يأمل مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي بأن يؤثر انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة على علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، وإعادة التنسيق الأمني بين الجانبين، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم، الإثنين.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، أعلن عن وقف التنسيق الأمني في أعقاب إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية المحتلة، وتشمل غور الأردن إلى إسرائيل، في إطار إعلان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، عن "صفقة القرن".
وهنأ عباس بايدن بفوزه في الانتخابات، من دون التطرق إلى العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وقالت الصحيفة إنه "حتى اليوم لا يجري تنسيق أمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية وبين الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية والشاباك"، مضيفة أنه "في إسرائيل لا يعتقدون أنه يتوقع حدوث تغيير دراماتيكي في سياسة السلطة في هذه القضية".
وحسب الصحيفة، فإن "التقديرات ترجح أنه بعد دخول بايدن إلى منصبه، لن يستمر أبو مازن في رفضه للحصول على أموال الضرائب الموجودة بحوزة إسرائيل، وسيعود إلى مسار التنسيق الأمني. وفي جميع الأحوال، لا توجد توقعات لدى جهاز الأمن بتغيير دراماتيكي، والتقديرات هي أن استقرار الوضع الأمني سيجري تدريجيا، وفقط بعد استئناف العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية".
من جهة ثانية، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم، بأن "القلق في إسرائيل هو من استئناف الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل تنفيذ تنازلات للفلسطينيين"، ونقلت عن مصادر إسرائيلية تقديرها أن "سياسة أميركية كهذه من شأنها تأجيل الجهود لإقناع دول سنية معتدلة بتحويل علاقاتها مع إسرائيل إلى علاقات علنية".
وأشارت "معاريف" إلى "وجود إجماع في جهاز الأمن الإسرائيلي حول أهمية اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات مع دول الخليج، وأنه لا يتوقع أن تكون هذه الاتفاقات الآن محل شك". وأضافت أن القيادة السياسية الإسرائيلية تعتبر أن "هذه الاتفاقات أدت إلى تغيير إستراتيجي كبير في المنطقة، بإزالة اشتراط دول عربية إزالة مقاطعتها لإسرائيل بحل القضية الفلسطينية".
وقيما يتعلق بإيران، فإن "المسؤولين في جهاز الأمن لا يرون بخسارة ترامب نهاية للمعركة والمصالح المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذه القضية. ويثمنون في جهاز الأمن إسهام السياسة الأميركية في السنوات الأخيرة ضد النظام الإيراني، لكن رغم ذلك، العودة إلى إطار اتفاق الدول الكبرى مع إيران حول النووي الإيراني لا يعتبر توجها سلبيا بالضرورة طالما أن الحديث يدور عن اتفاق أفضل ويشمل لجم البرنامج الصاروخي الإيراني ومحاولات التموضع في المنطقة".
ونقلت “يسرائيل هيوم" عن مسؤولين رفيعي المستوى تقديرهم إن "علاقات العمل الوثيقة بين الأجهزة المهنية في إسرائيل والولايات المتحدة ستبقى كما هي، ولن يتم المس بها نتيجة تغيير الحكم في الولايات المتحدة في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل. وهذا تعاون وثيق جاري بين وزارتي الأمن، الجيشين وأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل، وتم الحفاظ عليها في الماضي إثر تغير الإدارات في واشنطن".
وتوقعت الصحيفة أن تواصل إدارة بايدن الحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وعلى المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من "قلق" إسرائيل من عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن "الرأي السائد في إسرائيل كان أن ترامب أيضا، لو انتخب لولاية ثانية، كان يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين، لكن التخوف هو من أن إدارة بايدن ستوافق على شروط مشابهة لتلك التي شملها الاتفاق الأصلي، الذي تم التوصل إليه في نهاية ولاية الرئيس الأسبق، باراك أوباما".