إلى إمكانية المواجهة مع الاحتلال قريباً أو إقدامه على افتعال أحداث تؤدي إلى حرب أو معركة.
وتستند تلك التقديرات، كما يقول مصدر في المقاومة لـ«الأخبار»، إلى «معلومات خاصة، إضافة إلى فهم عميق لِما يفكّر فيه الاحتلال، مع الأخذ في الحسبان الحالة التي تمرّ بها المنطقة مع مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
ويوضح المصدر أن إجراءات المقاومة شملت زيادة المراقبة والمتابعة لتحركات الاحتلال على الحدود، ورفع التدابير الأمنية داخل القطاع وحول الشخصيات القيادية.
وتتزامن التحرّكات الداخلية للمقاومة مع تكثيف العدو عمليات المراقبة وتحليق طيران الاستطلاع في مناطق القطاع بصورة لافتة.
وكانت «حماس» قد نقلت رسائل إلى الوسطاء مفادها أن الأوضاع قد تأخذ منحى معاكساً لحالة الهدوء بسبب تدهور الأوضاع الصحّية والإنسانية، ولا سيما بعد عجز المختبر المركزي عن إجراء فحوص «كورونا» بسبب نفاد المواد الخاصة بالفحص.