أعلنت السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل “أعرب عن الاستعداد للانفصال عن حزب الله بشروط معينة، كما أعرب عن امتنانه لأن الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة هي غير مؤاتية للتيار حتى أن مستشارين رئيسيين أبلغوني أنهم شجّعوا السيد باسيل على اتخاذ هذا القرار التاريخي”.
ورأت السفيرة شيا أن “لدى باسيل سوء فهم لكيفية سير العقوبات“، وردّت على قوله إنها لم تحذّره مسبقاً من أنه سيُعاقَب على أساس الفساد بقولها: “وكأنه من مسؤوليتي الكشف عن ذلك قبل التسمية!”.
كلام السفيرة الأمريكية جاء في بيان مفصّل علّقت فيه على العقوبات بحق رئيس “التيار الوطني الحر” بالقول: “سوف أقدم بعض الملاحظات الموجزة حول تسمية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية السابق والوزير الأسبق للطاقة والمياه والاتصالات”. وقالت: “لن ندحض كل نقطة غير دقيقة وردت في الخطاب الذي ألقاه السيد باسيل بالأمس. لقد كان هناك الكثير منها حيث برز سوء فهم لكيفية سير العقوبات، ونقص في فهم السياسة الأمريكية وكيفية صنعها”.
ولفتت إلى أنه “بشأن العقوبات: أولاً، إنها عقوبات على فرد، وليس على حزب. فالولايات المتحدة لا تقوم بمعاقبة أو “تدمير” التيار الوطني الحر. ثانياً: يبدو أن الجميع يريدون معرفة ما هي الأدلة التي كانت في الملفات التي أدّت إلى فرض العقوبات عليه. حول ذلك، كل ما يمكنني قوله هو أننا نسعى لجعل القدر الأكبر من المعلومات متاحاً عند الإعلان عن التسميات، ولكن، كما هو الحال في كثير من الأحيان، فإن بعض هذه المعلومات غير قابلة للنشر”.
وأضافت السفيرة الأمريكية: “لقد أشار السيد باسيل إلى رغبته في الطعن بالتسمية في محكمة قانونية في الولايات المتحدة. إنه مرحّب به للقيام بذلك والمضي في عملية الاكتشاف المناسبة”.
وتابعت: “في خطابه، اشتكى السيد باسيل من أنني لم أحذّره مسبقاً من أنه سيعاقب على أساس الفساد، وكأنه من مسؤوليتي الكشف عن ذلك قبل التسمية. ليست الأمور كذلك. هناك عدة سلطات تحت قانون العقوبات الأمريكي. إن حقيقة كون تسمية السيد باسيل قد جاءت في هذا الوقت بموجب قانون ماغنيتسكي العالمي لا تعني أنه هو أو أي شخص آخر لن يكون ممكناً تسميته بموجب عقوبات أخرى، في وقت لاحق”.
وأوضحت: “في ما يتعلق بسير عملية السياسات الأمريكية، بدا أن السيد باسيل يريد أن يظهر بأنه كان لدى قادة الولايات المتحدة نيّة مقصودة. هذه التسمية لا علاقة لها بالانتخابات الأمريكية. فببساطة، وصلت عملية التسمية إلى النقطة التي أصبحت فيها جاهزة للتنفيذ.
بناء على تعليمات من واشنطن، وعلى سبيل المجاملة، قمت بمتابعة هذا الأمر من خلال مكالمات هاتفية رفيعة المستوى حيث تمّت مناقشة هذا الموضوع. قد يظنّ السيد باسيل أن تسريب معلومات انتقائية خارج سياقها حول نقاشنا المتبادل يخدم قضيته. هذه ليست الطريقة التي أعمل بها عادة، لكنني سأكشف شيئًا واحدًا.
هو نفسه، أعرب عن الاستعداد للانفصال عن حزب الله بشروط معينة. وفي الواقع، فقد أعرب عن امتنانه لأن الولايات المتحدة جعلته يرى كيف أن العلاقة هي غير مؤاتية للتيار حتى أن مستشارين رئيسيين أبلغوني أنهم شجّعوا السيد باسيل على اتخاذ هذا القرار التاريخي”.
وختمت شيا: “أودّ أن أشدّد على أن الولايات المتحدة اتخذت هذا الإجراء تضامناً مع الشعب اللبناني الذي، لأكثر من عام، طالب قادته السياسيين بإنهاء أسلوب “العمل كالمعتاد” من خلال العمل على رسم اتجاه جديد مكرّس للإصلاح والشفافية ولاقتلاع الفساد المستشري من جذوره”.