مشروع للزراعة المائية الحديثة الخالية من السموم في مدارس بيت لحم

الخميس 26 نوفمبر 2020 09:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
مشروع للزراعة المائية الحديثة الخالية من السموم في مدارس بيت لحم



رام الله /سما/

يشكّل مشروع تعزيز القدرات على إدارة الأراضي والممارسات الزراعية الفعالة وبالتركيز على النساء والشباب والتجمعات المهمشة الذي ينفذه مركز أبحاث الأراضي واحداً من أهم المشاريع الريادية كأحد الأنشطة الريادية المهمة في مجال التنمية المستدامة.

ويتضمن المشروع الذي ينفذه مركز أبحاث الأراضي نشاط إنشاء مشاهدات بيئية في مدارس بتير الثانوية للذكور والإناث بمحافظة بيت لحم، مما جعله تجربة نوعية للزراعة المائية الحديثة؛ بدءًا من استغلال الطاقة الشمسية ومعالجة المياه الرمادية وإعادة استخدامها في الزراعة، إلى جانب الزراعة بدون تربة، واستخدام المياه من خلال الأحواض أو الفتيلة.

وقالت عبير اسطنبولي منسقة مشروع تعزيز القدرات على إدارة الأراضي والممارسات الزراعية الفعالة، وبالتركيز على النساء والشباب في التجمعات المهمشة، "إن هذا المشروع ممول من مؤسسة (نحن نؤثر) السويدية، وبالتعاون مع بلدية بتير، ومديرية تربية بيت لحم، من خلال مدارس بتير الثانوية للذكور والإناث"، مثمنة تعاون مختلف الجهات التي عملت بكل جهد ليرى النور.

وأوضحت اسطنبولي أن النشاط يعتبر واحدًا من أهم المشاريع الريادية والفريدة في مجال الزراعة البيئية من خلال تنفيذ مشاهدات بيئية وزراعية ذكية مناخيًا، وممارسات صديقة للبيئة في المدارس المستهدفة.

وأشارت اسطنبولي إلى أن المشروع اشتمل على تزويد المدارس في بتير بمعدات ومواد للزراعة العضوية إلى جانب نظام الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة، وغيرها من مستلزمات، لتنفيذ المشروع وإنجاحه، إلى جانب تنفيذ تدريبات ومحاضرات، من أجل زيادة المعرفة للطلاب والطالبات حول المشاهدات البيئية والمشاهدات الذكية مناخياً.

وأوضحت اسطنبولي أن مثل هذه التدخلات الحديثة هي فرصة لتنمية الفكر الإبداعي للشباب في خلق مشاريع استثمارية في مجال الزراعة الحديثة.

وأكدت اسطنبولي أن هذه المشاهدات البيئية هدفها بالأساس تعليمي وتوعوي للطلبة في المدارس والتي تمكن نقل هذه المعرفة إلى المجتمع.

بدوره، قال المهندس هشام عياد المشرف على التنفيذ في مركز أبحاث الأراضي: "إن المشروع يتضمن تنفيذ نشاطات ومشاهدات بيئية زراعية في مدارس بتير لتعليم الطلبة لتطبيق ممارسات زراعية ذكية مناخيًا وبيئياً، والتي تعتمد بشكل أساسي على استغلال الموارد الطبيعية، بعيداً عن الكيماويات التي تضر بصحة الإنسان".

وأشار عياد إلى أن المشروع يتضمن إيجاد وحدة زراعية بيئية مائية، تبدأ من استغلال الطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المياه الرمادية، وإعادة استخدامها في الزراعة، والزراعة بدون تربة، واستخدام الزراعة المائية من خلال الأحواض أو الفتيلة.

وأضاف عياد، أن أهمية المشروع في منطقة مثل بلدة بتير المستهدفة، حيث زاد الاحتلال مؤخراً تخريب الأراضي الزراعية ومصادرتها، ومنع المزراعين من دخول أراضيهم، في وقت نشهد فيه نموًا سكانيًا بالبلدة، مما أدى إلى تحول جزء من الأراضي الزراعية إلى مبانٍ، مما أدى إلى حدوث نقص في المزروعات، في ظل زيادة الطلب الناجم عن زيادة عدد السكان، وهي الأمور التي أدت للحاجة لتطبيق أنظمة زراعية متطورة وحديثة وغير مكلفة، من أجل تغطية الطلب وسد العجز الناجم عن الأسباب سابقة الذكر.

وأشار عياد إلى أن المشروع استخدم أدوات وأنشطة تعتمد على الحلول الذكية بمواصفات عالمية، حيث أن هذا النظام الزراعي لإنتاج النباتات، له ميزاته التي تشمل استخدام المياه بشكل أقل، واستخدام مساحات ضيقة، والخروج بنتائج مرضية، كما أن هذه المزروعات طبيعية وخالية من المواد الكيماوية والسموم، وأي مواد ضارة، بالإضافة إلى ذلك نستغل الموارد الطبيعية بشكل استثماري للمساحة الموجودة.

ونوه عياد إلى أن هناك محاضرات وورشات تدريب وتعليم حول الزراعة المائية؛ مثل الظروف المناسبة للزراعة المائية من درجة حرارة وحموضة وتركيز معادن، إلى جانب قضايا مثل الأعراض التي تظهر على النباتات نتيجة نقص العناصر الغذائية وطريقة علاج كل منها، وكذلك عن خطوات تحضير السماد العضوي السائل والصلب من مخلفات النباتات باستخدام جهاز تحضير الكومبوست الذي تم تزويد المدارس به.

بدورها، قالت إيمان أبو داوود مديرة مدرسة بنات بتير الثانوية : "إن المشروع حيوي وفعال، وهو مشروع تعليمي وتطبيقي، مما يميزه عن كثير من الأنشطة التي تنفذ في المدارس".

وأشارت أبو داود إلى أن هذا المشروع التعليمي يطبق فيه بعض المشاهدات والخطوات العملية لتنفيذ الزراعة المائية، ومن الممكن أن يكون مشروعاً استثماريًا لخدمة وتطوير المدرسة أيضاً، لأن عدد الطالبات بالمدرسة قليل، وبالتالي فإن مدخولاتها من المقصف قليلة، وبالتالي لا بد من إيجاد مشاريع متطورة، وغير مكلفة تساعد المدرسة على تطوير واقعها، خصوصاً في منطقة مثل بلدة بتير، ما يعطي المدرسة تميزًا عن باقي المدارس في الحفاظ على البيئة والمناخ، ويقلل مصاريفها عبر استخدام الطاقة الشمسية.

وأشارت أبو داود إلى أن الطالبات والمعلمات يقضين أوقات الفراغ في متابعة المشروع، وما يتضمنه من الأنشطة المائية، حيث يتفاعل معه الجميع، ويتابعن الأشتال والزراعة، حتى إن بعض المعلمات والطالبات يسعين الآن لتطبيق المشروع في بيوتهن، لأن المشروع لا يحتاج لمساحات، ولا تكاليف باهظة.

وشكرت مديرة مدرسة بتير الثانوية، مركز أبحاث الأراضي والمؤسسة السويدية، وكل الجهات التي سعت لتطوير المدرسة، وتطبيق برامج نوعية مثل هذا المشروع المتميز، كما شكرت المعلمات والطالبات على متابعتهن واهتمامهن بإنجاح المشروع.