قال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، إن قرار شرطة الاحتلال بتمديد فترة اقتحام المستوطنين للأقصى 45 دقيقة إضافية خطير للغاية، ويُمهد إلى فرض التقسيم الزماني للمسجد.
وحذر بكيرات، من خطورة المرحلة المقبلة على المسجد، وأن الاحتلال الإسرائيلي يُخطط لتهويد المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، وفرض وقائع جديدة فيه، بحسب ما جاء على موقع (حرية نيوز).
وأضاف "الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة، مستهدفًا بذلك الإنسان والزمان، من خلال طرد الوجود الفلسطيني تحت حجج واهية، وإبعاد حراسه وموظفيه عنه، وتضييق الخناق على الناس ومنعهم من أداء صلاة الجمعة بالمسجد".
وتابع "بالمقابل يسمح للمستوطنين باقتحامه وإطالة فترة تواجدهم فيه، فهو يريد أن يُغير الزمان".
وشدد بقوله: "لكن نقول للاحتلال إن المسجد الأقصى لا يقبل القسمة على اثنين، ولا يمكن أن يخضع لأي تقسيم زماني ولا مكاني، وأنه سيبقى للمسلمين وحدهم".
فرض التقسيم الزماني
ونوه بكيرات إلى أن سلطات الاحتلال مددت قبل حوالي ثلاث سنوات، فترة الاقتحام لنصف ساعة إضافية خلال الفترة الصباحية، واليوم زادتها مدة 45 دقيقة في الفترة المسائية، بحجة السياحة.
وبين أن الاحتلال سيزيد في هذا الزمان وسيخصصه فقط للمستوطنين، معتبرًا "أن هناك خطة إسرائيلية مبرمجة وممنهجة لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، ولتهويده وهدمه".
وحمل بكيرات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إجراءاته ضد المسجد الأقصى"، وقال: "نحن ننظر بعين الخطورة لقرار الاحتلال".
وشدد على أن "القرار غير مقبول لا رسميًا ولا شعبيًا ولا دينيًا، وأنه يأتي ضمن الحملة التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذ مشروع "الدولة اليهودية"، وجعل مدينة القدس عاصمة يهودية بحتة".
وأكد أن مخاطر كبيرة على المسجد الأقصى بهذا القرار الإسرائيلي، ممثلة بالتمهيد للتقسيم الزماني والمكاني، وجعل المدينة المقدسة مستباحة من المتطرفين اليهود، في مقابل قلع جذورنا الفلسطينية العربية من المسجد.
انتهاكات خطيرة
وأشار بكيرات إلى أن المسجد الأقصى يتعرض منذ انتشار فيروس "كورونا" لانتهاكات إسرائيلية خطيرة تصاعدت بشكل كبير.
وأوضح أن الاحتلال استغل الكثير من الإجراءات لفرضها في مدينة القدس، ما أدى لزيادة نسبة الهدم إلى ما يزيد عن 22 % عن العام الماضي، وتدهور الاقتصاد المقدسي بنسبة 85%، وتدمير التعليم بنسبة 70%.
وبين أن الاحتلال يستغل "كورونا" بشكل واضح ومناسب لتمرير مخططاته بالأقصى، وباتت الفرصة اليوم مواتية لتنفيذ ذلك، مؤكدًا أن أي تغيير في الوضع القائم بالمسجد هو أمر خطير ومرفوض.
وشدد على أن مواجهة إجراءات الاحتلال تتطلب منا جميعًا تكثيف شد الرحال والرباط بالأقصى بشكل دائم وعدم تركه مستباحًا من المستوطنين، مع مراعاة إجراءات السلامة والوقاية من "كورونا".
وطالب بكيرات منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية بالقيام بمسؤولياتهم والتحرك العاجل للجم الاحتلال واعتداءاته بحق الأقصى، وتقديم قادته للمحاكمة.
وكانت قد قررت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي، تمديد فترة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى مدة 45 دقيقة إضافية لم تكن قائمة منذ عام 1967.