سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على التحديات التي ستواجه الرئيس المنتخب جو بايدن وإدارته في قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران والقضية الفلسطينية وإسرائيل.
وبحسب موقع "the hill" الأمريكي، تعمل إدارة ترامب حاليا على دعم التغييرات السياسية التي سعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة، والذي أدت إلى تغيير الأرضية في الشرق الأوسط، ما سيخلق تحديات وفرصا للرئيس المنتخب جو بايدن.
وسيتولى بايدن منصبه في وقت يكون فيه الإسرائيليون والفلسطينيون أكثر تباعدا في التفاوض على حل الدولتين، وفي الوقت الذي تتحد فيه دول الخليج مع إسرائيل لمعارضة جهود إدارة بايدن لإعادة التعامل مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومن غير الواضح ما هو الدور الذي ستلعبه عملية السلام في الشرق الأوسط في إدارة بايدن، والتي ستجد نفسها أيضا في صراع مع COVID-19 واقتصاد ضعيف في البلاد، والتحديات في إعادة بناء العلاقات الأمريكية مع الحلفاء في الخارج ومواجهة الصين.
في حين يرجح خبراء أن تكون إيران القضية الأكبر في ملف الشرق الأوسط الذي سيطرح أمام إدارة بايدن.
وفي هذا الصدد قال آرون ديفيد ميلل، المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "الحقيقة هي أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية لن تكون على رأس أولويات السياسة الخارجية لإدارة بايدن في الشرق الأوسط، بل ستكون إيران".
وأوضح أرون قائلا: "ولماذا هي الأولوية؟ لأنها القضية الوحيدة، في هذه المنطقة بأكملها، التي يمكن أن تخلق نوعا من التوترات والتصعيد الذي يؤدي إلى مواجهة عسكرية، ليس فقط بين إسرائيل وإيران، ولكن أيضا بين الولايات المتحدة وايران بشأن الملف النووي".
وقضية إيران هي أيضا أولوية بالنسبة لنتنياهو، الذي واجه الرئيس السابق أوباما علنا بشأن سعي الأخير للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، في حين دعم انسحاب ترامب من الصفقة والعقوبات التي فرضها على إيران، بحسب الموقع.
وكان بايدن قد تعهد بوضع الولايات المتحدة مرة أخرى في الاتفاق النووي الإيراني، وهو اتفاق يعارضه الجمهوريون على نطاق واسع وينظر إليه أيضا بشكل حاسم من قبل العديد من الديمقراطيين في الكونغرس.
من جانب اخر تضغط دول الخليج، التي أقامت في الأشهر الأخيرة من إدارة ترامب علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، على بايدن لثنيه عن إعادة التعامل مع طهران.
هذا ويرى الموقع أنه من غير المرجح أن يتراجع بايدن عن العديد من التغييرات السياسية ذات الصلة بإسرائيل والتي حدثت في عهد ترامب، مثل نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
لكن بايدن التزم بإعادة التواصل مع الفلسطينيين، الذين قطعوا العلاقات مع ترامب في 2018.
وقال إنه سيعيد العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية ويقدم مساعدات أمنية ومالية بملايين الدولارات لوكالة الأمم المتحدة المخصصة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، والتي خصصها مجلس الشيوخ بالفعل.
من جهتهم يستعد الفلسطينيون لبداية جديدة ، حيث أعلنوا في وقت سابق من هذا الشهر أنهم يعيدون العلاقات مع إسرائيل. كما وردت تقارير عن قيامهم بتحركات لإنهاء المدفوعات لعائلات الاسرى في سجون الاحتلال.
وفي هذا الصدد قال غيث العمري، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إنهم (الفلسطينيون) في وضع تام للتعامل مع إدارة بايدن، وإنهم يفهمون أن هناك بعض العقبات التي تضعها إدارة ترامب ويحاولون تحييد بعض هذه العقبات".
في سياق متصل، قال مسؤول أمريكي سابق طلب عدم الكشف عن هويته، إنه من المهم أن يحل بايدن بسرعة مسالة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي وصفه المسؤول بأنه "عامل سلبي للغاية في احتمالية التقدم نحو السلام وفي تفاقم المشكلات على الأرض".
وأضاف المسؤول أنه من المرجح أن يقع اختيار بايدن على شخص ينظر إليه على أنه يتمتع بثقة الرئيس المنتخب، ويمكنه الموازنة بين مطالب الأحزاب والمجتمعات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، اليهودية والإنجيلية، ولكن أيضا الجالية العربية الأمريكية والحركات الموالية للفلسطينيين.