رفض ممثلو الدول العربية المضيفة في اجتماعات اللجنة الاستشارية، بشكل قاطع لجوء الأونروا الى تجزئة رواتب موظفيها كأحد التدابير للتعاطي مع الأزمة المالية لها، لما لهذا القرار من انعكاسات سلبية على حياة اللاجئين الفلسطينيين وعلى عمل الأونروا وعلى المنطقة برمتها.
وأعربت الدول المضيفة في اجتماعها الافتراضي على خاصية الزوم الذي عقد مساء اليوم الأحد، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، بحضور الدول المضيفة (فلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان) بالإضافة الى مصر، وجامعة الدول العربية، عن أملها بان تخرج اجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا التي ستعقد غداً الاثنين، بايجاد بدائل لتأمين 70 مليون دولار بشكل عاجل لتغطية رواتب موظفي الأونروا، دون المساس بالخدمات المقدمة للاجئين او المساس برواتب الموظفين الذين يقفون في الصف الأمامي في مواجهة فيروس كورونا.
وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم، أن اجتماع ممثلي الدول العربية المضيفة أكد رفض سياسة تقليص الخدمات التي تنتهجها الأونروا كأحد التدابير لمعالجة أزمتها المالية، وان هناك توافقا بين الدول العربية المضيفة على رفض قرار الأونروا بتجزئة رواتب موظفيها.
ولفت أبو هولي الى أن الدول العربية المضيفة طالبت الدول المانحة والدول العربية الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الأونروا، كما طالبت بترجمة عملية لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش التي قال فيها إنه سيواصل دفاعه عن الأونروا حتى تصل الأموال التي يحتاجها على وجه السرعة (70 مليون دولار) والتي جاءت على لسان المتحدث باسمه، وذلك من خلال رفع الأمم المتحدة قيمة مساهمتها المالية في دعم موازنة الأونروا.
وأكدت الدول المضيفة حسب أبو هولي على ضرورة اعداد موازنة الاونروا للعامين 2021 -2022 بالتوافق والشراكة مع الدول المضيفة وعلى أساس احتياجات اللاجئين.
وفي السياق ذاته كشف أبو هولي عن ان اجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا ستبدأ صباح غد الاثنين بحضور ومشاركة ما يقارب 30 دولة أعضاء دائمين في اللجنة الاستشارية، وممثلين عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، والدول المانحة "للأونروا"، والمجموعة الأوروبية، وجامعة الدول العربية.
واشار د. أبو هولي الى ان اجتماعات اللجنة الاستشارية ستتواصل لمدة يومين على خاصية الفيديو كنفرنس ، لمناقشة قضايا متعددة ذات صلة بأنشطة وبرامج عمل "الأونروا"، والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، واستراتيجيتها لجمع التبرعات وبرنامج اصلاحاتها، اضافة الى متابعة توصيات اللجنة الاستشارية السابقة، ومدى استجابة وكالة الغوث إليها.
واضاف د. أبو هولي أن الاجتماع سيتناول التحديات التي تواجه عمل "الأونروا"، وأوضاعها المالية، وخطط التعامل مع صعوبات العجز المالي المتراكم عليها، والذي يقدر بـ 115 مليون دولار، وتوقعات الدخل والاستراتيجيات والبحث عن حلول لسد الفجوات المالية المتبقية للعام 2020 بالإضافة الى تخطيط ميزانية العام 2021 .
كما سيبحث الاجتماع المخاطر الواقعة على عمليات الاونروا والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين بسبب فايروس كورونا وقيود التمويل بالاضافة الى تحضيرات الاونروا لإنجاح عقد المؤتمر الدولي الذي سيعقد في بداية العام 2021 والذي سيركز على رؤية واستراتيجية مستقبلية لتأمين تمويل مستدام للأونروا قابل للتنبؤ .