هآرتس.. دولة اليمين وخدعة اليسار: جميعنا يهود ورضعنا التطرف مع حليب أمهاتنا

السبت 05 ديسمبر 2020 06:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس.. دولة اليمين وخدعة اليسار:  جميعنا يهود ورضعنا التطرف مع حليب أمهاتنا



القدس المحتلة /سما/

هآرتس - بقلم: جدعون ليفي   "واقع الوسط – يسار في إسرائيل: 0.7 في المئة فقط من مصوتيه واثقون من أنهم سيصوتون لحزب يهودي – عربي. وقال 21 في المئة إن هناك احتمالاً أنهم سيفعلون ذلك. مصدر كبير في “ميرتس” بادر إلى الاستطلاع، قال: “لا يوجد لهذه العملية أي احتمالية. خسارة على بذل الجهد. هذه القصة أخذت حجماً يفوق كل المقاييس” (“هآرتس”، 2/12). النسبة: اليسار في إسرائيل هو جزء من 1 في المئة، هذه هي كل القصة. لا يوجد في إسرائيل زبائن لحزب ديمقراطي حقيقي. إذا كان “ميرتس”، الذي هو حزب اليسار الصهيوني الأخير، بحاجة إلى استطلاع لمعرفة هل يؤسس حزباً مساواتياً وديمقراطياً، يسمى عندنا لسبب ما يهودي – عربي، حينها أيضاً لم يعد يساراً.

هكذا وصل إلى نهايته وبصورة مؤقتة على الأقل، وهم بأن في إسرائيل معسكراً ديمقراطياً أو معسكر سلام. وقد بقينا مع “فقط ليس بيبي” واحتجاج بلفور، الذي سيجلب في أفضل الحالات نفتالي بينيت إلى مكتب رئيس الحكومة. قوموا برفع الأعلام السوداء واحضروا الغواصات ودقوا الطبول – الثورة في الطريق.

لا يوجد في العالم الكثير من الأحزاب القومية النقية، وهي جميعاً أحزاب قومية متطرفة. في إسرائيل توجد فقط أحزاب قومية نقية. الديمقراطية في إسرائيل هي حزب يهودي، يهودي تماماً، فقط يهودي، في الدولة التي هي ثنائية القومية بصورة واضحة. حوالي ثلث رعاياها ليست لديهم أي حقوق. وخُمس مواطنيها يتم إبعادهم عن أي حزب يهودي، وما زالوا يسمونها ديمقراطية. في السابق تم تزيين عدد من الأحزاب بورقة تين على شكل الكوفية. والآن “ميرتس” سبق أن أبعدتها عن وجهها في الانتخابات الأخيرة. في “بيتار القدس” لن يلعب لاعب عربي مسلم بسبب “لافاميليا”، ولن يكون أي عضو كنيست عربي في الوسط – يسار، بسبب تهديد الحاشية الكبيرة، المصوتون اليهود الذين لا يريدون أي عربي في حزبهم حتى وهم واثقون تماماً بأنهم متنورون. جميعهم “لافاميليا”. 0.7 في المئة، أقل من حي، يفكرون بطريقة مختلفة.

لقد كنت مسروراً من نتائج الاستطلاع. فقد كشف عن الحقيقة بدون أي تزوير. اليسار الصهيوني خدعة. ويتبين أن ناخبي “ميرتس” أيضاً عنصريون مقنعون، وهم لا يريدون العرب. إسرائيل تمتد بين اليمين واليمين المتطرف، ولا وجود فيها لأي احتمالية أو أي عملية أخرى، ولا يوجد أي احتمالية لحزب ديمقراطي في إسرائيل. صحيح أن المصدر الكبير قال إنه جهد مبذول نتيجته الخسارة، ولكن إذا كان الأمر هكذا فسنبقى إلى الأبد مع رؤساء أركان لليسار ومع خارطة سياسية صغيرة حدودها تمتد بين يئير لبيد وبنيامين نتنياهو وبين بينيت وبني غانتس مع يئير غولان كزعيم لليسار، ولكنك بحاجة  إلى مجهر لتجد الفروق.

العملية التي بدأتها الصهيونية تم استكمالها بنجاح أكبر مما توقع مؤسسوها. دولة يهودية، كنيست يهودية مع 105 أعضاء و15 عضو كنيست آخرين مبعدين. الصهيونية حولت إسرائيل إلى دولة في الواقع هي ذات حزب واحد مثل الصين، مع أيديولوجيا وحيدة مسموح بها وهي الصهيونية. جميعنا يهود حتى لو لم نكن هكذا في الحقيقة.

 سنحتاج إلى سنين كي نحطم هذا النموذج القومي المتطرف الذي رضعناه مع حليب أمهاتنا. ولكن يجب علينا البدء. ستكون البداية متواضعة: حزب يسار يهودي – عربي يجب أن يترأسه عربي. هذا سيكون الرد على التشويه القومي المتطرف في إسرائيل. القائمة المشتركة قصة نجاح، لكنها فشلت في إحضار مصوتين يهود كثيرين. في واقع تحرص فيه كل الأحزاب الأخرى على نقاء القومية اليهودية، هناك حاجة إلى حزب يسار يترأسه عربي – لا ينقصنا مرشحون ممتازون – ويصوت له يهود وعرب. هذا هو اليسار الوحيد الممكن في إسرائيل الآن. وسيكون حزباً صغيراً لكنه سيكون، وسيعلن عن نفسه بفخر بأنه حزب غير صهيوني وسيشكل البذرة لتجسيد حلم الدولة الواحدة الديمقراطية، التي هي في الوقت الحالي تظهر لمعظم اليهود مثل كابوس من جهنم، ولأغلبية اليهود مثل حلم بعيد.

سيحين الوقت في يوم ما، وعندها سنحتاج إلى حزب ديمقراطي وعلماني، يساري ومساواتي، لا يكون الانتماء القومي هو الذي يُعرفه. وسيعكس هذا الحزب للمرة الأولى الواقع: ليس جميعنا يهود، بصعوبة نصفنا، ولم يكن لدينا يسار يوماً ما.