في حادثة غريبة من نوعها على المجتمع الفلسطيني في غزة المحاصرة، قام الشاب نسيم رأفت أبو جامع (27 عاماً) بشراء شبلي أسد وتربيتهما داخل منزله الواقع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة لاستكمال رعايتهما حتى يكبرا ويُحقق حُلمه برؤيتهما "أسد ولبوة" يتزاوجان ويتكاثران.
وفي التفاصيل، يقول الشاب نسيم وفق صحيفة القدس المحلية، أن لديه صديقاً، وهو صاحب حديقة حيوان تقع في حي البرازيل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كان يزوره في حديقته بشكل شبه يومي، وكانت هناك مجموعة من الأشبال تتراوح أعمارهم من 30 إلى 45 يوماً نشأت بينه وبينهم علاقة وصفها بالقوية، مشيراً إلى أنه يهوى مداعبة ومراودة الأسود منذ صغره.
ويضيف الشاب أبو جامع أنه منذ نحو ثلاث سنوات نشأت لديه رغبة كبيرة في اقتناء مثل هذه الأسود الصغيرة في منزله المتواضع في بلدة بني سهيلا الزراعية شرق خانيونس والذي يقطن فيه برفقة والديه وخمسة من إخوته الذكور.
ويؤكد أنه في ذلك الوقت لمن يكن لديه من المال ما يمكنه من تحقيق هذه الأمنية، ولذلك قرر العمل في "مخبز بلدي" في منطقته ليقوم من وقتها بادخار ما يحصل عليه من أجر لشراء شبلين من صاحب هذه الحديقة ، الذي قام بتقسيط المبلغ له على عدة دفعات.
وفضل أبو جامع عدم الافصاح عن المبلغ المالي الذي اشترى به هذين الشبلين بناءً على اتفاق بينه وبين صاحب الحديقة، ويضيف أبو جامع أنه وفور ولادة الشبلين "أحدهما ذكر والآخر أنثى" اتفق مع صديقه "صاحب الحديقة " على شرائهما، وعند بلغوهما سنهما حوالي الشهرين استلمهما منه واصطحبهما إلى منزله.
ويوضح الشاب أبو جامع أنه عند شرائه الشبلين مطلع شهر تشرين الثاني الجاري كانا متوحشين نوعاً ما بسبب تغير الجو المحيط بهما، موضحاً أنه بعد مرور أكثر من أسبوع على وجودهما في منزله أصبحا يألفان من حولهما، ويداعبونهما.
وأشار أبو جامع إلى أنه قام بوضع الشبلين اللذين يبلغان حتى لحظة إعداد هذا التقرير 75 يوماً في غرفة على سطح منزله مساحتها 28 متراً قام بإغلاقها بشكل محكم، مشيراً إلى أنه قام بتسمية الشبلين "فتحي وفلسطين".
وفي رده على سؤال حول رأي أسرته في هذا الأمر أكد أبو جامع أن أسرته لم تعارض فكرته إطلاقاً، وكانوا سعداء عند إحضار الأسدين الصغيرين إلى المنزل، مؤكداً أن أفراد أسرته لا يكادون يفارقون سطح المنزل، الذي يواجد فيه الشبلان اللذان يتركهما يلعبان بحرية مع إخوته الصغار دون خوف منهما.
وكشف أبو جامع وفق الصحيفة، أنه يطمح في انشاء حديقة حيوان في حال توفرت لديه الاموال لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أنه رفض عرضاً من أسرته بأن يتزوج بالمبلغ الذي قام بادخاره من أجل تحقيق حلمه بشراء الشبلين الذي وصف تعلقه بهما بـ"العشق"، مؤكداً أن المبلغ الذي قام بادخاره يكفي لتلبية كافة مصاريف الزواج.
وأشار أبو جامع الذي يقتصر مصدر دخله على العمل في "مخبز بلدي" حيث يقوم بعض سكان بلدته القروية بإحضار "العجين" ليقوم بخبزه لهم إلى أنه قام بسداد آخر دفعة لصاحب حديقة الحيوان عقب استلامه الشبلين قبل عدة أيام، مؤكداً أنه لا يملك في هذا الوقت سوى 50 شيكلاً، وأنه لو كان يمتلك مزيداً من المال لاشترى حيوانات أُخرى.
وحول إمكانية توفير الطعام للشبلين أكد أبو جامع أنه يقوم بإحضار الطعام لهم من محل لبيع الدواجن من مخلفات لحوم الدجاج، مؤكداً أنهما في هذا العمر لا يحتاجان إلى كثير من الطعام، معرباً عن أمله في أن تتحسن أوضاعه المادية حتى يستطيع توفير احتياجاتهما عندما يكبران.
وكشف أبو جامع عن حلمه باقتناء "دب"، مؤكداً أنه لو توفر لديه المال فسيقوم بالمستحيل لشرائه وجلبه إلى غزة، مشيرًا إلى أنه يشعر بمتعة وسعادة كبيرة في اقتناء مثل هذه الحيوانات.
ويؤكد أبو جامع الذي يقضى أغلب وقته مع "معشوقيه" أنه لا ينوي اصطحاب الشبلين الى أماكن عامة، أو الخروج بهما الى الشارع، وأنه سيكتفى بوجودهما في غرفتهما على سطح منزله، مشيراً إلى أنه يفكر في توفير مكان مناسب لهما مستقبلاً.
"صحيفة القدس"
